قلق روسي من التدخل التركي في ليبيا

موسكو - أعربت روسيا، الجمعة، عن قلقها البالغ إزاء احتمال نقل تركيا قوات عسكرية إلى ليبيا وفق مذكرة التفاهم الموقعة مع حكومة فايز السراج، والتي أثارت سخطا إقليميا ودوليا.
وقال مصدر في الخارجية الروسية، إن موسكو قلقة بشدة من احتمال إرسال تركيا قوات إلى ليبيا، وفق ما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء.
وأضاف المصدر أن الاتفاق الأمني بين تركيا وحكومة السراج يثير تساؤلات كثيرة.
وفي أواخر نوفمبر، وقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة طرابلس، فايز السراج، اتفاقيتين إحداهما لترسيم الحدود البحرية في المتوسط والأخرى تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، الأمر الذي أثار انتقادات دولية، ورفضا قاطعا من جانب مصر واليونان وقبرص والاتحاد الأوروبي.
ومهدت حكومة السراج الطريق أمام تدخل عسكري تركي في ليبيا، الخميس، عندما أعلنت أنها صادقت على اتفاق للتعاون الأمني مع تركيا.
وأثار الاتفاقان انتقادات دولية، ورفضا قاطعا من جانب مصر واليونان وقبرص، ويبدو أن روسيا ستنضم إلى منتقدي الاتفاق الأمني.
اقرأ أيضا:
يأتي ذلك فيما تشهد دول عربية وأوروبية مشاورات مع ليبيا لرفع ملف دعم تركيا لميليشيات موالية لحكومة الوفاق بالسلاح إلى مجلس الأمن، بالإضافة إلى دراسة دول أوروبية الضغط على تركيا، لوقف الاتفاقيات الأمنية وصفقات بيع أسلحة لوقف الاتفاقية المُبرمة مع حكومة السراج.
وتقلق أطماع أردوغان المتزايدة للسيطرة على ليبيا أوروبا رغم تباين مواقف عدد من دولها من الأزمة الليبية، وهو ما أكدته زيارة وزير الخارجية الإيطالي لويجو دي مايو الثلاثاء إلى ليبيا حيث التقى رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج والمشير خليفة حفتر.
وقال دي مايو الأربعاء إنه وجه دعوة للمشير خليفة حفتر للقائه في روما قريبا لبحث سبل استئناف العملية السياسية.
ويخوض الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر منذ أيام معركة حاسمة في طرابلس لاستعادتها من أيدي الميليشيات. وشارك الجيش في تدمير مراكز الأسلحة والذخيرة والطائرات التركية المسيرة، وإنهاء سيطرة الميليشيات، وقد حقق نجاحات شلّت القدرة القتالية للكتائب المسلحة والجماعات الإرهابية.
وأعلن الجيش الوطني الليبي الجمعة أنه قصف مخازن أسلحة تركية تابعة لميليشيات مصراتة، مضيفا أنه سيواصل عمليات استهداف المدينة حتى انسحاب المسلحين من طرابلس وسرت.
وأمهل الجيش الليبي مصراتة 3 أيام لسحب الميليشيات من طرابلس وسرت، فيما طالبت حكومة الوفاق بقيادة السراج المساعدة من خمس دول صديقة لصد هجوم قوات الجيش الليبي.
ودعا الجمعة فائز السراج في بيان إعلامي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك 5 دول هي الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا وإيطاليا والجزائر، إلى تفعيل الاتفاقيات الأمنية مع ليبيا والبناء عليها.
وأوضح المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق في البيان أن "رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وجه رسائل إلى رؤساء خمس دول هي الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وإيطاليا والجزائر وتركيا، طالب فيها هذه الدول الصديقة بتفعيل اتفاقيات التعاون الأمني، لصد العدوان الذي تتعرض له العاصمة طرابلس من أية مجموعات مسلحة تعمل خارج شرعية الدولة".
زاعما هذا الطلب يأتي "حفاظاً على السلم الاجتماعي ومن أجل تحقيق الاستقرار في ليبيا".
ويظهر من خلال طلب الدعم الخسائر التي تكبدتها الميليشيات خلال الايام الماضية في محاور عديدة جنوب طرابلس.
وحث السراج، وفق البيان ذاته، الدول المعنية على "تكثيف التعاون في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر".