قلق أوروبي من تزايد حمّى الإنهاء المبكر للموسم الكروي

الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يلجأ إلى الاستبعاد من المشاركة القارية كورقة للضغط.
الأحد 2020/04/05
كلوب بروج بات تحت المجهر

يساور قلق شديد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم من تزايد عدوى الإنهاء المبكر للموسم الكروي والتي قد تنتقل إلى البطولات الكبرى في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا، ما مهد الطريق لتشديد اللهجة أمام هذا القرار الذي قد تكون نتائجه جد مؤثرة على الأندية في حال اتخذت قرارا أحاديا.

لندن - استشعر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم خطر حمى الإنهاء المبكر للموسم الكروي الذي قد يطال مختلف الدوريات الكبرى في أوروبا بعدما أعلنت بلجيكا تتويج كلوب بروج باللقب وتتحضر اسكتلندا للسير على خطاها، في وقت يجاهد فيه “ويفا” للتحضير لكيفية استئناف نشاط البطولات بعد انجلاء كارثة كورونا.

ووجدت بلجيكا واسكتلندا نفسيهما أمام تهديد الاتحاد الأوروبي بالاستبعاد من المشاركة في المسابقات القارية.

وكان مجلس إدارة رابطة الدوري البلجيكي قرر الخميس بالإجماع أنه “من غير المرغوب فيه، مهما كان السيناريو المتوقع، مواصلة المنافسة بعد 30 يونيو”، وأوصى “بعدم استئناف مسابقات موسم 2019 – 2020”.

وأحال المجلس القرار إلى الجمعية العمومية للرابطة من أجل المصادقة عليه في 15 أبريل الحالي.

وكانت الأندية الاسكتلندية ستحذو حذو نظيرتها البلجيكية الجمعة من خلال اجتماع عبر الفيديو، لكن تم تأجيله إلى الأسبوع المقبل، على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجهها بعض الفرق التي بات واضحا أن بقاءها سيكون على المحك في الأشهر المقبلة بسبب الوقف المفاجئ للمسابقات.

وفي هولندا أيضا، كانت الفكرة ذاتها في مخيلة أياكس أمستردام العريق والذي لم يتردد مديره الرياضي ونجمه السابق مارك أوفرماس في اتهام الاتحاد الهولندي للعبة بـ”الاختباء خلف الاتحاد الأوروبي (ويفا) وأن ليس لديه الشجاعة ليقول يجب أن يتوقف اللعب”.

ومنذ الخميس، بعث الاتحاد الأوروبي رسالة تهديد إلى اتحادات ورابطات الدوريات والأندية في القارة العجوز ليذكرها بشعاره: من الضروري “إكمال المسابقات حتى نهايتها”.

وتخوّف الاتحاد الأوروبي من أن تمهد بلجيكا بالقرار في حال تم التصديق عليه، الطريق أمام البطولات الأوروبية الأخرى للسير على هذه الخطى، لاسيما في إيطاليا وإنجلترا حيث هناك مطالبة بإنهاء الموسم في ظل ارتفاع حالات الوفيات والإصابات بفايروس كوفيد – 19.

الاتحاد الأوروبي يستخدم "التهديد" الوحيد المتاح تحت تصرفه وهو المشاركة في المسابقات للموسم 2020 – 2021

وأصدر الاتحاد الأوروبي بيانا مشتركا مع رابطتي الأندية الأوروبية والدوريات الأوروبية أكد خلاله على “الأهمية القصوى.. لمنح الألقاب الرياضية على أساس النتائج.. يجب أن نضمن ذلك طالما أن هناك فرصة أخيرة قائمة، وطالما أن هناك إمكانية لإيجاد حلول للروزنامة والعمليات والقوانين”.

وشكك البيان في إمكانية المشاركة في المسابقتين القاريتين لأندية الدوريات التي قررت إلغاء الموسم، موضحا أن “المشاركة في المسابقات الأوروبية تتحدد بالنتيجة الرياضية المحققة في نهاية كل بطولة محلية كاملة، والتوقف “السابق لأوانه يثير الشكوك حول تحقيق هذا الشرط”، أي ذلك المتعلق بضرورة أن يكون ترتيب الفرق مرتبطا بإنهاء الموسم بأكمله.

