قطع خطوط الإمداد خطة آبي أحمد لإنقاذ أديس أبابا

أديس أبابا - لجأ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى خطة غير تقليدية لكسر تقدم متمردي جبهة تحرير شعب تيغراي رفقة حلفائهم في جيش تحرير أورومو نحو العاصمة أديس أبابا.
وبدل أن يقود آبي أحمد قواته من دبري برهان، آخر مدينة استراتيجية تفصل المتمردين عن أديس أبابا (130 كيلومترا)، لوقف زحفهم بعد أن أصبحوا على مشارف بلدة دبري سينا (190 كيلومترا شمال شرق أديس أبابا) توجه إلى إقليم عفر شرق جبهات القتال باتجاه مدينتي كومبولشا وديسي الاستراتيجيتين (نحو 400 كيلومتر شمال أديس أبابا).
ويهدف آبي أحمد من وراء هذا التكتيك القتالي إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية لا تقل عن حماية العاصمة نفسها، من خلال خوض معركة كسر عظام تتمثل في محاولة كل طرف قطع خطوط إمداد الطرف الآخر.
وأول تلك الأهداف وقف زحف متمردي تيغراي والأورومو نحو مدينة ميللي الاستراتيجية التي تعد الأهم في إقليم عفر، كونها على مفترق طرقات يمر منه خط السكك الحديدية الرابط بين أديس أبابا وميناء جيبوتي، بالإضافة إلى الطريق الدولي الموازي لهذا الخط.
انتصارات جيش آبي أحمد دفعت ميليشيات العفر إلى إعلان تحرير كامل تراب إقليمهم من متمردي تيغراي والأورومو، ما يسمح بتركيز القتال في إقليم أمهرة
ويمثل خط السكك الحديدية بين أديس أبابا وجيبوتي شريان الحياة بالنسبة إلى اقتصاد الدولة الحبيسة التي لا تمتلك منافذ بحرية، ما يضطرها إلى الاعتماد على هذا الخط بنسبة 95 في المئة من مجمل حركتها التجارية مع الخارج.
وتمكنت القوات الخاصة لإقليم عفر الموالية لآبي أحمد من صد جميع الهجمات الكثيفة على ميللي، رغم زعم المتمردين في وقت سابق سيطرتهم عليها قبل أن يتبين عكس ذلك.
ونجحت القوات الخاصة العفرية، رغم قلة أعدادها وضعف تسليحها، في منع المتمردين من الاستيلاء على ميللي وقطع الطريق الدولي مع جيبوتي.
ومع تقدم متمردي تيغراي من معاقلهم في مدينة ميكيلي (740 كيلومترا شمال أديس أبابا) ووصولهم إلى مشارف دبري سينا، أصبحت خطوط إمدادهم طويلة، ويسهل استهدافها عبر الطيران الحربي والمسير.
وركز طيران الجيش الاتحادي على استهداف مراكز القيادة والتحكم لجبهة تحرير تيغراي في ميللي بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى مخازن السلاح والمؤن ومراكز التدريب والتحشيد.
ولم يحقق القصف الجوي إلى حد الآن نتائج فورية رغم هيمنة الجيش الإثيوبي على سماء المعركة، وهو ما دفع آبي أحمد إلى التحرك برًا لقطع خطوط الإمداد في كومبولشا وديسي.
واستغل رئيس الوزراء الإثيوبي تمكن الميليشيات العفرية من تثبيت جبهة ميللي، والتحق بها مرفوقا بتعزيزات عسكرية من القوات الاتحادية، وقاد هجوما مضادا باتجاه محور كومبولشا.
وأعلنت أديس أبابا تمكن جيشها الاتحادي والقوات العفرية من استعادة السيطرة على مناطق بورقا، والجبال المحيطة بمدينة باتي، بالإضافة إلى شيفرا على الحدود بين إقليمي عفر وأمهرة.
وسقوط باتي من شأنه إفساح الطريق أمام قوات آبي أحمد لاستعادة كومبولشا، وقطع طريق الإمداد عن قوات المتمردين المتقدمة في بلدة شيوا روبيت ودبري سينا، وإجبارها على التراجع بعيدا عن العاصمة.
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يلجأ إلى خطة غير تقليدية لكسر تقدم متمردي جبهة تحرير شعب تيغراي رفقة حلفائهم في جيش تحرير أورومو نحو العاصمة أديس أبابا
وأقرت حسابات لجبهة تحرير تيغراي على شبكات التواصل الاجتماعي بسقوط مدينة كاساغيتا في إقليم عفر بيد القوات الحكومية، لكنها زعمت أن آبي أحمد قصف المدينة بالطائرات المسيرة ولم يكن هناك أي هجوم بري عليها.
وبغض النظر عن رواية كل طرف، فإن الصور التي نشرها كلاهما تكشف تعرض كاساغيتا لدمار كبير في المباني والبنية التحتية، ما يكشف أن القتال بين الطرفين وصل إلى مرحلة شديدة الضراوة.
إلا أن الانتصارات الأخيرة لجيش آبي أحمد دفعت ميليشيات العفر إلى إعلان تحرير كامل تراب إقليمهم من متمردي تيغراي والأورومو، ما يسمح بتركيز القتال في إقليم أمهرة.
وبالتوازي مع تحرير إقليم عفر، بدأ الجيش الاتحادي والميليشيات العفرية بالهجوم على المتمردين التيغراي في أمهرة من ثلاث محاور لقطع محاور الإمداد ثم تحرير المدن الأمهرية وتطهير الإقليم من المتمردين.
وبحسب الخارطة التفاعلية لحساب “إثيوبيا ماب”، فإن متمردي التيغراي والأورومو يتحركون من 5 محاور في الجبهة الجنوبية التي تنطلق من ديسي لتطويق أديس أبابا.
والتحرك من خمس محاور يكشف أن متمردي التيغراي والأورومو ليسوا في عجلة من أمرهم لاقتحام العاصمة من المحور الرئيسي وإنما يسعون لتطويقها لإجبار آبي أحمد على التنازل عن السلطة، بنفس الطريقة التي أسقطوا بها نظام منغستو هيلا مريام (1974 - 1991).