قطر ترفض إنشاء صندوق لجبر ضرر العمال المهاجرين

الدوحة - أعلن وزير العمل القطري أنّ بلاده ترفض الدعوات المطالبة بإنشاء صندوق خاص جديد لتعويض العمّال المهاجرين، الذين قضوا أو تأذّوا على أراضيها خلال تشييدهم المشاريع الضخمة لاستضافة كأس العالم.
وقال الوزير علي بن صميخ المرّي في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس، هي الأولى له مع وسيلة إعلام دولية، إنّ الدوحة لديها منذ سنوات صندوق لتعويض العمّال المهاجرين، وقد دفعت من خلاله لهؤلاء مئات الملايين من الدولارات من التعويضات والمعونات.
وتحمل تصريحات الوزير القطري رسالة أخرى بعدم اعتراف الدولة الخليجية بجهود هؤلاء العمال الأجانب، وخاصة الذين جاؤوا قبل الإصلاحات التي قامت بها قطر أو الذين لم تشملهم العقود.
ولم يشعر الكثير من العمال بتأثير تلك الإصلاحات لأنها أُدخلت بعد فوات الأوان أو لسوء تطبيقها، حيث إن الإصلاحات مثل معايير رعاية العمال لعام 2014 و"خطة السداد الشاملة" لعام 2017 التي سددت للعمال رسوم الاستقدام غير القانونية، تنطبق فقط على الأشخاص المتعاقدين للعمل في مشاريع "اللجنة العليا للمشاريع والإرث"، وهي الهيئة الحكومية لكأس العالم.
ومع اقتراب موعد دويّ صفارة انطلاق مونديال قطر في كرة القدم في العشرين من نوفمبر الجاري، تتزايد الانتقادات لسجلّ الإمارة الخليجية الحقوقي، ولاسيما لجهة حقوق العمّال المهاجرين.
وتطالب منظمات حقوقية كلا من السلطات القطرية والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بإنشاء صندوق بقيمة 440 مليون دولار لتعويض هؤلاء العمّال، لكنّ الوزير القطري سخّف هذه الفكرة، معتبرا إياها مجرّد "حيلة دعائية".
وقال المرّي إنّ دولا ومنظمات استخدمت "معلومات كاذبة" و"شائعات" بهدف "تشويه سمعة قطر بادّعاءات مضلّلة عمدا".
وبالنسبة إلى الوزير القطري، فإنّ بعض الأصوات التي هاجمت بلاده كان دافعها "عنصريا".
وقال "هم لا يريدون السماح لدولة صغيرة، دولة عربية، دولة مسلمة، بأن تنظم كأس العالم. هم على بيّنة تامّة من الإصلاحات التي حصلت، لكنّهم لا يعترفون بها لأنّ دوافعهم عنصرية".
وتقود منظمتا "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" حملة لدفع الفيفا وقطر إلى إنشاء صندوق خاص لتعويض العمّال بقيمة 440 مليون دولار، يتمّ اقتطاعها من قيمة جائزة كأس العالم. وتتّهم جماعات حقوقية قطر بعدم الإبلاغ عن كلّ الوفيات التي حصلت في صفوف العمال المهاجرين خلال عملهم في ورش البناء.
لكنّ السلطات القطرية تنفي بشدّة صحّة تقارير أفادت بوفاة الآلاف من العمّال المهاجرين في حوادث وقعت في ورش البناء أو من جرّاء أمراض أصيبوا بها، بسبب عملهم في درجات حرارة مرتفعة جدا خلال فترة الصيف.
وردّ الفيفا على هذه الدعوات بالقول إنّ هناك "حوارا مستمرا" بشأنها.
وفي أول تعليق علني للحكومة القطرية على هذه الدعوات، قال المرّي إنّ هذا الاقتراح غير عملي. وأضاف أنّ بلاده لديها أصلا "صندوق تعويضات ناجح".
واعتبر الوزير القطري أنّ "هذه الدعوة إلى حملة تعويضات ثانية بقيادة الفيفا هي حيلة دعائية".
وفي 2018 أنشأت قطر "صندوق دعم وتأمين العمّال" بهدف مساعدة العمّال المهاجرين إذا لم يدفع أرباب عملهم مستحقّاتهم المالية.
وأكّد الوزير أنّ هذا الصندوق صرف في العام 2022 لوحده 320 مليون دولار.
وقال "إذا كان هناك شخص له الحقّ في الحصول على تعويض ولم يحصل عليه فيجب أن يقدّم طلبا وسنساعده"، مشيرا أيضا إلى أنّ قطر مستعدّة للنظر في حالات تعود وقائعها إلى أكثر من عقد.