قطر تحتضن محادثات جديدة حول وقف إطلاق النار في غزة

وزير الدفاع الإسرائيلي يتحدث عن تنازلات مؤلمة لضمان استعادة الرهائن المحتجزين بالقطاع، ويشير إلى أن حماس توقفت عن العمل كمنظمة عسكرية.
الأحد 2024/10/27
محادثات للتوصل إلى اتفاق جديد قصير الأمد لوقف إطلاق النار

 الدوحة - كشف مسؤول مطلع أن رئيس وزراء قطر ومدير المخابرات المركزية الأميركية ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، سيجتمعون الأحد في الدوحة لبدء مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق جديد قصير الأمد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وسيركز الاجتماع على مسألة إطلاق سراح بعض الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.

وذكر نفس المصدر بأن المحادثات تهدف إلى إقناع حماس وتل أبيب بالموافقة على وقف إطلاق نار في قطاع غزة لمدة تقل عن شهر، على أمل أن يؤدي ذلك إلى اتفاق أكثر استدامة.

وقال المسؤول إن تفاصيل أو أعداد الرهائن والسجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم ضمن هذا الاتفاق لم تتضح بعد.

ويأتي الإعلان عن استئناف المفاوضات فيما تخوض إسرائيل حربا على جبهة مزدوجة: ضد حماس في غزة وضد حزب الله في لبنان.

وكانت قد جرت آخر جولة مفاوضات لإرساء هدنة في غزة في أغسطس الماضي، وباءت بالفشل على غرار سابقاتها.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد إنه يجب تقديم "تنازلات مؤلمة" لضمان استعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية وحدها لن تحقق أهداف الحرب.

وأكد غالانت خلال مشاركته في إحياء الذكرى السنوية وفق التقويم العبري، للهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، "لا يمكن تحقيق جميع الأهداف من خلال العمليات العسكرية وحدها ... للقيام بواجبنا الأخلاقي بإعادة رهائننا إلى منازلهم، سيتعين علينا تقديم تنازلات مؤلمة".

وحرص غالانت في خطابه على ذكر ما حققه الجيش خلال أكثر من عام من الحرب.

وقال "في الجنوب توقفت حماس عن العمل كمنظمة عسكرية وفي الشمال، لا يزال حزب الله يتكبد ضربات وتم القضاء على قيادته كما تم تدمير غالبية ترسانته الصاروخية وتراجعت قواته عن خط الحدود".

اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن 1206 قتلى، معظمهم مدنيون، حسب تعداد يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية، بينهم رهائن قتِلوا أو ماتوا في الأسر.

ومن أصل 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، تسببت بمقتل ما لا يقل عن 42924 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وغداة هجوم حماس أعلن حزب الله فتح جبهة "إسناد" لقطاع غزة، وبعد حوالي عام من تبادل النيران يوميا مع إسرائيل عبر الحدود، اندلعت حرب مفتوحة في أواخر سبتمبر مع شن إسرائيل حملة غارات جوية مكثفة في لبنان وعمليات برية محدودة في الجنوب.

والسبت، ذكرت وسائل إعلام عبرية، أنّ رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنياع سيتوجه، الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة، لإجراء مباحثات جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.

وقالت القناة "12" العبرية الخاصة إنّ "رئيس الموساد سيطير، الأحد، إلى قطر بهدف إجراء مباحثات جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى والرهائن مع حماس، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار".

وأفادت القناة على موقعها الإلكتروني بأنّ برنياع "سيلتقي رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في محاولة لوضع مخطط جديد لصفقة الرهائن بعد مقتل السنوار".

وفي وقت سابق السبت، أصدرت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة بياناً، أكدت فيه أنّ "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواصل المماطلة".

ونقلت هيئة البث العبرية، عن عائلات المحتجزين الإسرائيليين خلال تظاهرهم أمام مقر وزارة الأمن في تل أبيب (الكرياه)، أنهم "يتخوفون من مماطلة نتنياهو، وعدم سعيه لإنجاز صفقة تبادل مع حركة حماس".

وأضاف بيان العائلات أن "نتنياهو يريد مفاوضات من أجل المفاوضات فقط".

وأوضحت القناة "12" أنّ عائلات المحتجزين "تجمعوا أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية، وشددوا على أن ذويهم يموتون في الأنفاق وينتظرون دولة إسرائيل تنقذهم".