قضايا الأمومة والطفولة محور أفلام آخر أيام مهرجان الجونة السينمائي

بعد عرض 65 فيلما من 42 دولة حول العالم يسدل الستار، مساء اليوم الجمعة، على فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الجونة السينمائي بتوزيع جوائز مسابقاته الثلاث الروائية الطويلة والروائية القصيرة والأفلام الوثائقية الطويلة، والتي ناقشت العديد من المشكلات الإنسانية الراهنة كالنزاعات الطائفية ومناهضة الرأسمالية وقضايا اللاجئين والمهمشين والعلاقات الأسرية.
الجونة (مصر) – تواصلت، أمس الخميس، بمنتجع الجونة المطل على سواحل البحر الأحمر بمصر، فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان الجونة السينمائي، حيث تضمنت عروض اليوم السابع تقديم 22 فيلما ما بين روائي ووثائقي وطويل وقصير.
وتناولت الأفلام مجموعة من القضايا الإنسانية الحارقة بينها الكفاح ضد الظلم، ومناهضة الرأسمالية والقوانين الجامدة، إلى جانب قضايا الأمومة والطفولة.
وتضمن برنامج عروض اليوم قبل الأخير من المهرجان عرض الفيلم البريطاني البرتغالي “استمع” للمخرجة آنا روشا دي سوسا، والذي يقدّم ضمن برنامج مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
وتدور أحداث الفيلم في ضواحي لندن، حيث يعيش الزوجان البرتغاليان بصحبة أطفالهما الثلاثة؛ إذ هاجرا إلى بريطانيا بحثا عن عمل وتأمين حياة أفضل لهم وكافحا ضد القوانين الجامدة، واستماتا من أجل استعادة أولادهما.
وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة أيضا، عرض الفيلم الإيطالي الروماني البريطاني “مكان عادي” للمخرج أوبرتو بازوليني.
وتدور أحداث الفيلم حول جون البالغ من العمر 35 عاما والذي يعمل منظفا لزجاج النوافذ، وقد كرّس حياته لرعاية ابنه الصغير مايكل، إذ هجرتهما زوجته بعد الولادة مباشرة، لكن عندما يكتشف جون أن المتبقي له في حياته أشهر قليلة يقرّر أن يمضي ذلك الوقت باحثا عن الشخص الأمثل لتبني مايكل.
وأوبرتو بازوليني، مخرج الفيلم، يعدّ واحدا من أبرز المخرجين العالميين. وهو مخرج ومنتج إيطالي ولد عام 1957 في روما، وعمل في السينما البريطانية منذ عام 1983. بعد عمله لمدة 10 سنوات في شركة كولومبيا بيكتشرز، أسّس شركة إنتاج “ريد وايف فيلمز”، التي أنتجت أفلاما مثل “كل ما هو مطلوب” (1997) الذي حقّق أكثر من 250 مليون دولار عالميا وحاز جائزة البافتا لأفضل فيلم، كما ترشح لأربع جوائز من جوائز الأكاديمية (جوائز الأوسكار). وفي عام 2008، أخرج بازوليني “ماشان” الذي شارك في كتابته وإنتاجه أيضا، وفاز الفيلم بجائزة فيديك في الدورة الـ65 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.
وفى مسابقة الأفلام القصيرة، عرض الفيلم الإيطالي “أن أصبح أمي” للمخرجة جاسمين ترينكا. وتجري أحداث العمل وسط حر صيفي لاهب تبدو فيه روما كمدينة مهجورة، حيث تتجوّل فيها أم شابة تحمل حقيبة سفر بصحبة ابنتها، وتمشيان بفرح يشوبه القلق، وتسيران في دروب المدينة على غير منهج. في البداية يبدو الأمر محيرا، لكن مع ظهور إيماءة بسيطة ينكشف عمق الروابط بين الأم وابنتها.
وجاسمين ترينكا، ممثلة ومخرجة إيطالية بدأت مسيرتها المهنية عام 2001 كممثلة في فيلم المخرج ناني موريتي “غرفة الابن”، الذي نالت عنه جائزة جولييلمو بيراجي لأفضل موهبة جديدة للعام.
