قطر تسرّع خطوات تنمية ثروات الغاز

الإعلان عن مشروع توسعة جديد سيدعم إستراتيجية البلد لتنمية هذه الثروة رغم تباطؤ شحناتها إلى الأسواق بسبب توترات البحر الأحمر.
الاثنين 2024/02/26
تنمية الموارد.. استراتيجية طموحة

الدوحة - دخلت خطط قطر لتطوير صناعة الغاز مرحلة جديدة مع الإعلان عن مشروع توسعة جديد بعدما كشفت البيانات أن إنتاجها يرتفع باطراد، وهي خطوة ستدعم إستراتيجية البلد لتنمية هذه الثروة رغم تباطؤ شحناتها إلى الأسواق بسبب توترات البحر الأحمر.

وتضع مستويات إنتاج الغاز البلد الخليجي في منافسة قوية مع كبار اللاعبين في السوق، وهي تعمل على حماية حصته بشكل أكبر وتعزيز موقعه في هذه التجارة العالمية مع تنويع المشترين.

وتعتزم شركة قطر للطاقة تسريع خططها لزيادة صادرات الغاز خلال السنوات القادمة، وسط ارتفاع الطلب وتجميد الولايات المتحدة مؤخرا تراخيص تصدير هذا المورد المهم.

وأعلن سعد الكعبي، الرئيس التنفيذي للشركة، الأحد أن التوسع الجديد سيضيف 16 مليون طن سنويا إلى خطط التوسع الحالية، وهو ما سيرفع طاقتها الإنتاجية إلى 142 مليون طن سنويا.

وقال في مؤتمر صحفي بالدوحة إن “الزيادة الجديدة سترفع إجمالي التوسعة في حقل الشمال من 77 مليون طن سنويا حاليا إلى 142 مليون طن سنويا بحلول عام 2030، وهو ما يمثل زيادة بحوالي 85 في المئة عن مستويات الإنتاج الحالية”.

◙ 142 مليون طن سنويا طاقة الإنتاج مع إضافة 16 مليون طن في التوسعة الجديدة

وأضاف “مع اكتمال هذا المشروع سيتجاوز معدل إنتاج دولة قطر الإجمالي من المواد الهيدروكربونية مستوى 7.25 مليون برميل نفط مكافئ يوميا”.

وقطر هي أحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، والذي اشتدت المنافسة عليه منذ بداية الحرب في أوكرانيا خلال فبراير 2022.

وقد لا يكون التوسع الأحدث هو الأخير الذي تنفذه شركة الطاقة العملاقة، فقد قال الكعبي إن “تقييم الاحتياطات سيستمر وستتم زيادة توسيع الإنتاج إذا احتاجت السوق”.

ووقعت قطر للطاقة المملوكة للدولة بالفعل سلسلة من اتفاقيات التوريد مع شركاء أوروبيين وآسيويين في مشروعها الضخم لتوسعة حقل الشمال.

وكان من المتوقع قبل إعلان الأحد أن ينتج 126 مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2027، ارتفاعا من الإنتاج الحالي البالغ 77 مليون طن سنويا.

ودفعت أنشطة التنقيب غربي حقل الشمال الشركة إلى اتخاذ قرار التوسع بشكل أكبر. وأعلن الكعبي إطلاق اسم “مشروع حقل الشمال الغربي” على التوسعة الجديدة.

ولم يذكر كلفة المشروع لكنه قدرها بمليارات الدولارات، حيث يقول عنها إنه من الصعب أن يقدم بشأنها رقما محددا، مؤكدا أنها تقدر بمليارات الدولارات.

وأضاف “سنبدأ الدراسات الهندسية المبدئية للمشروع ووبعد ذلك في الوقت المناسب سنعلن كم ستكون الكلفة عند ترسية المشروع”.

وفي ديسمبر الماضي قال الكعبي لرويترز إن “قطر للطاقة تحفر آبارا لتقييم فرص التوسع خارج مرحلتي حقل الشمال الشرقي وحقل الشمال الجنوبي”.

وسيتطلب التوسع الجديد إنشاء وحدتين لتسييل الغاز الطبيعي بالإضافة إلى ست وحدات يجري إنشاؤها بالفعل للتوسعات السابقة التي يطلق عليها اسم حقل الشمال الشرقي وحقل الشمال الجنوبي.

◙ شركة قطر للطاقة تعتزم تسريع خططها لزيادة صادرات الغاز في السنوات القادمة مع ارتفاع الطلب

وحقل الشمال جزء من أكبر حقل للغاز في العالم تتقاسمه قطر مع إيران التي تطلق على حصتها فيه اسم حقل بارس الجنوبي.

وقال الكعبي إن “الأسواق العالمية لا تزال بحاجة إلى المزيد من الغاز حتى بعد هذا التوسع الجديد”، مشيرا إلى النمو في السوق الآسيوية المدفوع بالزيادة السكانية وأن الأسواق الأوروبية ستظل بحاجة إلى الغاز “لفترة طويلة” رغم تحول الطاقة.

يأتي إعلان الدوحة في الوقت الذي تقترب فيه أسعار الغاز الأميركي من أدنى مستوياتها على الإطلاق؛ إذ تم تعديلها في ضوء التضخم بعد عقد من الزيادة الكبيرة في الإنتاج، ما جعل الولايات المتحدة أحد أكبر مصدري النفط والغاز.

كما سجلت أسعار الغاز في أوروبا انخفاضا حادا رغم تراجع الإمدادات الروسية بعدما ساهمت الولايات المتحدة وقطر في تعويض الكميات التي فقدتها السوق.

ورغم انخفاض الأسعار يرغب جميع منتجي الغاز الرئيسيين، ومن بينهم الولايات المتحدة وأستراليا وروسيا، في زيادة الإنتاج بشكل أكبر مراهنين على زيادة نمو الطلب ومخاوف من تقلص الطلب بعد عقود إذا أدى تحول الطاقة إلى جعل الطاقة الخضراء أرخص.

11