قلق استثنائي كويتي من التطورات الإقليمية

الشيخ صباح الأحمد: المستجدات الخطيرة في محيطنا تستوجب أقصى درجات الحذر.
الأربعاء 2019/05/15
الأوضاع الحالية تستوجب أقصى درجات الحيطة والحذر

الكويت - تبدي الكويت قلقا استثنائيا من عملية التحرّش التي طالت الملاحة الدولية عبر العملية التخريبية التي تعرّضت لها أربع سفن قرب المياه الإقليمية لدولة الإمارات، واتجهت أصابع الاتهام فيها صوب إيران باعتبارها صاحبة المصلحة في توتير الأجواء بالمنطقة فضلا عن كونها ذات سوابق في التعرّض للملاحة والتهديد بغلق ممراتها.

ودعا أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، قوات الحرس الوطني لأخذ أقصى درجات الحذر في ظل “المستجدات الخطيرة التي يشهدها المحيط الإقليمي” للبلاد.

وتخشى الكويت التي تعتمد في مواردها المالية بشكل شبه كامل على النفط من تعطيل طرق تصديره في حال تطوّرت الأحداث إلى نزاع عسكري بين الولايات المتحدة وإيران، لكنّ الكويت تشعر أيضا بحرج سياسي وهي التي حاولت دائما مسك العصا من وسطها والحفاظ على حدّ أدنى من العلاقات مع إيران رغم اكتشافها أكثر من مرّة تورّط طهران بشكل مباشر أو عن طريق وكلاء لها في مؤامرات ضدّ أمنها، وآخرها ما عرف في السنوات القليلة الماضية بـ“خلية العبدلي” نسبة إلى منطقة في شمال البلاد اكتُشف فيها مخزن للأسلحة تبين أنّ وراء تخزينها هناك حزب الله اللبناني بالتعاون مع دبلوماسيين إيرانيين عاملين في الكويت.

ومن هذا المنطلق يرى كويتيون أنّ بلدهم الذي يعتبر حليفا موثوقا للولايات المتحدة مرشّح لأن يكون مسرحا لأعمال تخريبية انتقامية في حال تطوّر الصراع.

وقال الشيخ صباح الأحمد في كلمة له خلال زيارته مقر الرئاسة العامة للحرس الوطني “لا يخفى عليكم التطورات والمستجدات الخطيرة التي يشهدها محيطنا الإقليمي”، معتبرا أنّ هذه الأوضاع “تستوجب منكم أقصى درجات الحيطة والحذر لدى أداء المهام المنوطة بكم، لاسيما المتعلقة بحماية المؤسسات العامة وكما هو معهود أنكم على قدر المسؤولية”.

وأضاف أنّ “ما تقومون به من واجب مشرف في حفظ وصون أمن الوطن العزيز واستقراره، بالتعاون مع إخوانكم في الجيش والشرطة، لهو موضع تقدير”.

والحرس الوطني جهاز عسكري تأسس عام 1967 ويعاون القوات المسلحة وهيئات الأمن العام، كلما طلب إليه، ويسهم في أغراض الدفاع الوطني.

وتأتي تصريحات أمير الكويت بعد ساعات من إدانته عمليات تخريب طالت سفن شحن بالخليج، الأحد، بينها ناقلتا نفط سعوديتان، كانت إحداهما متجهة إلى الولايات المتحدة، وفق بيان رسمي سعودي.

ومطلع الأسبوع الحالي، أعلنت الولايات المتحدة نشر حاملة طائرات وقاذفات استراتيجية في الشرق الأوسط، إثر ورود “مؤشرات على وجود خطر حقيقي من قبل قوات النظام الإيراني”.

ووسط توتر شديد بين واشنطن وطهران، نُقل عن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، باتريك شاناهان، قوله إنه “من المهمّ أن تفهم إيران أن أي هجوم على المصالح الأميركية سيواجه بالرد المناسب”.

وشهد مضيق هرمز، الشريان الرئيسي لنقل نفط المنطقة نحو الأسواق العالمية، حربا كلامية بين طهران وواشنطن عقب تهديد إيران بغلقه ردا على تحرك أميركي لتصفير صادرات الأخيرة من النفط.

3