قلق أميركي من سلوك اليمين المتطرف الإسرائيلي

حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتشدد يطالب نتنياهو بضم أراض بالضفة الغربية.
الجمعة 2022/11/11
لننتظر الخطوة القادمة

القدس - قال السفير الأميركي لدى إسرائيل إن الولايات المتحدة تعتزم معرفة ما يقوله السياسيون اليمينيون المتطرفون في إسرائيل “وكيف سيتصرفون” قبل أن تتخذ واشنطن موقفا بشأن الحكومة المقبلة، فيما بدأ الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ أكثرا قلقا من واشنطن مع بدئه مشاورات التكليف.

وضمن الزعيم الإسرائيلي المخضرم بنيامين نتنياهو العودة إلى منصب رئيس الوزراء بعد أن فازت كتلته المكونة من أحزاب يمينية متطرفة وأخرى دينية الأسبوع الماضي بأغلبية كبيرة في خامس انتخابات وطنية تجريها إسرائيل في أقل من أربع سنوات.

توم نايدس: ننتظر كيف سيتصرفون قبل أن تتخذ موقفا
توم نايدس: ننتظر كيف سيتصرفون قبل أن تتخذ موقفا

وقال السفير توم نايدس في مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية (راديو مكان) الخميس “هذا بلد ديمقراطي بقيادة منتخبة وأنا أعتزم العمل معهم.. وهذا يعني، علينا أن ندافع عن الأشياء التي نؤمن بها. هذا ما تقوم عليه القيم الأميركية”.

وذكر الرئيس الإسرائيلي خلال مشاورات بشأن الحكومة المقبلة أجريت الأربعاء أن “العالم كله قلق” من احتمال ضم القومي المتطرف إيتمار بن غفير إلى الحكومة الائتلافية الجديدة.

وقال مكتب هرتزوغ في وقت لاحق إن الرئيس ناقش هذه المخاوف مع بن غفير مباشرة.

ولم يرد متحدث باسم بن غفير، لكن بحسب وسائل إعلام محلية قال بن غفير إنه أجرى “العديد من المحادثات المثمرة” مع الرئيس وإنه “ينوي شرح مواقف حزبه”.

ونُسب إلى بن غفير الفضل في حشد الدعم لكتلة نتنياهو اليمينية المتطرفة في الكنيست. ومن المرجح أن تكون الحكومة الجديدة من أكثر الحكومات انتماء لليمين في تاريخ إسرائيل.

وأدين بن غفير، الذي يريد أن يصبح وزيرا للأمن الداخلي المسؤول عن الشرطة، عام 2007 بالتحريض العنصري ضد العرب وبدعم حركة كاخ المتطرفة التي أدرجتها إسرائيل والولايات المتحدة على قائمة الإرهاب.

ويريد بن غفير، وهو مستوطن يعيش في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، حل السلطة الفلسطينية التي تتمتع بحكم محدود في أجزاء من الضفة الغربية بموجب اتفاقات سلام مؤقتة. ومن شأن ذلك أن يتعارض مع سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

كما يدعم بن غفير، زعيم حزب القوة اليهودية، صلاة اليهود في المسجد الأقصى، وهو موقف يثير التوترات الإقليمية.

وامتنعت الولايات المتحدة عن الإدلاء علنا بأيّ رأي حتى تتشكل الحكومة الائتلافية الجديدة، وهو موقف أكد عليه نايدس الخميس وشدد على أن العلاقات بين البلدين “لا يمكن أن تنفصم”. وقال “حتى أعرف ونعرف مواقفهم وكذلك المناصب التي سيتولونها، سنحدد حينها نوع المحادثات التي ستجري”.

وأكد نايدس أن واشنطن ستكافح أيّ محاولات إسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية.

لمن الولاء
لمن الولاء

وقال “سنكافح أي محاولة للضم. نحن لا نؤيد الضم، ليس نحن فقط، بل معظم البلدان”.

وكانت تقارير إسرائيلية قالت إن حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتشدد برئاسة بتسلئيل سموتريتش طالب في محادثات مع نتنياهو بضم أراض بالضفة الغربية.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن سموتريتش طالب بأن تُدار المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية من قبل الوزارات المعنية، بدلاً من الإدارة المدنية التي تعتبر الذراع التنفيذية لوزارة الدفاع الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.

وبدأ نتنياهو مشاورات أولية مع الأحزاب التي ستتحالف معه لتشكيل الحكومة القادمة ومن بينها “الصهيونية الدينية”.

وجرت الانتخابات في إسرائيل مع تصاعد العنف في القدس الشرقية والضفة الغربية اللتين احتلتهما إسرائيل في العام 1967.

وتوقع الخبراء أن تعمل الحكومة الجديدة على تشديد قبضتها على الضفة الغربية وخاصة شمالها، مما ينذر بمواجهة قد تتحول إلى انتفاضة جديدة.

واعتبر مدير مركز القدس للدراسات، التابع لجامعة القدس، أحمد رفيق عوض أن “نتائج الانتخابات الإسرائيلية مؤشر على أن التصعيد سيد الموقف في الأراضي الفلسطينية خلال الفترة المقبلة”.

ويرى سليمان بشارات، مدير مركز يبوس للدراسات (خاص)، أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية مؤشر على فوز اليمين الذي يقود إسرائيل إلى عدم القبول بالتعايش مع الفلسطينيين.

واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تظهر تنامي مظاهر “التطرف والعنصرية”.

2