قفزة في مبيعات آيفون 13 تقود أبل إلى أرباح قياسية

أسهم أبل ارتفعت بنحو 5 في المئة في تعاملات ما بعد الإغلاق ما يعوض نصف خسائرها على مدار العام.
السبت 2022/01/29
طلب متنامٍ

كاليفورنيا (الولايات المتحدة) - حققت شركة أبل الأميركية مبيعات قياسية خلال الربع الأخير من العام الماضي، والذي تخلله موسم العطلات، محققة أرباحا فاقت التوقعات بينما تتغلب على النقص العالمي المكلف في رقائق الكمبيوتر.

وقال محللون إن الشركة المصنعة لهواتف آيفون، وهي أكبر كيان في العالم من حيث القيمة، تعاملت مع تحديات سلاسل التوريد مثل إغلاق المصانع وتأخير الشحن الناجم عن الجائحة بشكل أفضل من نظيراتها.

وارتفعت أسهم أبل بنحو 5 في المئة في تعاملات ما بعد الإغلاق، مما يعوض نصف خسائرها على مدار العام. وجاءت المكاسب بعد أن أعلنت الشركة عن طموحاتها في مجال الواقع المعزز.

وزاد الطلب على منتجات الشركة من هواتف آيفون وأجهزة آيباد وغيرها خلال الفترة بين أكتوبر وديسمبر الماضيين عما عرضته، مما كلفها مبيعات تجاوزت 6 مليارات دولار، أو بما يتماشى مع ما كانت تخشاه.

ومع ذلك استخدمت أبل، أكبر عملاء العديد من مورديها لقطع الغيار والمكونات، قوتها الشرائية للضغط على هؤلاء الموردين من أجل شحن ما يكفي من الأدوات لزيادة المبيعات القياسية لمنتجات آيفون وماك والأجهزة التي يمكن وضعها على الجسم، مثل الساعات الذكية، والملحقات.

رايان ريث: الشركة اجتازت مشاكل سلاسل التوريد أفضل من الجميع

وأفاد مسؤولو الشركة التنفيذيون بأن نقص الرقائق يؤثر في الغالب على النماذج القديمة من منتجاتها ويؤدي بشكل خاص إلى تباطؤ مبيعات جهازها اللوحي آيباد.

وقال رايان ريث، نائب رئيس البرنامج لمجموعة آي.دي.سي موبايل دوفايس تراكر، لوكالة رويترز "لقد اجتازت مشاكل سلاسل التوريد بشكل أفضل من الجميع، وهذا يظهر في النتائج".

وأشارت أبل إلى أن أكثر أربعة هواتف مبيعا في المناطق الحضرية بالصين كانت جميعها من طرازات آيفون، في ظل ما وجده المنافسون من صعوبة في طرح منتجات منافسة.

وذكرت شركة كاونتربوينت ريسيرش للأبحاث الأربعاء الماضي أن أبل كانت أكثر الشركات من حيث المبيعات في الصين لأول مرة منذ ست سنوات.

وتساعد مبيعات أبل المتزايدة لخدمات مثل الموسيقى والتلفزيون واشتراكات اللياقة البدنية أيضا في تخفيف وطأة انخفاض المعروض من الأجهزة.

ولدى الشركة حاليا 785 مليون مشترك عبر ما لا يقل عن سبع خدمات وتطبيقات باشتراكات، بزيادة 40 مليونا عن الربع السابق في وقت يشهد فيه منافسون، مثل نتفليكس، تباطؤا في النمو.

وقال مدير أبل المالي لوكا مايستري لرويترز إن “تراجع النقص في الرقائق يعني خسارة أقل من ستة مليارات دولار في الإيرادات في الربع الحالي”. لكنه رفض تقديم المزيد من التقديرات المستقبلية.

