قفزة كبيرة في أسعار المحروقات تحرك الشارع اللبناني

قطع الطرقات في بيروت وصيدا بعد إعلان وزارة الطاقة عن رفع أسعار البنزين بحوالي 25 في المئة مع خفض الدعم.
الأربعاء 2021/10/20
راتب المواطن أصبح بقيمة أربع صفيحات من البنزين

بيروت - أثار إعلان وزارة الطاقة اللبنانية الأربعاء رفع أسعار المحروقات بحوالي 25 في المئة سخط الكثير من اللبنانيين الذين توجه بعضهم إلى عدد من الطرقات ليقطعوها، احتجاجا على ارتفاع الأسعار وزيادة الأعباء على كاهل اللبنانيين في ظل انهيار اقتصادي غير مسبوق.

وتعد أزمة الوقود أحد أبرز انعكاسات الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعانيها لبنان منذ أواخر 2019، وتسببت في انهيار مالي وعدم وفرة النقد الأجنبي الكافي لاستيراد السلع الأساسية كالأدوية وغيرها.

وتأتي الخطوة في إطار مسار رفع الدعم تدريجيا عن الوقود مع نضوب احتياطي الدولار لدى مصرف لبنان، فيما تغرق البلاد في دوامة انهيار اقتصادي صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم.

وأعلنت وزارة الطاقة في بيان أن السعر الجديد لصفيحة (20 لترا) البنزين الخالي من الرصاص "98 أوكتان"، سجل 312700 ليرة (14 دولارا وفق السعر الرسمي)، بزيادة 24.7 في المئة عن أسعار الأسبوع الماضي.

كما ارتفع سعر البنزين الخالي من الرصاص "95 أوكتان"، إلى 302700 ليرة (20 دولارا)، بزيادة 24.6 في المئة عن أسعار الأسبوع الماضي. أما سعر صفيحة المازوت (الديزل)، فوصلت إلى 270700 ليرة (18 دولارا)، بزيادة 15 في المئة عن أسعار الأسبوع الماضي.

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأنه تم قطع الطريق في وسط بيروت عند بيت الكتائب في الصيفي بكل الاتجاهات وعند ساحة الشهداء من قبل سائقي السيارات العمومية، احتجاجا على الارتفاع الكبير في سعر صفيحة البنزين الأربعاء.

وأفاد تلفزيون "الجديد" بأنه تم قطع السير عند ساحة النجمة والطريق البحري قرب فوج الإطفاء في صيدا،​ من قبل أصحاب الشاحنات لنفس الغرض.

واعتبر السائقون العموميّون أنّ الأمر "لم يعد يحتمل، خصوصا وأنّ رزق عيشهم يعتمد بالدرجة الأولى على هذه المادة".

وعلّق ممثل موزعي المحروقات فادي أبوشقرا في حديث لإذاعة "صوت لبنان" على الارتفاع الكبير، قائلا "الارتفاع الجنوني لأسعار البنزين اليوم (الأربعاء)، ضربة موجعة للمواطن ولأصحاب المحطات".

وأوضح أبوشقرا في حديثه للإذاعة غير الحكومية أن "راتب المواطن أصبح بقيمة أربع صفيحات من البنزين".

ويحصل غالبية اللبنانيين على رواتبهم بالعملة المحلية. وتعهدت الحكومة الجديدة في بيانها الوزاري بـ"استئناف التفاوض الفوري مع صندوق النقد الدولي للوصول إلى اتّفاق على خطة دعم".

ويشهد لبنان أكبر كساد اقتصادي في التاريخ الحديث، وفقدت العملة المحلية أكثر من 90 في المئة من قيمتها في العامين الماضيين، وسقط أكثر من ثلاثة أرباع السكان في براثن الفقر، وأصيب النظام المصرفي بالشلل. وأدت أزمة العملة الصعبة إلى نقص واردات أساسية من ضمنها الوقود.

وكان رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أكد الثلاثاء أن حكومته باشرت بإعداد خطة التعافي المالي والاقتصادي، التي تتضمن الإصلاحات الأساسية التي تحتاجها البلاد.

وقال ميقاتي في البيان إن "الخطة تتضمن الإصلاحات الأساسية في البنية الاقتصادية والمالية ووقف النزيف المالي الذي يسببه قطاع الكهرباء، إضافة إلى إعداد مشاريع قوانين جديدة والتعاون مع مجلس النواب لإقرارها في أسرع وقت".

وتنعكس أزمة المحروقات على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية. وتراجعت خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية لكافة المناطق، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميا.

ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها أيضا إلى التقنين ورفع تعريفاتها بشكل كبير جراء شراء المازوت من السوق السوداء.

ومنذ عام يشترط المجتمع الدولي تطبيق إصلاحات بنيوية في قطاعات رئيسة مقابل توفير الدعم المالي.