قضية #ميرا_جلال_ثابت تعكس قلق الأقليات في سوريا

قضية الفتاة السورية ميرا جلال ثابت والمعلومات المتضاربة حول مزاعم اختطافها تثير جدلا واسعا في سوريا.
السبت 2025/05/10
الحقيقة ضائعة وسط اللقاءات الإعلامية

دمشق - أثارت قصة الفتاة السورية ميرا جلال ثابت والمعلومات المتضاربة حول مزاعم اختطافها جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد تداول صور ومقاطع فيديو تظهر ميرا وهي منقبة، برفقة الشاب أحمد وعناصر من جهاز الشرطة أعادتها إلى منزلها، وذلك في ظل انتشار أخبار مؤخرا عن عشرات الحالات من اختطاف نساء في الساحل السوري أكدها المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكانت عائلة الفتاة قد أعلنت عن فقدانها بتاريخ السابع والعشرين من أبريل الماضي، بعد خروجها من معهد إعداد المدرّسين في حي الدبلان بمدينة حمص. وذكرت مصادر محلية أن والد الفتاة تم اعتقاله لاحقا بتهمة تقديم بلاغ كاذب، وهو ما زاد من حالة الاحتقان الشعبي.

وظهرت ميرا برفقة والدها والشاب المدعو أحمد، خلال لقاء مصور أجراه مراسل الإخبارية السورية في منزل والدها، حيث قالت إنها “تركت المنزل نتيجة ضغوط عائلية وبمحض إرادتها وأنها تزوجت أحمد بمحض إرادتها وتجمعهما علاقة حب.” غير أن العديد من النشطاء شككوا في صحة أقوالها، مرجحين أنها صدرت تحت ضغوط أمنية.

وأثارت المشاهد غضبا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات بتحويل جريمة اختطاف إلى “زواج شرعي” بغطاء أمني وإعلامي، بسبب ملامح وجه ميرا الكئيبة وزيها الجديد غير المتعارف عليه في منطقتها ما دفع الكثيرين إلى إطلاق هاشتاغ #انقذوا_ميرا، وعلّق أحدهم على صورة لميرا قبل هروبها أو اختطافها بالمقارنة مع صورة أخرى ظهرت فيها في مقطع الفيديو:

@alaa_hz

أعتذر من ميرا ومن أهل ميرا، ولكن أستحلفكم بكل مقدساتكم وبكل ما به تؤمنون، هل هذا وجه فتاة هربت مع عشيقها؟
هل هذا وجه فتاة اتخذت قرارا شجاعا بالهرب مع من تحب؟
هل هذا وجه فتاة تمردت على مجتمع أساسا لا يعارضها إن هي أحبت أحدا؟
في بلادي تُغتصب النساء اليوم وتباع أمام عدسات الكاميرا والعالم أجمع يشاهد بل ويشجع ويستقبل الإرهابي المسؤول عمن يقوم بهذه الأفعال.

وعلق آخر:

@MaysaaMoner

عذرا سامحوني على قسوة كلامي
ولكن شرف الفتيات السوريات يستباح وليس شرف طائفة معينة.
يا رجال سوريا هي البنت بنتكم
هي البنت أختكم  هي البنت شرفكم. 
يا شباب سوريا الغيورين على عرضهم وين أنتوا؟

ودخل البعض في العراق على خط الجدل مستغلين الضجة التي أثيرت حول مزاعم اختطافها للتجييش الطائفي والدعاية للحشد الشعبي، وكتب أحدهم:

@AyaAlmandalawi

قادة السنة في #العراق
هيج يريدون بنات الشيعة من مشعان للخنجر وغيرهم
بكل وضوح يحچوها يردون الحكم حتى يسبون بنات الشيعة
تمسكوا بالحشد تمسكوا بالمرجعية تمسكوا بالعشائر الجنوبية
لا تسمحوا للأقلية بأن تعود لصموهم على حلوگهم هذا دين معاوية لن نسمح به في عراق الحسين وعلي.

وتصاعد الجدل بعد أن ظهر الشاب الذي قال إنه تزوج من ميرا، في فيديو سابق برفقة مراسل تلفزيوني خلال مسيرة احتفالية في حمص، ما دفع نشطاء إلى التشكيك في الرواية الرسمية، واعتبار اللقاء الإعلامي “مسرحية أمنية مكشوفة”.

