قلق إسرائيلي من المشاعر المعادية في الإعلام المصري

القدس - اعتبر معهد سياسة الشعب اليهودي الإسرائيلي أن هناك “ارتفاعاً مقلقاً لمعدلات معاداة السامية والكراهية تجاه إسرائيل في وسائل الإعلام المصرية، بحسب دراسة أجراها.
وقال شوكي فريدمان المدير العام للمعهد، وهو من أعد الدراسة بنفسه، إنه بالرغم من مرور عقود من الزمن منذ توقيع اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر، إلا أن وسائل الإعلام هناك لا تزال تنظر إلى إسرائيل كعدو.
وأشار فريدمان في حديث للقناة السابعة الإسرائيلية إلى أن الدراسة استخدمت الذكاء الاصطناعي لفحص الآلاف من أعمدة الرأي في وسائل الإعلام المصرية، قائلا “رأينا أن 30 في المئة من الأخبار والأعمدة التي جمعناها تتناول إسرائيل في صحيفتي مصر الرئيسيتين، وهذا يعني أن التفاعل المصري مع إسرائيل مكثف للغاية، وهو أمر ليس مفاجئًا للغاية، ولكن هذه أرقام مرتفعة.”
وأضاف “من المزعج والمؤسف للغاية أن نعرف أن نسبة عالية من الإشارات إلى إسرائيل وإلى حدّ مّا إلى اليهود أيضًا هي إشارات سلبية إلى حدّ معاداة السامية، وهذا يعني أن المواطن المصري في الشارع عندما يقرأ الصحف في مصر يسمع أشياء سيئة عن إسرائيل واليهود، وهو ما لا يساعد على ازدهار السلام بين البلدين،” وفق تعبيره.
الدراسة استخدمت الذكاء الاصطناعي لفحص الآلاف من أعمدة الرأي في وسائل الإعلام المصرية
وتظهر بيانات البحث التي قدمها المعهد أن نحو 70 في المئة من المقالات التي تضمنت إشارات إلى إسرائيل كانت ذات طابع “سلبي للغاية”، ونحو 12.5 في المئة كانت ذات “طابع سلبي”، و4.5 في المئة أخرى كانت ذات طابع “سلبي إلى حد ما”.
وهذا يعني أن حوالي 87 في المئة من مقالات الرأي والتعليقات التي تناولت إسرائيل كانت سلبية، بحسب الباحث.
ولفتت دراسة المعهد اليهودي إلى أن بعض هذه الرسائل تصور إسرائيل باعتبارها “كياناً استعمارياً”، و”العدو الصهيوني”، و”الآفة السرطانية”، وتؤكد أنها تسعى إلى التوسع والسيطرة على المنطقة بأكملها، كما تم تصنيف حوالي 12.5 في المئة فقط من المقالات على أنها محايدة، وتم تصنيف أقل من 1 في المئة على أنها إيجابية.
وعندما سئل عمّا إذا كانت هذه المقالات مؤامرة على غرار بروتوكولات حكماء صهيون أو انتقادات لسلوك إسرائيل في غزة، أجاب فريدمان بأن التحليل الذي تم إجراؤه فحص قدراً كبيراً من المعلومات وركز على مشاعر المضمّنة في الأشياء التي كتبت وليس بالضرورة على المحتوى.
وقال “من الواضح تماماً أن هناك على الهامش أموراً أكثر خطورة تتعلق بمعاداة السامية الصارخة، ولكن النبرة العامة هي نبرة سلبية تجاه إسرائيل في ما يتصل بسلوكها في غزة وأماكن أخرى.”
87
في المئة من مقالات الرأي والتعليقات في الإعلام المصري التي تناولت إسرائيل كانت سلبية
وأضاف “تنظر وسائل الإعلام المصرية إلى إسرائيل باعتبارها عاملاً سلبياً وإشكالياً من حيث أداؤها في المنطقة في نظر المصريين.”
ووجهت القناة العبرية سؤالا لفريدمان عن العلاقة بين القيادة المصرية وطريقة تعبير الصحف المختلفة في البلاد عن نفسها، فأجاب بأن الأمر يتعلق بعدد كبير من الصحافيين والمتحدثين باسم الصحف، حيث لن تعبر وسائل الإعلام المصرية عن نفسها في مدح الأشياء التي لا تهتم بها الحكومة المصرية، ومع ذلك فهو غير متأكد من وجود رد فعل مشابه للقيادة السياسية في مصر.
وأضاف “يجب أن نتذكر أن المشاعر تجاه إسرائيل في مصر ليست إيجابية وأن الكتّاب الذين ينتقدون إسرائيل يكتبون ما يريد قراؤهم سماعه وما يفكرون فيه بشأن إسرائيل، لذا فهذا ما يحدث حتى دون تدخل النظام”.
وفي تصريحاته، يشير فريدمان إلى أنه ليس من المؤكد ما إذا كان من الصحيح ربط الروح المعادية لإسرائيل في وسائل الإعلام المصرية بما يبدو أنه انتهاكات متكررة لاتفاقية السلام من منظور أمني مع تكثيف الوجود العسكري المصري في شبه جزيرة سيناء.
وأضاف “ربما تكون هناك انتهاكات لاتفاقية السلام، والتي تكثفت خلال الحرب ولها جذور حتى قبل ذلك، ولكن ربط هذه الأمور سيكون ربطاً ظرفياً غير ضروري، لأن وسائل الإعلام المصرية كانت معادية لإسرائيل لفترة طويلة.”
وتساءلت القناة العبرية عمّا يبدو أنه ارتباط ظرفي آخر بين الجانب الإعلامي والجانب العسكري، وهو تجاهل إسرائيل لهذين المعيارين.
ورد فريدمان بأن “العلاقات مع مصر علاقات مستمرة منذ سنوات. إنه سلامٌ بارد، ومصلحة إسرائيل الأساسية هي ضمان أمنها أولاً وأخيراً، ثم ضمان دفء السلام قليلاً. ومن الواضح أنه عندما يكون هذا هو الشعور السائد في الإعلام المصري، فإن فرص النجاح فيه محدودة للغاية. ومن ناحية أخرى، تحتاج السياسة الإسرائيلية إلى تحديد أولويات المصالح وتحديد أوجه استثمار الطاقة، ولست متأكداً من أن النظام المصري سيتحرك لمنع الإعلام من انتقاد إسرائيل، مع أنه قادر على ذلك لأن الحكومة المصرية قادرة على التحكم في لهجة الخطاب العام.”