قطر تستنجد بقراصنة من الهند لاستهداف منتقدي كأس العالم

سناتورة في مجلس الشيوخ الفرنسي تعتبر أن اهتمامها بالتطرف الإسلامي أدى إلى تعرضها للتجسس من قراصنة وظفتهم قطر لخدمة صورتها في إطار مونديال 2022.
الثلاثاء 2022/11/08
قطر تفعل كل شيء لمواجهة منتقديها

لندن – كشفت صحيفة صنداي تايمز البريطانية عن تحقيق أجراه صحافيون بريطانيون، الأحد، بأن عصابة لقرصنة الكمبيوتر مقرها الهند استهدفت منتقدي مونديال قطر، بينما نفت الحكومة القطرية بشدة أنها لعبت أي دور في التكليف بالتنصت.

وقالت الصحيفة ومكتب الصحافة الاستقصائية في بيان إن قاعدة بيانات تكشف عن اختراق عشرات المحامين والصحافيين والأشخاص المشهورين من عام 2019 "بتكليف من عميل معين".

وأضافت أن "هذا التحقيق يشير بقوة إلى أن هذا العميل هو من يستضيف كأس العالم: قطر"، مما دفع السلطات القطرية إلى وصف الادعاء بأنه "كاذب بشكل واضح ولا أساس له".

وكان من بين المستهدفين السناتورة في مجلس الشيوخ الفرنسي ناتالي غوليه ومحاميها في لندن. وفقا لها.

واعتبرت السناتورة في مجلس الشيوخ الفرنسي ناتالي غوليه الاثنين أن اهتمامها بالتطرف الإسلامي أدى إلى تعرضها للتجسس من قراصنة وظفتهم قطر لخدمة صورتها في إطار مونديال 2022.

وقالت غوليه التي أكدت اعتزامها رفع شكوى غداة نشر التحقيق الصحافي "إنه صندوقي (البريدي الإلكتروني) الشخصي، الأمر صادم للغاية".

وأضافت السناتورة أنها تلقت "منذ حوالي ثمانية أو عشرة أشهر" مكالمة هاتفية من "شخص يدعي أنه محقق لكنه لم يعرف بنفسه" وكان يعلم كلمة مرور بريدي الإلكتروني. ثم أخبرها أن حسابها "تعرض للاختراق" وحضّها على اتخاذ الاجراءات اللازمة.

وغيرت السناتورة إثر ذلك جميع كلمات المرور الخاصة بها وتزودت بصندوق تشفير.

وتابعت ناتالي غوليه "أنا مجرد سيناتورة ريفية متواضعة، تقوم بعملها وأعمل حول الإسلام الراديكالي". والسناتورة مهتمة جدا بتنظيم "الإخوان المسلمين" وأصدرت الربيع الماضي كتابا بعنوان "أبجديات تمويل الإرهاب".

كما أشارت السناتورة إلى تحدثها وتصويتها ضد الاتفاقات الموقعة بين فرنسا وقطر، بما في ذلك الشراكة بشأن تأمين بطولة كأس العالم لكرة القدم.

وأضافت "لقد أشرت كلما استطعت إلى أن قطر جعلت من فرنسا ملاذا ضريبيا بفضل معاهدة ضريبية"، وتابعت "ربما أنا مزعجة بعض الشيء، لكن هذا ليس سببا لقرصنة بريدي الإلكتروني".

كما كشف التقرير البريطاني أن من بين المستهدفين أيضا من عمليات القرصنة رئيس اتحاد كرة القدم الأوروبي السابق ميشيل بلاتيني.

وقال بلاتيني، الذي تعرض للاختراق قبل محادثات مع الشرطة الفرنسية بشأن مزاعم تتعلق بكسب غير مشروع تتعلق بكأس العالم ، لوكالة فرانس برس إنه "فوجئ وصدم بشدة" من التقرير.

وقال إنه سيستكشف كل السبل القانونية الممكنة بشأن ما يبدو أنه "انتهاك" خطير لخصوصيته.

ومن بين المستهدفين الآخرين مارك سوموس المحامي المقيم في ألمانيا ، الذي قدم شكوى بشأن العائلة المالكة القطرية إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

ويأتي الجدل قبل أسبوعين من انطلاق نهائيات كأس العالم في الدولة الخليجية المحافظة في 20 نوفمبر.

وذكرت الصحيفة أن الاختراق دبره موظف بشركة محاسبة يبلغ من العمر 31 عامًا، والذي نفى هذه المزاعم.

ويقع مقره في إحدى ضواحي مدينة "غورغاون" الهند الهندية للتكنولوجيا بالقرب من دلهي. ويُزعم أن شبكته من المتسللين خدعت أهدافهم لاستخدام تقنيات "التصيد الاحتيالي" للوصول إلى صناديق البريد الإلكتروني الخاصة بهم، وفي بعض الأحيان أيضًا نشر البرامج الضارة. للسيطرة على الكاميرات والميكروفونات الخاصة بهم.

ولم تقتصر هجمات القرصنة على المهتمين بكأس العالم في قطر، حيث استهدفت العصابة، في المجموع، حسابات بريد إلكتروني خاصة بأكثر من 100 ضحية "نيابة عن محققين يعملون في دول استبدادية ومحامين بريطانيين وعملائهم الأثرياء"، وفقًا للتقرير.

وشمل هؤلاء السياسيون الذين يتعاملون مع القضايا المتعلقة بروسيا، مثل وزير المالية البريطاني السابق، فيليب هاموند الذي تم استهدافه خلال فترة كان يتعامل فيها مع تداعيات هجوم نوفيتشوك 2018 على العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال الذي ألقت المملكة المتحدة باللوم فيه على روسيا.

كما تعرض الرئيس السويسري ونائبه للقرصنة الإلكترونية بعد أيام من لقاء الرئيس مع رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون لمناقشة العقوبات الروسية.

ونفى مسؤول قطري المزاعم ووصف تقرير مكتب الصحافة الاستقصائية بأنه "مليء بالتناقضات والأكاذيب الصارخة التي تقوض مصداقية منظمتهم".

وقال المسؤول في بيان لوكالة فرانس برس ان "التقرير يعتمد على مصدر واحد يدعي أن موكله النهائي هو قطر، رغم عدم وجود دليل يثبت ذلك".

كما تباهت العديد من الشركات بعدم وجود علاقات مع قطر في محاولة لتعزيز صورتها قبل كأس العالم.

وأضاف المسؤول "إن قرار مجلس الأمن بنشر التقرير دون دليل واحد موثوق به لربط مزاعمهم بقطر يثير مخاوف جدية بشأن دوافعهم، والتي يبدو أنها مدفوعة لأسباب سياسية وليس المصلحة العامة".