ولاحقا ظهرت ميرا في لقاء إعلامي آخر وسط أحد الشوارع في مدينة حمص لتؤكد أنها لم تكن مختطفة وأنها اختارت الهرب والزواج من أحمد بملء إرادتها وأنها مقتنعة بلباسها الجديد، الأمر الذي قسم المجتمع السوري مجددا حول القضية التي باتت قضية رأي عام، وقالت ناشطة:

@ramia_yahia

#قضية_ميرا التي شغلت #الرأي #العام في اليومين الماضيين، لم أنشر عنها، رغم إنني تعاطفت مع كونها أنثى لعدم اكتمال الأدلة حول تفاصيل ومصداقية الخبر. وبعد التقصّي، تبيّن أن ما جرى يُعد نموذجا صارخا #للتضليل، والتجييش #الطائفي، في محاولة مكشوفة لتعميق الانقسام بين مكونات الشعب السوري وضمان استمرار عدم الاستقرار.
ما حصل ليس مجرد خبر عابر، بل هو مثال جديد على قدرة البعض على صياغة الأخبار وترويجها بطريقة تؤجّج المشاعر الطائفية وتضرب النسيج المجتمعي، بدل أن تساهم في كشف الحقيقة أو دعم الضحايا.

لكن العديد من المتابعين للقضية تداولوا مقاطع من المقابلة تظهر أثار كدمات على يد ميرا التي بدت متوترة، معتبرين أنها ترسل إشارات استغاثة، وجاء في تعليق:

@IssamHussein19

انقذوا #ميرا
لفتاة أخرجت يدها أثناء التصوير حتى تبيّن أنها تعرضت للضرب والتعذيب أثناء اختطافها وأنها مجبرة على قول ما يريده إعلام عصابة الجولاني..
أي وحوش بشرية تتحكم بهذا البلد، أي مجرمين متسلطين على الأبرياء والعزل في سوريا، وأي فتاوى تكفيرية تحاصر مكوناته، وأي مجتمع دولي شاذ يقبل بهذه الجرائم..

وقالت ناشطة:

@KanaaAyoub

هل جننتم؟ وهل من كل عقولكم أن تصدقوا أن ميرا ووالدها وأمها وأخواتها يستطيعون أن يقولوا أمام الرأي العام إن ميرا اختطفها متطرف تابع للجولاني وعقد عليها النكاح رغما عنها! هذه عائلة علوية والعلويون يعيشون الآن في حالة رعب كبيرة جدا في وسط غابة من الإسلاميين والمتطرفين والسنة المتعطشين لدمائهم.
أي خطأ مهما كان صغيرا، سوف ترى بعد أسبوع جثث ميرا ووالديها وأخواتها مرمية في البرية.
ثانيا منذ متى رأيتم فتاة علوية تلبس لباس الجهاديين والمتطرفين مثل القاعدة عن حب وقناعة ورضا!
هذا اللباس هو لتغطية كافة جسمها بسبب التعنيف على جسدها من قبل الخاطف وجماعته المتطرفة!
العلويون من نساء وفتيات ورجال وشباب يعيشون حالة رعب حقيقية كل يوم بسبب كمية الحقد والتوحش حولهم وكمية الإهانة والإساءة والضرب.

وعلقت الإعلامية ريما نعيسة في تغريدة على حسابها في إكس قائلة “تعددت الروايات والحقيقة مازالت غائبة.. والسلطة تلتزم الصمت. قضية #ميرا لم تعد قصة فردية، بل تحولت إلى قضية رأي عام تمس كرامة كل سوري. وما يزيد خطورة الأمر احتمالية ارتباطه بملف بالغ الحساسية: ملف المختطفات.”

وأضافت نعيسة أن الملف أشار إليه المبعوث الأممي غير بيدرسون أمام مجلس الأمان كما أكده ممثل روسيا الدائم فاسيلي نبينزيا. وهذه قضايا لا تطوى بلقاءات إعلامية، بل تحتاج إلى تحقيقات نزيهة من جهات حقوقية مستقلة بعيدا عن ناشطين يعتقدون أنهم يحتكرون الحقيقة.

وتابعت “أرفق مقتطفا قصيرا من اللقاء الأخير لميرا وأسأل هل ميرا تحاول إرسال إشارة ما؟ أترككم لضميركم وأترك القضية لمن لديه ضمير في الإدارة الجديدة.. الوزيرة هند قبوات تحديدا”.

وأفادت مصادر بإيقاف قناة “الإخبارية” السورية مراسلها أمير عبدالباقي عن العمل وإحالته إلى التحقيق، وذلك بعد نشره لفيديو اللقاء مع الشابة ميرا والشاب أحمد بدون تكليف رسمي من القناة.

وتسلّط هذه الحادثة الضوء على قضايا مشابهة تتعلق باختفاء نساء من الطائفة العلوية، وسط اتهامات لجماعات متطرفة بالوقوف وراء عمليات اختطافهن وإجبارهن على الزواج.

ولا تزال الجهات الرسمية السورية تلتزم الصمت حيال تفاصيل القضية، ما يعزز من حالة الغموض ويزيد من التفاعل الشعبي المتواصل والغاضب على مختلف المنصات.

5