وفي عام 2004، فازت بجائزة الشريط الفضي عن دورها في فيلم “أفضل أيام الشباب”، ثم مثلت مع موريتي مجددا في “مثير للجدل” (2006)، ويعد “أن أصبح أمي” أول أفلامها كمخرجة.
وضمن عروض برنامج الاختيار الرسمي خارج المسابقة، عرض الفيلم الأميركي “تيار سائد” للمخرجة جيا كوبولا. وتدور أحداث الفيلم حول الشابة فرانكي التي تعيش في هوليوود بوليفارد محاولةً استكشاف ذاتها، وعندما تقابل شخصا غامضا، وتسمع خطبته المناهضة للرأسمالية، تراودها فكرة تحميلها على الإنترنت، وبين عشية وضحاها تصبح من مشاهير الإنترنت.
وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة عرض الفيلم الكيني “سوفتي” للمخرج سام سوكو، والذي تدور أحداثه حول بونيفايس موانجي الشهير بـ”سوفتي”، المصوّر الصحافي المعروف بتواجده الدائم مع كاميراته في أماكن النزاعات المشتعلة في بلده كينيا، وهو سياسي ناشط، يناضل ضد الظلم في بلده، ويقرّر الترشح للانتخابات النيابية الكينية.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة، عرض الفيلم التونسي “تسلل صريح” للمخرج سامي تليلي، وتدور أحداثه في ليلة شتوية، حيث يتنافس فريقان وطنيان لكرة القدم على نيل فرصة التأهل لبطولة كأس العالم. يقود رجل سيارته في الشوارع الخالية، بينما يستمع شرطيان لوصف مجريات المقابلة عبر راديو سيارة الدورية، قبل انقطاع الإرسال.
ومن بين العروض الهامة التي قدّمت، الأربعاء، حضر ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة الفيلم الإيطالي “الروابط” للمخرج دانيلي لوكيتي. وتدور أحداثه في أوائل ثمانينات القرن الماضي، حيث يواجه زواج ألدو وفاندا تحديا، عندما يصارحها بعلاقته الغرامية وينفصلان لبعض الوقت، ويتركان طفليهما في حالة مؤلمة، لكن الروابط تلعب دورها في استمرار زواجهما، بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود، رغم ما شاب حياتهما من خيانات وتفكّك أسري.
وفي المسابقة نفسها، عرض الفيلم الفرنسي “تحت نجوم باريس” للمخرج كلاوس دريكسيل. ويرصد الفيلم الحياة الصعبة التي تعيشها كريستين في شوارع باريس، حيث تقضي جل وقتها في التسكّع محاولةً الحصول على الطعام المجاني. وفي ليلة شتوية باردة تعثر على صبي بوركيني صغير؛ تدرك أنه تاه عن أمه، ويجمعهما إحساس مشترك بالتهميش والضياع، وللتخلص من ذلك يخوضان سويا رحلة مفعمة بالرقة، لإيجاد والدة سولي في أعماق المدينة.
وفى مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة عرض الفيلم الفرنسي “بانكسي أكثر المطلوبين”، وهو إخراج ثنائي بين أوريليا روفييه وشيموس هالي. ويرسم الفيلم صورة معمقة لروبن هود المقنع (الرسام بانكسي) وتكشف كل مقابلة وتحقيق عن جانب من جوانبه كفنان ملتزم بقضايا البيئة، كما أن موقفه من اللاجئين السياسيين إيجابي.
وفى برنامج الاختيار الرسمي (خارج المسابقة) عرض الفيلم الألماني الهولندي الفرنسي الكندي “برلين ألكسندربلاتز”، من إخراج برهان قُرباني. ويدور العمل حول فرانسيس (30 عاما) الذي يقسم، بعد نجاحه في الهروب من غرب أفريقيا، بأنه سيصبح رجلا صالحا. وفي أوروبا التي وصل إليها هاربا ينتهي به المطاف في برلين، وهناك يدرك فرانسيس مدى صعوبة الوفاء بالقَسم، وهو لاجئ لا يملك وثائق شخصية ولا جنسية أو تصريح عمل في ألمانيا.
