الرباط– تزايد منسوب التفاؤل في المغرب بانتعاش الطلب على الرحلات الجوية بشكل أكبر في 2024 مع تسجيل قفزة في حركة السفر عبر مطارات البلاد خلال أول خمس أشهر من هذا العام رغم التحديات التي لا تزال قائمة بسبب تقلب الاقتصاد العالمي.

وكشف المكتب الوطني للمطارات، وهي الشركة الحكومية المسؤولة عن إدارة وتشغيل الموانئ الجوية بالبلاد، عن نتائج حركة السفر للفترة بين يناير ومايو الماضيين، والتي جاءت مشجعة مع تحقيق قفزة مقدارها 19 في المئة على أساس سنوي.

وأظهر الطلب العالمي على قطاع السفر تسارعا في النمو منذ العام الماضي مع عودة حركة النقل الجوي بشكل ملحوظ وذلك عقب تخفيف قيود الإغلاق بسبب الأزمة الصحية، ورغم ارتفاع التكاليف بالنسبة إلى الشركات والمستهلكين.

وبحسب بيانات المكتب، التي نشرتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية، استقبلت مطارات البلاد في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام أكثر من 12.35 مليون مسافر.

وذكر المكتب في بيان أن حركة النقل الجوي الدولي أفرزت تسجيل 11.13 مليون مسافر، فيما ارتفعت نسبة حركة السفر الداخلي بواقع 18 في المئة بمقارنة سنوية لتصل إلى أكثر من 1.2 مليون مسافر.

وينظر المسؤولون إلى عام 2024 على أنه عام استرجاع حركة السفر إلى وتيرتها المعتادة كما كانت قبل الوباء وربما تجاوز أرقام سنة 2019.

وأرجع المكتب هذه الطفرة في حركة السفر خلال الفترة المذكورة بسبب إطلاق العديد من الخطوط الجوية الدولية الجديدة باتجاه مطارات المغرب والذي ساهم في هذا الأداء.

وتتمثل الوجهات الجديدة التي تم إطلاقها من العاصمة الرباط إلى مدن إسطنبول وباريس وبرشلونة وبروكسل وبال ميلوز السويسرية، وأيضا من طنجة إلى لشبونة وبرشلونة، وكذلك مراكش إلى ليدز برافدفورد في المملكة المتحدة.

وإلى جانب ذلك هناك خط حوي بين مدينة تطوان إلى العاصمة الهولندية أمستردام وبلباو في إسبانيا، وأيضا من الدار البيضاء إلى العاصمة الإيفوارية أبيدجان.

وتعوّل الرباط على الزوار الأجانب لتحريك عجلات السياحة التي تعرضت إلى انتكاسة خلال عامي الجائحة مما حدا بالحكومة إلى تقديم حزم تحفيز للفنادق ووكالات الأسفار وباقي المرافق المرتبطة بالقطاع لحثها على النهوض مجددا. وتساهم السياحة بنحو سبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويلعب القطاع دورا كبيرا في رفد اقتصاد البلاد بالعملة الصعبة.

وتجاوزت إيرادات القطاع 8 مليارات دولار في 2019، عندما استقبلت المملكة حينها 13 مليون سائح، لكنها تقهقرت إلى 3.5 مليار دولار في 2021 قبل أن تعود في نهاية نوفمبر الماضي إلى ثمانية مليارات دولار.

ويطمح المغرب إلى مضاعفة عدد السياح إلى 26 مليون سائح بحلول نهاية العقد الحالي من خلال تقوية المعروض من سعة النقل الجوي، وتعزيز الطاقة الاستيعابية للفنادق، وملاءمة المُنتج السياحي مع الطلب المحلي والدولي.

ويتوقع العاملون بالقطاع أن تكون السوق المغربية أحد الوجهات الجاذبة هذا الموسم بعد تحسن نشاط السفر العالمي، خاصة بعد قيام الحكومة بتجديد برامج وخطط لأجل إنعاش السياحة الداخلية.

وبخصوص حركة الطائرات، فقد سجلت مطارات المغرب خلال أول خمسة أشهر من العام الحالي أكثر من 90.7 ألف رحلة، بارتفاع بحوالي 14 في المئة مقارنة بنهاية شهر مايو من سنة 2023. وخلال شهر مايو الماضي فقط، استقبلت مطارات البلاد 2.82 مليون مسافر بارتفاع قوي بلغ 20 في المئة مقارنة مع الشهر ذاته من العام الماضي.

ويضم المغرب 25 مطارا منها 19 مطارا دوليا، تصل طاقتها الإجمالية إلى أربعين مليون مسافر سنويا، وتعمل الحكومة على مشاريع توسعة في عدد من المطارات لمواكبة الطلب المتوقع أن يرتفع خلال العقد المقبل.

وسجل مطار الدار البيضاء محمد الخامس الذي يمثل 31 في المئة من إجمالي حركة النقل الجوي، أكثر من 869.2 ألف مسافر في مايو الماضي بزيادة قدرها أربعة في المئة على أساس سنوي.

كما سجلت أغلب المطارات الأخرى نسب نمو ملحوظة، ولاسيما مطارات الرباط – سلا بزيادة قدرها 48 في المئة وأغادير – المسيرة بنحو 40 في المئة ومراكش – المنارة بواقع 34 في المئة وطنجة – ابن بطوطة بنحو 33 في المئة ووجدة – أنجاد بحوالي 14 في المئة وفاس – سايس بواقع 9 في المئة.

وارتفعت حركة النقل الدولية بنسبة 18 في المئة في مايو الماضي لتصل إلى قرابة 2.5 مليون مسافر.

ويرجع هذا النمو إلى الأداء الذي حققته السوق الأوروبية، التي تستحوذ على نسبة 85 في المئة من حركة النقل الجوي الدولي، حيث سجلت نسبة نمو برقمين بنحو 21 في المئة. كما ارتفعت حركة النقل الجوي مع أفريقيا بحوالي 13 في المئة وأميركا الشمالية بنحو تسعة في المئة.

وإلى جانب ذلك، ارتفعت حركة النقل الجوي الداخلي بنحو 37 في المئة باستقبال أكثر من 333.6 ألف مسافر مدفوعة بإطلاق رحلات جديدة لشركة رايان أير منخفضة الكلفة من مدينة طنجة إلى وجدة والصويرة وورزازات.