قضية فساد ضد ناصر الخليفي تهدد العلاقات بين فرنسا وقطر

اتهام الخليفي بالتواطؤ في إساءة استخدام السلطة في تحقيق على صلة بجهاز قطر للاستثمار (الصندوق السيادي).
الجمعة 2025/02/14
في دائرة الاتهام

باريس - وضع ناصر الخليفي، المستثمر القطري في نادي باريس سان جيرمان الفرنسي والرئيس المدير العام لقنوات “بي إن سبورتس” القطرية، العلاقة بين باريس والدوحة في وضع حرج بعد اتهامه من القضاء الفرنسي بالتواطؤ في إساءة استخدام السلطة، في تحقيق على صلة بجهاز قطر للاستثمار (الصندوق السيادي)، وفق ما علمت وكالة فرانس برس من مصدر مطلع على القضية الخميس.

وقال تقرير لشبكة “أر أم أس” الفرنسية إن قطر هددت بسحب استثماراتها من فرنسا بما في ذلك في شبكة “بي إن سبورتس” ونادي باريس سان جيرمان، ردا على اتهام الخليفي.

الاتهام الموجه إلى الخليفي يتعلق بصراع داخل مجلس إدارة مجموعة لاغاردير بين فينسنت بولوريه وبرنار أرنو
الاتهام الموجه إلى الخليفي يتعلق بصراع داخل مجلس إدارة مجموعة لاغاردير بين فينسنت بولوريه وبرنار أرنو

وليس معروفا ما إذا كان هذا هو السبب المباشر للتوتر، خاصة أن الخليفي سبق أن طالته اتهامات قضائية أخرى في السابق، ولم يصدر عن الدوحة رد فعل بهذا الحجم في وقت يقول فيه مراقبون إن قطر، التي ضخت استثمارات كبرى في مجالات فرنسية مختلفة، تشعر بأنها لم تعد الشريك المفضل لدى باريس.

وسعى الفرنسيون إلى تنويع الشركاء الخليجيين في مختلف المجالات وعقدوا صفقات مختلفة وفتحوا الباب أمام الاستثمارات وكان آخرها ما تم الإعلان عنه قبل أيام، خلال زيارة رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى باريس، من أن الإمارات ستبني في فرنسا “مجمعا” محوره الذكاء الاصطناعي، مع مركز معلومات عملاق بقدرة حوسبة قد تصل إلى جيجاوات واحد، باستثمارات تتراوح قيمتها بين 30 و50 مليار يورو.

وقال مصدر قضائي إن الخليفي اتُهم في الخامس من فبراير بالتواطؤ في شراء أصوات والإضرار بحرية التصويت، وذلك على خلفية تبديل الصندوق السيادي القطري تصويته في مجلس إدارة مجموعة لاغاردير عام 2018.

وواجه الخليفي، الذي قاد النادي الباريسي منذ أن استحوذت عليه شركة قطر للاستثمارات الرياضية عام 2011 بهدف جعله الفريق الأفضل في أوروبا، عدة قضايا في السنوات الأخيرة لكنه نفى دائما ارتكاب أي مخالفة.

وقال مصدر مقرب من الخليفي، العضو في مجلس إدارة الصندوق السيادي القطري، إن “هذه القضية لا علاقة لها مطلقا وبوضوح بناصر الخليفي، ولكن كالعادة سيتم ربطه بها من خلال عملية مشوهة تماما (…) حتى تنهار هذه القضية بصمت في غضون سنوات قليلة.”

ويشتبه في أن أرنو لاغاردير، رئيس مجموعة لاغاردير، استخدم بشكل احتيالي نحو 125 مليون يورو من أموال المجموعة على مدى عدة سنوات لتمويل نفقاته الشخصية.

ويتعلق الاتهام الموجه إلى الخليفي بصراع في مجلس إدارة المجموعة عام 2018 بين قطب اليمين الملياردير فينسنت بولوريه الذي كان متحالفا مع صندوق الاستثمار أمبر كابيتال، وأغنى رجل في فرنسا برنار أرنو رئيس شركة السلع الفاخرة “أل في أم إتش” الذي دعم أرنو لاغاردير.

◙ قطر هددت بسحب استثماراتها من فرنسا بما في ذلك في شبكة "بي إن سبورتس" ونادي باريس سان جيرمان، ردا على اتهام الخليفي

في 24 أبريل 2018 قررت شركة قطر للاستثمار وتطوير المشاريع القابضة، وهي شركة تابعة للصندوق السيادي القطري والمساهم الرئيسي في مجموعة لاغاردير، دعم مقترحات شركة أمبر كابيتال.

ويتهم أرنو لاغاردير ومساعدوه بالاتصال بمعارفهم، ومن بينهم ناصر الخليفي بصفته عضوا في جهاز قطر للاستثمار. وبعد مرور خمسة أيام على التصويت الأول، غيرت هيئة الاستثمار القطرية موقفها وصوتت لصالح المقترحات التي طرحها أرنو لاغاردير.

وكانت محكمة النقض الفرنسية قد أسقطت نهائيا في منتصف فبراير 2023 اتهاما سابقا ضد ناصر الخليفي بالفساد في ما يتصل بعرض قطر لاستضافة بطولة العالم لألعاب القوى في عامي 2017 و2019، وقضت بأن النظام القضائي الفرنسي غير مؤهل لمحاكمته.

ويحقق قضاة في باريس أيضا مع الخليفي بشأن اتهامات بخطف واحتجاز رجل الأعمال الفرنسي – الجزائري طيب بن عبدالرحمن في قطر. وينفي الخليفي الاتهامات وقد تقدم شخصيا بشكوى.

1