قلب العاشق دليله

كان رامي حشدا من العشاق الذين خلدهم التاريخ. غير أنه لم يُجن مثل قيس ولم يمت مثل روميو.
السبت 2022/09/03
شاعر عاش في كوكب الأغاني

يستحق أحمد رامي أن يُقام لغرامه متحف في مصر.

هذا الرجل عاش في كوكب الأغاني الـ137 التي كتبها لأم كلثوم وهي عمره الحقيقي.

ليس للزمن الذي نعرفه قيمة تُذكر بالنسبة إليه. فهو لم يعش إلا من أجل أن يرعى كلماته التي عبر من خلالها عن لوعته واشتياقه وتشبثه بأمل ضائع.

كان زمنه الحقيقي يقع بين شفتي الفتاة الريفية التي وضعها بين النجوم ولم تعد يده تصل إليها.

كان رامي حشدا من العشاق الذين خلدهم التاريخ. غير أنه لم يُجن مثل قيس ولم يمت مثل روميو.

لقد عاش في ظل معبودته التي وهبته كل شيء إلا الحب. كان حبا من طرف واحد.

ولو كان ابن حزم الأندلسي صاحب كتاب طوق الحمامة في الألفة والآلاف حاضرا لوضع اسمه في مقدمة كتابه.

كل أغنية كتبها رامي لأم كلثوم تعبر عن الحالة العاطفية التي كان يمر بها. أغانيه هي سيرة وجدانه الذي كان عبارة عن منجم للإبداع. من “رق الحبيب” مرورا بـ”حيرت قلبي معاك” وصولا إلى “يا ظالمني”.

وما من ظالم تلقفه التاريخ بولهٍ استثنائي مثل ذلك الظالم الذي اشتكى رامي من ظلمه. كان ذلك الظلم مصدر إلهام لا يتكرر.

لم يتوقف أحمد رامي عن حب أم كلثوم بعد زواجها. ولكنه حب عفيف وراق وجمالي لم يخترق حياتها الشخصية.

ومن جانبها فإنها لم تتوقف عن غناء القصائد التي تعرف أنه يكتبها من أجلها. عرفت أم كلثوم كيف تفصل بين قلبها وخيال محبيها. ولكن لم تكن صدفة أن تغني قبل أن تموت عام 1972 “ما خطرتش على بالك يوم تسأل عني/ يا مسهرني”.

هل كان العاشق يلقي تحية  الوداع على محبوبته؟ قلب العاشق دليله.

20