قطر تتعامل مع انطلاق العد التنازلي لأبواب جحيم يريدها ترامب

الدوحة – استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الاثنين وفدا من حركة حماس الفلسطينية وبحث معه “مستجدات” مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق ما أعلنه الديوان الأميري، في وقت تحدثت فيه مصادر فلسطينية مطلعة عن ممارسة قطر ضغوطا على حركة حماس لدفعها إلى القبول بالهدنة قبل وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض واستلام مهامه في العشرين من يناير الجاري.
وتبذل قطر كل ما في وسعها لإنجاح وساطتها خلال الأسبوع الذي يسبق موعد استلام ترامب السلطة، وهي تتخوف من ردة فعل الرئيس الأميركي الجديد في حال فشلت في الضغط على حماس مع معرفتها المسبقة بأنه داعم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كل مواقفه بما في ذلك اتهامه للدوحة بأنها تدعم حماس ولم تبذل ما يكفي من الجهد للمساعدة على إطلاق سراح الرهائن.
ومن الواضح أن قطر تعلم أن ترامب لن يرحم حركة حماس وكل من سهّل لها مهمتها في حال لم يتم إطلاق سراح الرهائن، وهو ما دفعها إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الحركة للقبول بهدنة حتى وإن كانت لا تحقق لها الحد الأدنى من مطالبها.
وحذر ترامب بعد فوزه بالانتخابات من أن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” إذا لم يفرج عن الرهائن بحلول موعد تنصيبه. كما ضغط جو بايدن بقوة من أجل التوصل إلى اتفاق قبل مغادرته المنصب.
وقال مسؤول مطلع على المفاوضات إن الوسطاء سلموا إسرائيل وحماس مسودة “نهائية” لوقف الحرب في القطاع عقب “انفراجة” تحققت بعد منتصف الليلة الماضية في محادثات حضرها مبعوث ترامب.
وقال المسؤول إن قطر قدمت إلى الجانبين مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن خلال محادثات في الدوحة جرت بمشاركة رئيسي الموساد والشاباك ورئيس وزراء قطر.
وذكر المسؤول أن ستيف ويتكوف، الذي سيصبح مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط لدى توليه المنصب الأسبوع المقبل، حضر المحادثات. وقال مصدر أميركي إن بريت مكجورك مبعوث بايدن حضر أيضا.
وقال المسؤول “الساعات الأربع والعشرون المقبلة ستكون حاسمة في التوصل إلى الاتفاق.” ووصف المسودة بأنها نتيجة لانفراجة تحققت في الساعات الأولى من صباح الاثنين.
ونقلت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) الاثنين عن مسؤول إسرائيلي القول إن وفدي إسرائيل وحماس في قطر تلقيا مسودة الاتفاق وإن الوفد الإسرائيلي أطلع زعماء إسرائيل عليه.
وقال مسؤول في حماس لرويترز إن المحادثات بشأن قضايا رئيسية تتعلق باتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة حققت تقدما.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية المسألة، “المفاوضات حققت تقدما في قضايا رئيسية ونعمل على استكمال ما تبقى قريبا.”
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن المفاوضات يجري تنسيقها بين فريقي بايدن وترامب. وأضاف ساعر في مؤتمر صحفي “هناك تقدم، يبدو أفضل بكثير من السابق. أريد أن أشكر أصدقاءنا الأميركيين على الجهود المضنية التي يبذلونها للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.”
وتبذل الولايات المتحدة وقطر ومصر جهود وساطة منذ ما يزيد على عام لإنهاء الحرب في قطاع غزة لكن دون نتيجة حتى الآن.
وفي القاهرة قال مسؤول أمني مصري إن المسودة التي أرسلت إلى إسرائيل وحماس لا تشكل الاتفاق النهائي لكنها تهدف إلى حل القضايا العالقة التي عرقلت المفاوضات في السابق. وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه تم إبلاغ مؤسسات حكومية إسرائيلية بالاستعداد لاستقبال مرضى من الرهائن.
واتفق الجانبان منذ شهور بشكل عام على مبدأ وقف القتال مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس والإفراج عن فلسطينيين محتجزين في سجون إسرائيل.
لكن حماس تصر على أن الاتفاق لا بد أن يؤدي إلى إنهاء الحرب بشكل دائم وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة في حين قالت إسرائيل إنها لن تنهي الحرب حتى يتم القضاء على حماس تماما.
وقال المسؤول المطلع على المفاوضات إن المحادثات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين، إذ تولى ويتكوف مبعوث ترامب مهمة حث الوفد الإسرائيلي في الدوحة على الموافقة بينما تولى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني دفع مسؤولي حماس للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف المسؤول أن رئيس المخابرات المصرية حسن محمود رشاد كان أيضا في العاصمة القطرية من أجل المحادثات. وغادر رشاد الدوحة الاثنين، لكنّ مصدرا مصريا قال إن وفد المخابرات لا يزال هناك.
وسافر ويتكوف إلى قطر وإسرائيل عدة مرات منذ أواخر نوفمبر الماضي. وكان في الدوحة الجمعة وسافر إلى إسرائيل للقاء نتنياهو السبت قبل العودة إلى الدوحة.
وقال البيت الأبيض إن بايدن تحدث الأحد مع نتنياهو و”شدد على الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن وزيادة إيصال المساعدات الإنسانية، وهو ما سيتحقق مع وقف القتال بموجب الاتفاق.”