لكن رد فعل الاتحاد القاري لم يكن فقط بسبب قلقه على غياب العدالة الرياضية، بل إنه يريد أن تنتهي المسابقات القارية بأي ثمن، حتى إذا لزم الأمر اللعب هذا الصيف، ليتفادى بدوره فقدان حقوق النقل التلفزيوني المذهلة لمسابقة دوري أبطال أوروبا. ونظرا لعدم وجود سلطة له بشأن هذه المسألة، أثار الاتحاد الأوروبي التهديد الوحيد المتاح تحت تصرفه وهو “تقييم شرعية (الأندية التي تود رابطات الدوريات تسجيلها بموجب تصنيف 2019-2020 قبل توقفها المبكر) المشاركة في مسابقات الاتحاد الأوروبي في موسم 2020-2021“، ما معناه بعبارات أقل دبلوماسية: استبعاد المتمردين.

وعلى ضوء ذلك، بات التهديد يتعلق بفريق كلوب بروج الذي ضمن بطاقته إلى مسابقة أبطال أوروبا بعدما أعلن مجلس إدارة الرابطة البلجيكية تتويجه باللقب عندما كان يبتعد بفارق 15 نقطة عن أقرب مطارديه خنت قبل توقف الدوري الذي كان يستعد لخوض مرحلة “البلاي أوف”.

وقد يشمل التهديد أندية الدوري الاسكتلندي التي تملك حقوقا تلفزيونية منخفضة جدا مقارنة مع جارتها الإنجليزية الغنية (24 مليون يورو سنويا مقابل 3.5 مليار يورو) وذلك بسبب تراجعها في التصنيف القاري.

ومع ذلك، فإنه لا يمكنها الاستغناء بسهولة عن المساعدات المالية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وإنهاء الموسم الحالي قبل الأوان، من خلال تتويج سلتيك بطلا، من الممكن أن يؤدي إلى وقف المكافآت ودفعها بسرعة إلى الأندية التي تعاني ماديا.

وجبرا للضرر، اقترحت الأندية الاسكتلندية صعود فريقين إلى الدوري الممتاز دون أن يهبط أي منها إلى الدرجة الأولى وذلك من خلال رفع عدد الفرق في الدوري الممتاز إلى 14 فريقا. وبمعدل 43 في المئة من مداخيلها عبر بيع التذاكر، تعتبر اسكتلندا بعيدة جدا عن الأندية التي تعوّل على التذاكر في البطولات الـ20 الرئيسية في القارة العجوز.

وبعد تعليق البطولة، لم تماطل العديد من الأندية واتخذت إجراءات صارمة مثل فريق هارتس الذي طالب لاعبيه بالتخلي عن 50 في المئة من رواتبهم، بينما اقترح هيبرنيان تأجيل دفع 50 في المئة من الرواتب.

وحتى سلتيك الذي كانت ميزانيته إيجابية في حصيلته السنوية التي أعلنها في فبراير الماضي مع 37.5 مليون يورو، ينوي “خفض رواتب لاعبيه” بحسب مدربه نيل لينون.

إلغاء موسم 2019 – 2020 سيضمن أيضا أن 2020 – 2021 سيبدأ كما هو مخطط له، مع دخول اتفاقية البث الجديدة الأكثر ملاءمة حيز التنفيذ، بسعر 32 مليون جنيه إسترليني (36.3 مليون يورو) سنويا.

وكان رئيس مذرويل ألان بارووز أعلن قبل أسبوع في تصريح لقناة “بي.بي.سي” البريطانية “أعتقد أنه مع مرور كل يوم (استئناف للبطولة) يصبح غير واقعي أكثر فأكثر”، لكن رئيس الاتحاد الأوروبي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين أبدى “ثقة” في احتمال عودة المنافسات “في الأشهر المقبلة”، وقال في هذا الصدد  “نعتقد أن أي قرار بإنهاء المسابقات المحلية في هذه المرحلة، سابق لأوانه وليس له ما يبرره”.

23