قضية الجولان تتصدر الاهتمام في الاجتماع الوزاري التمهيدي لقمة تونس

قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة أياما قبل انعقاد قمّة تونس العربية، فرض القضية كملف رئيسي على أشغال القمة، وهو ما برز من خلال الاجتماع الوزاري التمهيدي لها والذي تردّدت خلاله أصداء الرفض الجماعي العربي للقرار، على أن يظل السؤال قائما بشأن الإجراءات العملية لمواجهته، عسى أن يجيب عليه القادة الأحد في اجتماعهم.
تونس - برزت قضيّة اعتراف الولايات المتّحدة بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتلّ في واجهة أشغال الاجتماع الوزاري التمهيدي للقمة العربية بتونس، كما حضرت القضية الفلسطينية، بينما لم يغب الخطر الإيراني مصدر التوجّس لغالبية دول المنطقة.
وقال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، الجمعة، إن بلاده ستنسق مع الدول العربية الأخرى لاحتواء أي تداعيات لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان.
وأدلى الوزير بهذه التصريحات خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب عشية القمّة العربية التي تستضيفها تونس الأحد والتي يرجح أن تركز على قرار واشنطن بشأن الجولان، وقرارها السابق الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال الوزير “سنعمل مع بقية الدول العربية الشقيقة والمجموعة الدولية على تطويق كل التداعيات المحتملة لهذا القرار في مختلف المحافل الدولية والإقليمية”.
ويبدو أنّ الدول العربية تريد أن تتراجع واشنطن عن قرارها ومنع أي دول أخرى من أن تحذو حذوها.
ونددت الدول العربية، التي تعتبر الجولان الذي استولت عليه إسرائيل في حرب عام 1967 أرضا سورية محتلة، بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلنه قبل أيام بالاعتراف بالجولان أرضا إسرائيلية.
وكان ترامب أثار غضب العرب العام الماضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقراره نقل السفارة الأميركية إليها.
وقال وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف خلال الاجتماع إن السعودية تعتبر مسعى الفلسطينيين لإقامة دولتهم في الأراضي التي تحتلها إسرائيل القضية الأساسية لكل العرب.
كذلك أشار الوزير السعودي إلى التهديد الإيراني باعتباره التحدي الرئيسي الذي يواجه العرب داعيا إلى تحرك لمواجهة طهران.
وقال العساف “من أخطر أشكال الإرهاب والتطرف هو ما تمارسه إيران من خلال تدخلاتها السافرة في الشؤون العربية وميليشياتها من الحرس الثوري في سوريا والعراق ولبنان واليمن والذي يحتاج منا إلى التعاون لمواجهته”.
وقال الوزير السعودي إنه ينبغي للعرب العمل على وقف برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، مضيفا أن طهران تمد حركة الحوثي في اليمن بالصواريخ لمهاجمة مدن سعودية.
كما عبر العساف عن دعم السعودية لوحدة أراضي سوريا وللحل السياسي على أساس الحوار بين المعارضة والحكومة، لكنه قال إنه ينبغي توحيد المعارضة قبل انطلاق أي حوار.
وبشأن القضية الفلسطينية، قال الجهيناوي بعد تسلمه رئاسة الاجتماع من وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف ممثل الرئاسة السابقة للقمة، إنّ هذه القضية ستظل على رأس أولويات تونس خلال رئاستها للقمة لتوفير الدعم للشعب الفلسطيني واسترجاع حقوقه وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه وعاصمتها القدس وفقا للقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية، وعلى أساس مبدأ حل الدولتين.
ودعا إلى إيجاد حل سياسي في ليبيا يؤدي لتحقيق الاستقرار هناك من خلال مساعدة الليبيين على تجاوز خلافاتهم.
وأضاف أنّ تونس ماضية في إطار المبادرة الثلاثية بالتنسيق مع مصر والجزائر من أجل تكريس حل ليبي- ليبي للأزمة وهي تدعم جهود المبعوث الأممي غسان سلامة لإيجاد تسوية في ليبيا.
وأشار إلى الوضع في سوريا وما شهدته خلال السنوات الماضية من دمار غير مسبوق ونزوح ملايين اللاجئين الأمر الذي يؤكد أهمية العمل على تسوية سياسية تمكن من الحفاظ على وحدة سوريا ومناعتها وتضع حدا لمعاناة الشعب السوري بما يمكنه من استعادة مكانته على الساحة العربية.
كما أكّد الوزير التونسي أنّ جامعة الدول العربية ستظل الإطار المؤسسي للتعامل مع القضايا العربية وشؤون المنطقة الأمر الذي يستلزم معه تطوير أجهزة عملها.
وتأتي المواقف الصادرة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب متناسقة مع المواقف المبدئية المعلنة من مختلف تلك القضايا، لكنّ السؤال الذي يبقى مطروحا على قمّة تونس ومختلف القمم العربية يتعلّق بالإجراءات العملية والقرارات التنفيذية لتجسيد تلك المواقف على أرض الواقع.