قلق أممي من الاعتقالات العشوائية ضد المهاجرين في ليبيا

تقرير أممي يؤكد أن تهريب المهاجرين واستعبادهم وعملهم القسري وسجنهم وابتزازهم، يدرّ عائدات كبيرة للأفراد والجماعات ومؤسسات الدولة.
الثلاثاء 2023/06/13
تزايد مقلق لخطاب الكراهية والعنصرية

طرابلس - أعربت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا عن قلقها إزاء الاعتقالات العشوائية ضد المهاجرين وطالبي اللجوء في جميع أنحاء البلاد، فضلا عما وصفته بتصاعد مقلق للخطابات التي تحض على الكراهية والعنصرية.

وقالت البعثة الأممية في بيان لها الاثنين “يساورنا القلق إزاء الاعتقال التعسفي الجماعي للمهاجرين وطالبي اللجوء الذي طال جميع أنحاء البلاد”.

وأضافت “السلطات الليبية اعتقلت الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من الشوارع ومن منازلهم أو في أعقاب مداهمات لما يزعم بأنه مخيمات ومستودعات للمتاجرين بالبشر”.

وتابعت أن “العديد من هؤلاء المهاجرين بينهم نساء حوامل وأطفال يحتجزون في أماكن مكتظة وغير صحية، وتعرض آلاف آخرون بشكل جماعي، بمن فيهم مهاجرون دخلوا ليبيا قانونيا، للطرد دون تدقيق أو اتباع الإجراءات القانونية الواجبة”.

وأشارت إلى أن “حملة الاعتقالات والترحيل التعسفية ترافقت مع تزايد مقلق في خطاب الكراهية والخطاب العنصري ضد الأجانب على الإنترنت وفي وسائل الإعلام”، داعية “السلطات الليبية إلى وقف هذه الإجراءات ومعاملة المهاجرين بكرامة وإنسانية بما يتماشى مع التزاماتها الدولية”.

وفي أبريل الماضي، نشر موقع الأمم المتحدة تقريرا للبعثة الأممية المستقلة لتقصّي الحقائق قالت فيه إن “هناك أسبابا معقولة للاعتقاد بأن الاستعباد الجنسي قد ارتكب ضد المهاجرين في مراكز احتجاز رسمية وفي سجون سرية في ليبيا”.

وأضافت البعثة في تقريرها أن “تهريب المهاجرين واستعبادهم وعملهم القسري وسجنهم وابتزازهم، يدرّ عائدات كبيرة للأفراد والجماعات ومؤسسات الدولة”. وحينها استنكرت وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية والبرلمان في ليبيا، في بيانين منفصلين، ما أورده التقرير الأممي.

وطالبت الخارجية الليبية البعثة الأممية بـ”تقديم ما بحوزتها من شهادات موثقة وبيانات دقيقة لأعداد ضحايا العنف أو الاستعباد الجنسي من المهاجرين لمكتب النائب العام الليبي”.

فيما عبّرت لجنة الداخلية بمجلس النواب عن استيائها مما ورد في التقرير، معتبرة أنه “انحياز وغياب للموضوعية وتعمّد لتشويه صورة ليبيا وتحميلها المسؤولية عن أزمة تدفقات الهجرة”.

وكانت سلطات شرق ليبيا قد رحلت الأسبوع الماضي الآلاف من المهاجرين إلى مصر، مما جعلهم يعبرون الحدود سيرا على الأقدام. وبدأت شرطة الهجرة تنتشر في طرابلس في الآونة الأخيرة حول أحد الطرق الرئيسية، حيث يتجمع العديد من المهاجرين يوميا سعيا لكسب العيش.

بعثة الأمم المتحدة تقول إن العديد من هؤلاء المهاجرين بينهم نساء حوامل وأطفال يحتجزون في أماكن مكتظة

ورغم انعدام الأمن في ليبيا التي تشهد نزاعا سياسيا على السلطة وسيطرة الفصائل المسلحة على معظم الأراضي، فإن البلاد تضم نحو نصف مليون مهاجر. يسعى البعض للسفر إلى أوروبا، والبعض الآخر للعمل في المجالات الاقتصادية التي تقوم على النفط.

وسافر رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة وقائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) المشير خليفة حفتر مؤخرا إلى روما، حيث تسعى رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني للحد من عبور المهاجرين إلى إيطاليا.

وفي شرق ليبيا، قالت السلطات إنها احتجزت 20 مواطنا من بنغلاديش على متن قارب، بينما كانوا يحاولون العبور بشكل غير قانوني إلى إيطاليا، مشيرة إلى أنها اتخذت جميع الإجراءات القانونية بحقهم.

وقال محمد إسماعيل (48 عاما)، وهو سوداني يعمل في مجال المعادن وصل إلى ليبيا بشكل غير قانوني، إنه تعرض لمعاملة وحشية من جانب المهربين، لكنه قام بتسوية وضعه مع السلطات. وأضاف أنه يشعر بالقلق بسبب تقارير الترحيل. وفي مدينة طرابلس غرب البلاد، قال سباك مصري، طلب عدم الكشف عن هويته خوفا من ملاحقته، إن عددا من أصدقائه تعرضوا للاحتجاز.

وقال “أنا خائف من الاعتقال والاختطاف والاحتجاز من أجل الحصول على فدية والترحيل القسري، من الصعب البقاء على قيد الحياة في ليبيا”. ولم ترد حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس والسلطات المحلية في شرق ليبيا بعد على طلبات للتعليق على بيان بعثة الأمم المتحدة.

وليبيا المطلة على البحر المتوسط تعد نقطة عبور للمهاجرين الأفارقة نحو الشواطئ الأوروبية، بينما تشتكي البلاد عدم مساعدتها على مواجهة تلك الظاهرة من قبل “بلدان المنشأ” أو الدول الأوروبية “بلدان المقصد”.

4