قطر تتوصّل إلى اتفاق مع طالبان لإجلاء أجانب وأفغان من مطار كابول

مراقبون يتوقعون تعاظم الدور القطري في أفغانستان مع انكفاء حضور القوى الإقليمية الكبرى مثل السعودية وباكستان.
الأربعاء 2022/02/02
قطر تستثمر سياسيا في عمليات الإجلاء

واشنطن - أعلن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الثلاثاء، عن توصل بلاده إلى اتفاق مع حركة طالبان الأفغانية لاستئناف رحلات الإجلاء المستأجرة انطلاقا من مطار كابول الدولي.

وينص الاتفاق على تسيير رحلتين أسبوعيا، تشغلهما الخطوط القطرية، مما سيسمح للولايات المتحدة ودول أخرى بإجلاء الآلاف من مواطنيها والأفغان المعرضين للخطر.

وجاءت تصريحات الوزير القطري خلال مقابلة مع موقع أكسيوس في واشنطن، أثناء زيارة رسمية لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الولايات المتحدة التقى خلالها بالرئيس جو بايدن.

وكان مسؤول حكومي قطري كبير أبلغ وكالة “رويترز” في السابع والعشرين من يناير الجاري أن الخطوط الجوية القطرية استأنفت تسيير رحلات مستأجرة للإجلاء من أفغانستان، بعد توقّفها شهرين.

وعلقت قطر رحلات الإجلاء في أوائل ديسمبر الماضي في ظل خلاف مع طالبان بشأن الركاب المسموح لهم باستقلال الرحلات.

ونقل أكسيوس عن الوزير القطري قوله إن محادثات تجري للسماح بتسيير رحلة واحدة أسبوعيا تشغلها خطوط أريانا الجوية الأفغانية، بمجرد موافقة الحركة على متطلبات أمنية معينة.

ويرى مراقبون أن الاتفاق من شأنه أن يسمح بإنقاذ العشرات من الأفغان الذين سبق وعملوا مع قوات التحالف الدولي.

وكانت الأمم المتحدة، حذرت في تقرير نشر الأحد الماضي من أن “حركة طالبان وحلفاءها قتلوا العشرات من المسؤولين الأفغان السابقين وقوات الأمن والأشخاص الذين عملوا مع القوة العسكرية الدولية منذ الانسحاب الذي قادته الولايات المتحدة”.

وذكر التقرير أن بعثة الأمم المتحدة “تواصل تلقي مزاعم ذات مصداقية عن عمليات قتل واختفاء قسري وانتهاكات أخرى”، بحق المسؤولين السابقين وأفراد قوات الأمن والأشخاص الذين عملوا في القوة العسكرية الدولية بقيادة الولايات المتحدة.

وتتولى قطر رعاية المفاوضات بين حركة طالبان المتشددة وبين المجتمع الدولي، وتسعى الإمارة الخليجية الصغيرة جاهدة إلى استثمار هذا الملف للتسويق لنفسها على أنها وسيط يمكن الرهان عليه في النزاعات والصراعات الدولية.

Thumbnail

ويقول مراقبون إن قطر تستغل بشكل جيد العلاقة بينها وبين الحركة المتشددة التي تسيطر على أفغانستان منذ أغسطس الماضي، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى عقد اتفاق معها لتمثيل مصالحها في هذا البلد الآسيوي.

ويشير المراقبون إلى أنه من المرجح أن يتعاظم الدور القطري في أفغانستان، مع انكفاء حضور القوى الإقليمية الكبرى مثل السعودية وباكستان، لافتين إلى المباحثات الجارية حاليا بين طالبان والدوحة وأنقرة لتأمين وتشغيل خمس مطارات أفغانية بما يشمل مطار حامد كرزاي الدولي.

واختتم الخميس الماضي في الدوحة اجتماع ثلاثيّ لوفود من قطر وتركيا وحكومة تصريف الأعمال الأفغانية لحركة طالبان، حول إدارة وتشغيل مطار كابول.

وبحسب بيان للخارجية القطرية، أعربت الأطراف الثلاثة عن ارتياحها لمسار المحادثات، كما توافقت على استكمال المناقشات في جولة جديدة في الدوحة.

وكانت مفاوضات قد جرت أواخر ديسمبر الماضي، بين وفود قطرية وتركية بشأن تشغيل المطار نفسه، وقد تكلّلت بتوقيع مذكرة تفاهم بين شركتين من تركيا وقطر لهذا الغرض على أساس الشراكة المتكافئة.

3