قطاع العقارات العماني يستشرف آفاقه المستدامة في فرنسا

مسقط - يستعد قطاع العقارات العماني لجولة ترويج جديدة في أوروبا انطلاقا من فرنسا أملا في إعطاء هذا النشاط جرعة تحفيز لدفعه إلى الأمام بعد نجاح دورات سابقة تركز على هذه الصناعة المهمة للتنمية الاقتصادية.

وتراهن هذه الصناعة على معرض مبيم 2025، أحد الأحداث العالمية الأبرز في مجال العمران والتطوير، بهدف جذب شركاء أجانب لمشاريعها المستدامة في القطاع.

وتشارك السلطنة الثلاثاء في فعاليات هذا المعرض الذي يُعقد في مدينة كان الفرنسية ويستمر أربعة أيام، حيث تركز هذه الدورة على محور “تشكيل مدن مستدامة”.

ومن المتوقع أن يستقطب هذا الحدث نحو 20 ألف مشارك من 90 دولة، من بينهم مستثمرون ومطورون عقاريون، ومخططون حضريون، ومهندسون معماريون، ما يجعله منصة إستراتيجية لتبادل الخبرات وعقد الشراكات العالمية.

وتتضمن المشاركة عقد العديد من الجلسات النقاشية من بينها جلسة يقدمها خلفان بن سعيد الشعيلي وزير الإسكان والتخطيط العمراني، بعنوان “أثر التغيرات الديموغرافية طويلة الأجل على بناء مدن قابلة للعيش ومستدامة: الفروقات بين أوروبا والدول الأخرى”.

ويأتي ذلك ضمن مسرح وجهات نظر القادة في المهرجان العقاري الذي يستضيف أكثر من 450 متحدثا عالميا.

كما ستقام تسع جلسات حوارية في جناح سلطنة عُمان تسلط الضوء على أبرز الموضوعات المتعلقة بالمشروعات المستقبلية والإستراتيجيات الاستثمارية في قطاع العقارات والتنمية الحضرية.

وأوضح جمال الهادي المتحدث الرسمي لوزارة الإسكان والتخطيط العمراني أن سلطنة عُمان تسعى من خلال هذه المشاركة إلى إبراز بيئتها الاستثمارية التنافسية، وطرح مشاريع عمرانية كبرى توفر فرصا نوعية للمستثمرين الدوليين.

ونسبت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى الهادي قوله إن بلاده تسعى إلى “تعزيز مكانتها كمحور إقليمي في التطوير العقاري، وذلك عبر تبنّي أحدث التقنيات في بناء المدن الذكية والمستدامة، مما يسهم في تعزيز جاهزية السوق العقاري واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية.”

وأضاف أن “السلطنة تستهدف من خلال مشاركتها في هذا الحدث العالمي، توسيع شبكة شراكاتها الإستراتيجية مع الجهات الحكومية والخاصة، وترسيخ مكانتها في السوق العقاري كوجهة استثمارية على المستويين الإقليمي والدولي، بما يحقق مستهدفات رؤية عُمان 2040”.

وتهدف مسقط من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز تنافسيتها العالمية عبر الترويج لمناخ الاستثمار العقاري وإبراز الفرص النوعية التي تقدمها للمستثمرين الدوليين واستقطاب الاستثمارات النوعية من خلال تقديم مشاريع تطويرية كبرى تدعم نمو القطاع مع التركيز على تبني أحدث التقنيات في بناء المدن الذكية والمستدامة.

ويضم جناح سلطنة عُمان عددا من المشاريع التنموية الكبرى، بما في ذلك مدينة السلطان هيثم والخوير داون تاون، ومدينة صلالة المستقبلية، وواجهة عُمان الجبلية، ومدينة الثريا، ما يعكس رؤية الحكومة في تطوير بيئات حضرية متكاملة ومستدامة.

وللإشارة فإن مشروع مدينة السلطان هيثم تأهل إلى المرحلة النهائية من جوائز ميبيم 2025، حيث تم اختياره ضمن أفضل أربعة مشاريع عالمية، وتُعد هذه الجائزة من بين الأهم في قطاع العقارات، إذ تُكرّم المشاريع المبتكرة في التطوير الحضري والاستدامة.

وسيتم تقييم المشاريع وفقا لمعايير تشمل الابتكار والتصميم والأثر البيئي ومدى مساهمتها في تحسين جودة الحياة على أن يُقام حفل توزيع الجوائز الخميس المقبل بحضور نخبة من المستثمرين والمطورين العقاريين من مختلف أنحاء العالم.

وشهد نشاط القطاع العقاري العماني نموا متسارعا خلال العام الماضي، حيث نمت قيمة التداولات بمقدار 29.5 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 8.58 مليار دولار.

وأشار تقرير صدر مؤخرا عن وزارة الإسكان إلى أن مساهمة الأنشطة العقارية في دعم الناتج المحلي الإجمالي بلغت بنهاية سبتمبر الماضي حوالي 2.13 مليار دولار.

وتعمل مسقط منذ أربع سنوات على تنظيم السوق العقارية لجذب الاستثمارات اللازمة للمساهمة في مشاريع التطوير وإيجاد بيئة مناسبة من خلال تنفيذ بعض المشاريع ذات الطابع العالمي بلمسات عُمانية.

وكانت الحكومة قد أطلقت مطلع العام 2022 أول صندوق استثمار مخصص للاستثمار في القطاع، في خطوة تهدف إلى زيادة القيمة المضافة لهذا المجال الحيوي.

وأصدرت الهيئة العامة لسوق المال آنذاك تصريحا مبدئيا لإنشاء صندوق أمان ريتس لشركة أمان للاستثمار العقاري برأس مال يقدر بنحو 52 مليون دولار.