وأضاف "مستوى النقص سيعتمد كثيرا على الشركات الأخرى، وعلى حجم الطلب على الرقائق من الشركات والصناعات الأخرى". وقاد هاتف آيفون 13، الذي بدأ طرحه قبل أيام من بداية الربع الرابع من 2021، مبيعات هواتف أبل عالميا بإيرادات بلغت 71.6 مليار دولار، بزيادة تسعة في المئة عن موسم عطلات 2020، وهو ما تجاوز بسهولة توقعات وول ستريت، وفقا لبيانات رفينيتيف.

وأرجع مايستري ارتفاع المبيعات إلى عدد قياسي من التحديثات في أجهزة آيفون الجديدة وزيادة في خانة العشرات لعدد الأشخاص الذين يتحولون إلى اقتناء منتجات أبل بعد أن كانوا يستخدمون أجهزة شركات منافسة.

وبلغ إجمالي إيرادات أبل في الربع الأول من السنة المالية الحالية 123.9 مليار دولار، بزيادة 11 في المئة عن العام الماضي وأعلى من متوسط تقديرات المحللين البالغ 118.7 مليار دولار.

وبلغت الأرباح نحو 34.6 مليار دولار، أو 2.10 دولار للسهم، مقارنة بتوقعات المحللين البالغة 31 مليار دولار أو 1.89 دولار للسهم.

جائحة كورونا سرّعت وتيرة الاعتماد على الأدوات الرقمية في الاتصال والتعلم والترفيه ما دفع أبل إلى زيادة المبيعات على مدار العامين الماضيين

وحذر مايستري من أن نمو الإيرادات سيتباطأ في الربع الحالي مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي بسبب أسعار صرف العملات الأجنبية الأقل ملاءمة وتواريخ إطلاق المنتجات المختلفة.

وكانت أجهزة آيباد هي الوحيدة من إنتاج الشركة التي كانت دون التوقعات؛ فقد انخفضت مبيعاتها 14 في المئة إلى 7.25 مليار دولار مقارنة بتقديرات المحللين البالغة 8.2 مليار دولار، في تأكيد على ما يبدو لتوقعات الصناعة بأن الأجهزة اللوحية ستكون ذات أولوية منخفضة بالنسبة إلى أي مكونات شحيحة  المعروض.

وتجاوزت القطاعات الرئيسية الأخرى في أبل تقديرات وول ستريت؛ فقد ارتفعت إيرادات الخدمات والتطبيقات، ثاني أكبر قطاع في أبل بعد آيفون، 24 في المئة إلى 19.5 مليار دولار.

وزادت كذلك إيرادات أجهزة كمبيوتر ماك بواقع 25 في المئة إلى 10.9 مليار دولار. وقالت أبل إن "الأرباع الستة الماضية كانت الأفضل بالنسبة إلى مبيعات ماك".

وزادت كذلك مبيعات الأجهزة القابلة للوضع على الجسم والملحقات، ومنها جهاز التتبع "إير تاج" الجديد، بنحو 13 في المئة إلى 14.7 مليار دولار.

وسرّعت جائحة كورونا وتيرة الاعتماد على الأدوات الرقمية في الاتصال والتعلم والترفيه، مما دفع أبل إلى زيادة المبيعات على مدار العامين الماضيين.

لكن المستثمرين هذا العام يعمدون إلى تحويل الأموال نحو أصول أكثر أمانا والابتعاد عن أسهم التكنولوجيا مثل أبل التي ارتفعت خلال الجائحة نتيجة قضاء الناس وقتا أطول على الإنترنت.

وثمة تساؤلات في وول ستريت عن المدة التي ستستغرقها أبل لتقديم منتجها الكبير التالي، مثل سماعة الواقع المعزز، من أجل خوض غمار عالم ميتافيرس.

وقال الرئيس التنفيذي تيم كوك للمستثمرين بعد إعلان النتائج في وقت مبكر الجمعة "نرى الكثير من الإمكانات في هذا المجال ونستثمر وفقا لذلك".

10