قفزة قوية لأرباح سامسونغ مع تعافي أسعار الرقائق
سول - قدرت شركة سامسونغ للإلكترونيات الجمعة أن أرباحها في الربع الأول من 2024 سترتفع أكثر من عشر أمثالها، متجاوزة توقعات السوق، مع بدء أسعار الرقائق في التعافي من تراجع حاد بفضل ازدهار الذكاء الاصطناعي.
لكن التوجيهات لم تكن كافية لتشجيع المستثمرين الذين دفعوا أسهم سامسونغ للانخفاض بنسبة 1.3 في المئة، حيث ينتظرون تحديثات بشأن التقدم في أعمال رقائق الذاكرة المتطورة التي كانت متخلفة عن المنافسين.
ورجّحت أكبر شركة لتصنيع شرائح الذاكرة وأجهزة التلفاز في العالم أن أرباحها التشغيلية ارتفعت إلى 6.6 تريليون وون (4.89 مليار دولار) أفضل من المتوقع في الربع الأول، متجاوزة توقعات شركة أل.أس.إي.جي سمارت إيستميتت عند 3.85 مليار دولار.
ويمثل ذلك ارتفاعا بنسبة 931 في المئة من 470 مليون دولار في العام السابق وسيكون أعلى ربح تشغيلي لشركة سامسونغ منذ الربع الثالث من عام 2022.
لكن الإيرادات الأولية التي تسبق الإعلان الرسمي نهاية أبريل الجاري جاءت دون التوقعات، ومن المرجّح أن ترتفع بنسبة 11 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام السابق إلى 71 تريليون وون، أي أقل من تقديرات أل.أس.إي.جي الذكية البالغة 72.3 تريليون وون.
4.89
مليار دولار أرباح الربع الأول من 2024 متجاوزة التوقعات عند 3.85 مليار دولار
ونسبت رويترز إلى بارك سونغ سون، المحلل في شركة كوريا إنفستور، قوله إنه “نظرا لأن الإيرادات كانت في الغالب متوافقة ولكن أرباح التشغيل فاقت التوقعات، فقد يكون تقييم المخزون من رقائق ناند قد تحسن مع تحسن الطّلب مما قد يؤدي إلى تحسين الهوامش أيضا”.
وأضاف “كانت الاستجابة الأولية لهواتف غالكسي أس 24 الذكية الجديدة إيجابية أيضًا بسبب الذكاء الاصطناعي الموجود على الجهاز، لذلك إذا تم بيع جزء أكبر من المتوقع من الهواتف الذكية المتميزة ذات الهامش المرتفع، فسيكون لذلك تأثير”.
وجاء الأداء الأفضل في الوقت الذي من المتوقع أن يسجل فيه قسم الرقائق، وهو أكبر دخل له تقليديا، أول أرباح في خمسة أرباع مع انتعاش أسعار شرائح الذاكرة من أدنى مستوياتها التي بدأت في منتصف 2022 بسبب ضعف الطلب على الأجهزة بعد الوباء.
وارتفعت أسعار شرائح دريم بنحو 20 في المئة خلال الربع الأول مقارنة بالربع السابق، في حين ارتفعت أسعار شرائح ناند المحمولة بنسبة 23 إلى 28 في المئة، وفقًا لمزود البيانات تريند فورس.
وأدت التوقعات المتفائلة للطلب على شرائح الذاكرة، بما في ذلك تزايد الشهية للرقائق مثل الذاكرة ذات النطاق الترددي العالي (أتش.بي.أم) المستخدمة في شرائح الذكاء الاصطناعي إلى ارتفاع أسهم سامسونغ بنسبة 34 في المئة خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، متجاوزة مكاسب بنسبة 10 في المئة بالسوق الأوسع.
لكنّها كانت أقل من أداء منافستها شركة أس.كي هاينكس، التي ارتفعت أسهمها بنسبة 122 في المئة خلال الفترة نفسها، في سوق أتش.بي.أم المزدهر، ويرجع ذلك جزئيا إلى دخولها المتأخر نسبيا في هذا القطاع.
ويتوقّع المحللون أن تلحق سامسونغ بالركب تدريجيًا، حيث تخطط لبدء شحنات أحدث وأقوى شرائح أتش.بي.أم في الربع الثالث من العام الجاري.
وقال كيم روكو، المحلل في شركة هانا سيكورتيز “تعمل سامسونغ جاهدة على أتش.بي.أم، لكن لا يوجد شيء واضح حتى الآن.. بالمقارنة مع المنافسين، كان أداء أسهم سامسونغ أقل من المتوقع بسبب أتش.بي.أم”.
وأضاف “قد يكون من الصعب زيادة حصتها في السوق مع إصدار أتش.بي.أم 3 إي المكون من 8 طبقات حاليًا، ولكن لم تحصل أيّ شركة بعد على الموافقة على الإصدار المكون من 12 طبقة المتوقع قرب نهاية العام”.
ويعتقد روكو أن سامسونغ قد تنقل ما لم تتمكن من تقديمه للقيام به والفوز بمنتجات أكثر تقدما. ومن المرجح أن يؤدي الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجة والذي ضرب تايوان الأربعاء الماضي إلى تشديد إمدادات أشباه الموصلات.
ويقول محللون إن شركتي سامسونغ وأس.كي هاينكس قد ترفعان أسعار شرائح الذاكرة بهامش أكبر مما كان مخططا له سابقا، مما قد يعزز أرباح الربع الثاني.
وأشاروا إلى أنه في أعمالها المتعلقة بالهواتف المحمولة، من المحتمل أن تكون سامسونغ قد حققت أرباحا قوية بعد إطلاق مبيعات هواتفها الذكية الرائدة الجديدة غالاكسي أس 24 في أواخر يناير الماضي.
وتقدر شركة يوجين للاستثمار والأوراق المالية أن سامسونغ شحنت 57 مليون هاتف ذكي خلال هذا الربع، بزيادة 8 في المئة عن الربع الرابع.
ومن المحتمل، بحسب خبراء الشركة، أن يرتفع متوسط سعر بيع هواتف سامسونغ الذكية بنسبة 30 في المئة إلى 340 دولارا على أساس ربع سنوي، مما يدعم الأرباح.
وقال مزود البيانات كونتربوينت إن “المبيعات العالمية للهواتف الذكية غالاكسي أس 24 نمت بنسبة 8 في المئة مقارنة بسلسلة غالاكسي أس 23 في العام السابق خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من توفرها.
