قلق أممي حول مصير معاهدة نيوستارت النووية

نيويورك - دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة، روسيا والولايات المتحدة إلى ضرورة تمديد معاهدة الحدّ من الأسلحة الاستراتيجية “نيو ستارت”، خمس سنوات، في وقت يحذر فيه خبراء من انفراط عقد آخر معاهدة نووية ما يطلق العنان لسباق تسلح جديد.
وقال غوتيريش في إفادته لأعضاء الجمعية العامة، “من الضروري أن يمدد الاتحاد الروسي والولايات المتحدة، دون تأخير، معاهدة نيو ستارت لمدة أقصاها خمس سنوات”.
وأشار إلى أن الاتفاقية من المقرر أن ينتهي العمل في فبراير 2021، ما يثير القلق بالعودة إلى المنافسة الاستراتيجية غير المقيدة.
واعتبر أن مسؤولية ذلك “تقع على عاتق الدول الحائزة للأسلحة النووية، بما في ذلك الوفاء بالتزاماتها القائمة في مجال نزع السلاح واتخاذ خطوات عملية للحد من المخاطر النووية”.
وتتوقع موسكو عدم تمديد المعاهدة في ظل إصرار واشنطن على انضمام الصين إليها كشرط أساسي للتمديد وهو ما ترفضه بكين.
وتنصّ أحكام المعاهدة على تحديد عدد القاذفات النووية الاستراتيجية المنشورة بـ700 وعدد الرؤوس النووية المنشورة على هذه القاذفات بـ1550. وتنصّ أيضا على إنشاء نظام جديد للتفتيش والتحقق من احترام بنود الاتفاقية.
وهذا هو الاتفاق الأميركي الروسي الوحيد الذي يحدّ من الأسلحة النووية الاستراتيجية المنشورة، حيث يقول أنصار الحد من التسلح إنه من دون الاتفاق سيكون من الأصعب على كل طرف قياس نوايا الآخر.
وتلزم المعاهدة البلدين بإزالة الصواريخ النووية والتقليدية قصيرة ومتوسطة المدى، فيما يخشى مراقبون أن يؤدي انقضاء المعاهدة إلى إمكانية اندلاع سباق متزايد للتسلح.
يخشى مراقبون أن يؤدي عدم تمديد معاهدة نيوستارت إلى اندلاع سباق متزايد للتسلح ما يعيد المنافسة الاستراتيجية غير المقيدة
وقد يؤدي انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة إلى توجيه الأنظار نحو الصين التي يمكن أن تطور دون قيود أسلحتها النووية متوسطة المدى بما أنها لم توقع على الاتفاق.
واقترحت روسيا غير الراغبة في إقحام القوة الصينية في حوارها مع واشنطن، تمديد اتفاقية نيو ستارت عند انتهاء مدتها، فيما يخشى بعض المراقبين أن تستخدم الولايات المتحدة رفض الصين الانضمام إلى المحادثات ذريعة للتخلي عن الاتفاق.
وعلى الرغم من أن العلاقات الأميركية لا تزال متوترة مع روسيا، إلا أن مخططي الدفاع الأميركيين يركزون بشكل كبير على الصين بسبب إنفاقها العسكري المتزايد، وزيادة جهودها لترسيخ نفوذها في المياه المختلف عليها في آسيا.
وأفاد التقرير الأخير الصادر عن المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم (سيبري) بأن روسيا والولايات المتحدة لا تزالان تملكان معا أكثر من 90 في المئة من الأسلحة النووية في العالم، حيث تملك واشنطن في 2020 حوالي 5800 رأس حربي نووي وموسكو 6375 مقابل 320 لبكين و290 لباريس و215 للندن.
وأشارت شانون كايل مديرة برنامج نزع الأسلحة النووية والحدّ من التسلّح وعدم انتشار الأسلحة في المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم، إلى أن “عصر الاتفاقات الثنائية للحدّ من الأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة يمكن أن ينتهي”.
وترفض الصين التي تعتبر أن ترسانتها أقلّ بكثير من ترسانتي موسكو وواشنطن، المشاركة في المفاوضات الثلاثية إلا أنها أبدت انفتاحها لمحادثات متعددة الأطراف.
واعتبر سونغ تجونغ بينغ وهو خبير صيني في شؤون الدفاع، أن المستوى المثالي بالنسبة لبكين سيكون ألفي رأس نووي، مؤكدا أن “الصين لن تشارك أبدا في هذه المفاوضات حول الحدّ من التسلح بين الولايات المتحدة وروسيا”.
وسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بلاده من ثلاثة اتفاقات دولية حول الحدّ من التسلّح وهي الاتفاق حول النووي الإيراني ومعاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى ومعاهدة الأجواء المفتوحة، التي تهدف إلى التحقق من التحركات العسكرية وإجراءات الحدّ من تسلّح الدول الموقعة عليها.
وقال المدير التنفيذي لجمعية ضبط الأسلحة “آرمز كونترول أسوسييشن” داريل كيمبال “في الوقت الراهن، ليست لدى إدارة ترامب أي نية لتمديد معاهدة نيو ستارت وهي لا تتردد في استخدام عدم اهتمام الصين بمفاوضات ثلاثية كذريعة” للتخلي عن المعاهدة.