قصف معبر كرم أبوسالم يتسبب في تعثر مفاوضات هدنة غزة

مسؤول مصري يؤكد أن الوفد الأمني لبلاده يُكثف اتصالاته لاحتواء التصعيد الحالي بين حماس وإسرائيل.
الاثنين 2024/05/06
قصف تزامن مع مفاوضات حاسمة

القاهرة – أفادت قناة "القاهرة الإخبارية نقلا عن مسؤول كبير لم تذكر إسمه بأن قصف حماس لمنطقة كرم أبوسالم تسبب في تعثر مفاوضات الهدنة في قطاع غزة التي كان من المتوقع أن تُستأنف اليوم الثلاثاء في العاصمة المصرية.

لكن المسؤول شدد في الوقت نفسه على أن الوفد الأمني المصري يُكثف اتصالاته لاحتواء التصعيد الحالي بين حماس والجانب الإسرائيلي، وفق القناة المصرية.

وتعليقاً على إعلان الجيش الإسرائيلي البدء في اخلاء مناطق شرق مدينة رفح، وسط أنباء طفت عن اغلاق الجانب المصري لمعبر رفح الحدودي، أكد المصدر أن المعبر المذكور يعمل بشكل طبيعي. كما شدد على أن حركة دخول الافراد والمساعدات مستمرة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، مقتل جندي إضافي إثر الهجوم الذي نفذته حركة حماس على معبر كرم أبوسالم بين إسرائيل وقطاع غزة، ليرتفع إجمالي القتلى إلى 4 جنود.

ونشر الجيش الإسرائيلي بيانا أكد فيه مقتل الجندي الرابع، إثر الهجوم الذي شهد إطلاق قذائف، قال الجيش الإسرائيلي إنها انطلقت من رفح، جنوبي قطاع غزة، باتجاه المعبر.

وكانت كتائب عزالدين القسام، الجناح المسلح للحركة الفلسطينية (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة)، قد أكدت الأحد، أنها أطلقت صواريخ على قاعدة للجيش الإسرائيلي قرب المعبر، لكنها لم تذكر المكان الذي أُطلقت منه القذائف.

ونقلت وسائل إعلام تابعة لحماس عن مصدر مقرب من الحركة قوله، إن "المعبر التجاري لم يكن الهدف من الهجوم".

وقال مسعفون فلسطينيون إنه بعد وقت قصير من هجوم حماس، شنت إسرائيل غارة جوية في رفح، مما أسفر عن مقتل 16 شخصا من عائلتين، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأكد الجيش الإسرائيلي الضربة المضادة، قائلا إنها "أصابت المنصة التي أُطلقت منها قذائف حماس"، إضافة إلى "مبنى عسكري" قريب.

وأضاف الجيش الإسرائيلي "عمليات الإطلاق التي نفذتها حماس قرب معبر رفح.. مثال واضح على استغلال المنظمة الإرهابية المنهجي للمرافق والأماكن الإنسانية واستمرارها في استخدام السكان المدنيين في غزة دروعا بشرية".

وتنفي حماس الاتهام بأنها تستخدم المدنيين دروعا بشرية.

وتعد رفح المدينة الوحيدة في القطاع التي لم يدخلها الجنود الإسرائيليون بعد، وهي الملاذ الأخير لمئات آلاف المدنيين الذين فروا من القصف والقتال في مناطق أخرى.

وحذرت الولايات المتحدة والكثير من دول العالم، إسرائيل من شن عملية عسكرية برية في رفح، وسط مخاوف من تأثيرات قد تكون كارثية على المدنيين الذين نزحوا إلى المدينة.

ويوجد في رفح أكثر من مليون فلسطيني، فروا من مناطق أخرى في القطاع، ويعيشون في خيام مكتظة قرب الحدود المصرية.

وحذرت مصر إسرائيل مرارا من شن مثل هذه العملية، خاصة أنها تقع على مقربة كبيرة من حدودها، مشددة على رفضها "تهجير" الفلسطينيين.

وتزامنت العملية التي نفذتها كتائب القسام مع مغادرة وفد حماس القاهرة، مساء الأحد، بعد جلسة مباحثات ثانية جرت بحضور الوسيطين المصري والقطري، حول الرد الذي قدمته حركة المقاومة الفلسطينية بشأن التصورات الخاصة بإبرام صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل والتوصل لوقف إطلاق نار في غزة.

وستستمر المحادثات في قطر، دولة الوساطة الرئيسية، إلى حيث توجّه رئيس الاستخبارات الأميركية ويليام بيرنز. ووفقا لوسائل إعلام مصرية، بانتظار أن يحط في تل أبيب غدا الثلاثاء من أجل دفع جهود منع انهيار المفاوضات التي انطلقت قبل أيام في القاهرة.

وأعلن مسؤول في حماس مساء الأحد انتهاء هذا اللقاء، قائلا إن الوفد سيتوجه إلى الدوحة للتشاور مع قيادته السياسية.

من جهتها، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" القريبة من الاستخبارات المصرية عن "مصدر مطّلع" أن "وفد حركة حماس غادر القاهرة مساء الأحد للتشاور على أن يعود الثلاثاء لاستكمال المفاوضات".

وينص المقترح الذي قدمته الدول الوسيطة، قطر ومصر والولايات المتحدة، إلى حماس في نهاية أبريل، على هدنة مرتبطة بإطلاق سراح رهائن محتجزين في قطاع غزة، مقابل أسرى فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.

وأكّد مسؤول كبير في حماس مساء السبت لوكالة الصحافة الفرنسية أنّ الحركة "لن توافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقفا دائما للحرب".

وبعد توقفه في القاهرة، بحسب وسائل إعلام أميركية، غادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليلم بيرنز أيضا إلى قطر، وفق مصدر مقرب من المفاوضات.

وأضاف المصدر أنه "في غياب التقدم" خلال مناقشات القاهرة، يعتزم بيرنز عقد "اجتماع طارئ مع رئيس وزراء" قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، "من أجل مناقشة سبل استئناف المحادثات مرة أخرى".

واندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حماس في السابع من أكتوبر هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب بيانات إسرائيلية رسمية.

وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 35 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين.

وردت إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على حماس، وهي تنفذ حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب بسقوط نحو 35 قتيلا غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

ودعا "منتدى عائلات الرهائن" نتنياهو إلى "عدم الرضوخ للضغوط السياسية" والقبول باتفاق يسمح بالإفراج عن المحتجزين، متوعدين بأن "التاريخ لن يغفر لك إن فوت هذه الفرصة".