قطر تتوسط في صفقة تبادل سجناء بين طهران وواشنطن

إيران تتوقع الإفراج عن أرصدتها المجمّدة في كوريا الجنوبية بسبب العقوبات المفروضة من الولايات المتحدة عقب إطلاقها سراح أميركي وابنه.
الأحد 2022/10/02
السماح لباقر نمازي بمغادرة الأراضي الإيرانية والإفراج عن ابنه سيامك لمدة أسبوع

طهران – ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية وشبه رسمية مساء السبت أن دولة بالمنطقة توسطت في إبرام صفقة تبادل السجناء بين طهران وواشنطن، مقابل الإفراج عن أرصدة إيرانية مجمدة.

وقالت وكالة "نور نيوز الإيرانية للأنباء" السبت إن "محادثات مكثفة جرت في الأسابيع الأخيرة بوساطة دولة بالمنطقة، من أجل الإفراج عن سجناء إيرانيين وأميركيين".

وأضافت الوكالة شبه الرسمية أن "مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة بسبب العقوبات الأميركية سيُفرج عنها قريبا".

ولم تكشف الوكالة عن الدولة الثالثة التي توسطت في الصفقة، لكن مراقبين يرجحون أن تكون قطر هي المعنية في التقرير، باعتبارها تتمتع بعلاقة وثيقة مع إيران، كما سبق أن أبدت استعدادها لتسهيل المحادثات النووية بين البلدين.

وجاء التقرير بعد فترة وجيزة على سماح طهران لرجل الأعمال الأميركي من أصل إيراني سيامك نمازي بالخروج من السجن بموجب إذن لمدة أسبوع، فيما سُمح لوالده باقر نمازي بمغادرة إيران.

وفي وقت مبكر من فجر الأحد، قالت وزارة الخارجية الأميركية "نشعر بالامتنان لمنح سيامك نمازي المحتجز ظلما في إيران إجازة إنسانية ليكون إلى جانب والده"، في إشارة إلى رجل الأعمال الأميركي ذي الأصل الإيراني سيامك نمازي المسجون في طهران منذ ما يقرب من 7 سنوات.

وأضافت "نعرب عن تقديرنا لحلفاء وشركاء الولايات المتحدة الذين عملوا بلا كلل لمساعدة نمازي. سنظل ملتزمين ومصممين على ضمان حرية جميع الأميركيين المحتجزين ظلما في إيران وأماكن أخرى".

وقال محامي نمازي السبت إن موكله سُمح له بالخروج من سجن إيفين لمدة أسبوع واحد قابل للتجديد.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن باقر نمازي والد سيامك، سيسمح له بمغادرة إيران لتلقي العلاج.

وأضاف المتحدث أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب عن امتنانه إثر السماح "لزميلنا السابق" باقر نمازي بمغادرة إيران، وذلك بعد اتصالات أجراها الأمين العام مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

واعتقل باقر نمازي، المسؤول السابق في اليونيسف، في فبراير 2016، حين توجه إلى إيران سعيا للإفراج عن ابنه سيامك نمازي، رجل الأعمال الإيراني - الأميركي الذي أوقف في أكتوبر 2015.

وحكم على الأب وابنه بالسجن 10 أعوام في أكتوبر 2016 بتهمة التجسس. وأعفي الأب، البالغ من العمر 85 عاما، من إتمام تنفيذ عقوبته عام 2020، لكنه لم يتمكن من مغادرة إيران رغم مشاكله الصحية.

ولم يتضح ما إذا كان خروج سيامك سيمهد الطريق أمام إطلاق سراحه بالكامل، أو إذا كان يؤذن بإجراءات مماثلة لمواطنين أميركيين آخرين محتجزين في إيران.

وفي أغسطس، قالت إيران إنها مستعدة لتبادل سجناء مع الولايات المتحدة، بعد أن قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على تويتر إن "سيامك نمازي قضى حتى الآن 2500 يوم محتجزا ظلما" في إيران، وإن واشنطن عازمة على تأمين حرية جميع الأميركيين المحتجزين هناك.

وتسعى طهران للإفراج عن أكثر من 10 من مواطنيها المحتجزين في الولايات المتحدة، بينهم 7 من أصحاب الجنسية المزدوجة للبلدين، وإيرانيان لديهما إقامة دائمة في الولايات المتحدة، و4 ليس لديهم وضع قانوني هناك.

كما تتوقع إيران الإفراج عن أرصدتها المجمّدة في كوريا الجنوبية بسبب العقوبات المفروضة من واشنطن.

وتطالب طهران بالإفراج عما يناهز سبعة مليارات دولار مستحقة لها بدل صادرات نفطية، لكنها مجمّدة في كوريا الجنوبية بناء على العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على إيران، بعد قراره سحب بلاده أحاديا من الاتفاق الدولي بشأن برنامج طهران النووي.

وتتركز هذه المبالغ في دول مثل الصين وكوريا الجنوبية واليابان.

واتهمت طهران سيول في يناير 2021 بأخذ أرصدتها "رهينة"، في حين أكد الطرفان مرارا خلال الأشهر الماضية إجراء مباحثات بشأن سبل تحرير هذه الأرصدة أو السماح لطهران بالاستفادة منها بشكل لا يخالف العقوبات الأميركية.

وفي مطلع 2022، أعلنت سيول أنها استخدمت جزءا من هذه الأرصدة لتسوية مستحقات طهران لميزانية الأمم المتحدة، ما أتاح لإيران استعادة حقها في التصويت بالمنظمة الدولية.

وكانت إيران دعت كوريا الجنوبية في يناير من العام الحالي إلى تحرير الأرصدة بصرف النظر عما ستؤول إليه المباحثات بين طهران والقوى الكبرى الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وأوردت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن احتمال تحرير الأرصدة يأتي بينما "بقيت مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي من دون نتيجة حتى الآن، بسبب عدم قيام الأميركيين بحسم قرارهم السياسي"، متحدثة عن رغبة أميركية في "متابعة موضوع الإفراج عن عدد من رعاياه المحتجزين في إيران بالتزامن مع تحرير أرصدة إيرانية مجمدة في كوريا الجنوبية".

وأضافت "نعرب عن تقديرنا لحلفاء وشركاء الولايات المتحدة الذين عملوا بلا كلل لمساعدة نمازي. سنظل ملتزمين ومصممين على ضمان حرية جميع الأميركيين المحتجزين ظلما في إيران وأماكن أخرى".