"قطّة شرودنجر" قصص من واقع الفلسطينيين الذي يشبه الخيال
بيروت - تضم المجموعة القصصية بعنوان “قطّة شرودنجر” للكاتبة سامية العطعوط، عشرين قصة موزعة على خمسة أبواب هي: خشبة المسرح، سارة وغراهام، نساء على الحافة، في الكتابة الموازية، وقصص تسللت من دفاتر عتيقة.
تنوّعت موضوعات قصص المجموعة، الصادرة حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ما بين رصد سريالية الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون في مواجهة الحواجر العسكرية، وكشف تبعات الحروب والتهجير.
وفي باب “نساء على الحافّة” تناولت الكاتبة حالات الحب والعلاقات الإنسانية والعاطفية التي يتأرجح بعضها على حافة الممنوع، كما كان للميتا – سرد بشكله الأولي نصيب في قصص المجموعة.
وجاء في تقديم الكاتبة للمجموعة “بعد سبع مجموعات قصصية… إلى نفسي، أهدي هذا الكتاب المتمرّد، الذي وُلد على يد القصة القصيرة والقصيرة جدّا، القصّة التي تتمرّد أحيانا على كاتبها.. على وعيه وأخلاقه ومجتمعه، فقط للتعبير عن ذاتها بأقصى حالاتها.. القصص هنا تتمرّد، وأنا من تتحمّل المسؤولية، رغم أنها ليست مسؤوليتي”.
"قطّة شرودنجر" مفهوم قدّمه الفيزيائي النمساوي إروين شرودنجر ينتمي إلى ميكانيكا الكمّ، إذ تخيّل في تجربة ذهنية قطّة داخل صندوق، تكون في حالة تراكب بين الموت والحياة
وتضيف العطعوط “إنها القصص القصيرة المخاتلة، التي تتمرّد على وعي كاتبها، وتأخذه معها إلى أقاص بعيدة، لم يحلم يوما بارتيادها. إنها القصص وقد تلبّستني في الحلم يوما، وأرادت التعبير الفنيّ بأيّ ثمن.. وحين أفقت، كنت بين الموت والحياة، وكانت ‘قطّة شرودنجر’ تنظر إليّ بطرف خديعتها”.
ومن أجواء القصص، نطالع على الغلاف الأخير مقطعا من “قطّة شرودنجر”، “أيّ حركة هنا، تعني موتك.. لذلك، تحاول جهدك أن تكون مثلهم، لا مرئيّا.. تسير من دون ظلال أو رائحة أو حركة.. تسير وكأنك غير موجود في هذه الحياة.. تحاول أن تعبر بأقلّ الخسائر الممكنة، تتقدم ببطء شديد، برباطة جأش تحاول أن تخفيها، أن تخفي ملامحك وتعابير وجهك خلف قناع محايد لا مرئي. تخفي ذُلّك، كرهك، آلامك التي تثقل كاهلك.. وتتقدّم بتؤدة، خلف من ينتظرون أمامك، أمام من ينتظرون خلفك، واحدا بلا ملامح في هذا القطيع”.
و”قطّة شرودنجر” مفهوم قدّمه الفيزيائي النمساوي إروين شرودنجر ينتمي إلى ميكانيكا الكمّ، إذ تخيّل في تجربة ذهنية قطّة داخل صندوق، تكون في حالة تراكب بين الموت والحياة.
يُذكر أن العطعوط أصدرت سابقا سبع مجموعات قصصية كانت آخرها “كأيّ جثّة مباركة”، بالإضافة إلى رواية مصوّرة بعنوان “عالميدان رايح جاي”، وكتاب في النصوص بعنوان “بوذي حافي القدمين”، وكتاب في النصوص الشعرية بعنوان “درج يخفض السماء لنا”.
