قطر تفرج عن جنود هنود بعد اتهامهم بالتجسس لصالح إسرائيل

نيودلهي - أعلنت وزارة الخارجية الهندية الاثنين أن قطر أفرجت عن ثمانية جنود هنود سابقين حكم عليهم وفق تقارير إعلامية بالإعدام بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل.
ولم تقدم نيودلهي تفاصيل عن الهنود الثمانية أو جرائمهم المزعومة، فيما لم تعلق قطر على القضية أو تعلن عن الاتهامات.
لكن وسائل إعلام هندية ذكرت أن الرجال، وبينهم ضباط بحرية سابقون رفيعو المستوى، اعتقلوا في الدوحة في أغسطس 2022.
وفي أكتوبر، قالت السلطات الهندية إنها "صدمت" من أحكام الإعدام التي أصدرتها محكمة قطرية بحق الرجال. ثم أعلنت الهند في ديسمبر أن الأحكام الصادرة بحقهم "خففت"، دون الخوض في تفاصيل.
وكان الرجال الثمانية موظفين في الظهرة، وهي شركة مقرها الخليج تقدم "حلول دعم شاملة" لقطاعات الطيران والأمن والدفاع، وفق ما تقول على موقعها الإلكتروني.
وذكرت صحيفة "ذا هندو" أن الرجال تجسسوا لمصلحة "دولة ثالثة"، فيما أفادت صحيفة "تايمز أوف إنديا" بأنهم "متهمون بالتجسس لمصلحة إسرائيل استنادا إلى مصادر عدة".
وأعلنت نيودلهي الاثنين أن جميع الرجال قد أطلق سراحهم. وقالت وزارة الخارجية في بيان "ترحب الحكومة الهندية بالإفراج عن ثمانية مواطنين هنود يعملون في شركة الظهرة غلوبال وكانوا محتجزين في قطر".
وأضافت في بيانها أن "سبعة منهم عادوا إلى الهند"، شاكرة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد على قرار "السماح بالإفراج عنهم وعودتهم".
وبشأن موضوع عملية التجسسّ، كانت تقارير إعلامية قد تحدّثت في وقت سابق عن اتهام قطر للرجال المعتقلين لدى سلطاتها بالسعي لجمع معلومات استخباراتية عن مشروع سري لبناء غواصة تصنع في إيطاليا لحساب قطر.
كما ورد في التقارير أنّ الثمانية هم ضباط سابقون في البحرية الهندية عملوا في شركة استشارية تابعة لوزارة الدفاع القطرية، وأن إجراءات محاكمتهم بدأت أواخر شهر مارس الماضي.
ونُقل عن مصدر مخابراتي في الهند أن نيودلهي حاولت إقناع الدوحة بأن رعاياها لم يشاركوا في أيّ نشاط استخباراتي معاد ضد قطر لكن هذه الجهود باءت بالفشل، مشيرا إلى أنّ القطريين أصرّوا على أن المعلومات الاستخباراتية الخاصة ببرنامج الغواصة القطرية تم نقلها إلى إسرائيل.
وذكر المصدر أن وكالة المخابرات القطرية قالت إنها اعترضت اتصالات إلكترونية نقل فيها المتهمون معلومات حساسة حول برنامج الغواصة. ومع ذلك لم يتم تقديم هذه الأدلة إلى الهند.
وتفيد التقارير بأن مصنع الشركة التي تصنع الغواصات لقطر يقع في مدينة بيرغامو الإيطالية وأن السفن المعنية هي نماذج مصغرة للغواصات يو 212 تم بناؤها بالتعاون بين إيطاليا وشركة تيسانكروب الألمانية.
ويأتي التكتّم القطري على تفاصيل القضية في إطار حرص الدوحة على الحفاظ على سرّية برنامجها لامتلاك غوّاصات والذي كانت قد كشفت عنه مجلّة فوربس الأميركية في وقت سابق، مؤكّدة إبرام قطر لصفقة بقيمة 5 مليارات يورو مع شركة الدفاع الإيطالية العملاقة فينكانتيري لبناء سفن حربية وغواصات متطورة.
كما شملت الصفقة، بحسب المجلة ذاتها، حاملة طائرات عمودية وأربع سفن حربية وقاربي دورية.
وتمتلك قطر جيشا صغيرا لا يتجاوز قوامه اثني عشر ألف مقاتل، حيث تعوّل في حماية مجالها بشكل أساسي على تحالفها مع الولايات المتّحدة التي تحتفظ بقاعدة العديد الكبيرة والمتطورة على الأراضي القطرية، غير أنّ الدولة الخليجية بدأت خلال السنوات الأخيرة ترصد مبالغ ضخمة للإنفاق العسكري وتعلن عن صفقات كبيرة لاقتناء أسلحة ومعدّات عسكرية متطورة.
ويأتي الإفراج على الهنود الثمانية في الوقت الذي تمر فيها العلاقات بين إسرائيل وقطر بتوتر غير مسبوق، على خلفية أزمة الرهائن، حيث تشارك الدوحة في جهود الوساطة لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، لكنها تعرضت لانتقادات حادة من رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي اعتبر أنها تمثل إشكالية، فيما اتهمها وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش "بدعم الإرهاب وتمويله" مشيرا إلى أن الإمارة "عرابة حماس ومسؤولة إلى حد بعيد عن المجازر التي ارتكبتها حماس بحق مواطنين إسرائيليين".
وتقيم نيودلهي علاقات ودية تاريخيا مع الدوحة، التي تعد مزودا رئيسيا للغاز الطبيعي للهند. ويشكّل العمال الأجانب بمن فيهم حوالي 800 ألف هندي أكثر من ثلثي سكان قطر البالغ عددهم 2.8 مليون نسمة.
كما أن هنالك تعاون اقتصادي بين نيودلهي والدوحة تعزز في السنوات الأخيرة حيث تعتبر الهند الشريك التجاري الثاني لدولة قطر حيث أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع بنحو 33 بالمئة خلال عامي 2021 و2022، ليبلغ حوالي 17.2 مليار دولار في 2023.