قصف متبادل بين قوات أميركية وميليشيات إيرانية بشرقي سوريا

أنباء عن توغل إسرائيلي في ريف محافظة القنيطرة جنوبيّ البلاد بتجريف بعض الأراضي الزراعية وضمها إليها عبر وضع شريط شائك.
السبت 2024/10/12
تصعيد الميليشيات ضد القوات الأميركية قد يحول سوريا إلى ساحة صراع

تل أبيض - تبادلت قوات أميركية ومجموعات مدعومة إيرانيا القصف، مساء الجمعة، في محافظة دير الزور شرقي سوريا، وسط أنباء عن توغل إسرائيلي في ريف محافظة القنيطرة جنوبيّ البلاد بتجريف بعض الأراضي الزراعية وضمها إليها عبر وضع شريط شائك.

وذكرت مصادر محلية، السبت، أن المجموعات المدعومة إيرانيا المتمركزة غرب نهر الفرات استهدفت مساء الجمعة القاعدة الأميركية في حقل كونيكو للغاز بدير الزور بهجوم صاروخي.

ولفتت إلى سماع دوي انفجارات قوية في المنطقة التي تقع فيها القاعدة الأميركية، في حين لم يعرف ما إذا كان الهجوم أسفر عن خسائر بشرية.

وردا على هذا الاستهداف، شنت القوات الأميركية قصفا بالمدفعية على مواقع تابعة للجماعات المدعومة إيرانيا في قرية "حويجة صقر" في دير الزور.

وصعدت الميليشيات الإيرانية من استهداف القواعد الأميركية في سوريا، وبشكل خاص المتمركزة في ريفي دير الزور والحسكة، بعد اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.

وخلال الأسبوع الماضي، تعرضت القاعدة الأميركية في حقل غاز كونيكو لعدة هجمات بقذائف صاروخية وطائرات مسيّرة.

وتعرضت القوات الأميركية منذ ذلك الوقت لأكثر من 150 هجوماً، لا يقل عن 36 منها استهدفت قاعدة حقل العمر، وأكثر من 40 طالت قاعدة معمل غاز كونيكو، في حين تعرضت قاعدة خراب الجير لـ20 هجوماً، وقاعدة التنف لـ17 هجوماً، وقاعدة الشدادي لـ16 هجوماً.

ومن جهة أخرى، ذكرت المصادر أن طائرة مسيرة مجهولة المصدر استهدفت سيارة تابعة للمجموعات الموالية لإيران في بلدة محكان غرب نهر الفرات.

وأضافت أن الهجوم أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 3 أخرين بجروح.

وتتعرض قواعد الجيش الأميركي في سوريا بمحافظات حمص والحسكة ودير الزور لهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة انتحارية، بين الفينة والأخرى.

وأوضح "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الاستهداف وقع في محيط المستوصف الطبي في البلدة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، إذ فرضت الميليشيات الإيرانية طوقاً أمنياً في محيط الموقع المستهدف.

وأشار المرصد إلى أنه في الأول من أكتوبر الحالي، قُتل 19 عنصراً من المليشيات المنتشرة في محافظة دير الزور منهم سبعة من الجنسية السورية، وتسعة من الجنسية العراقية، وثلاثة من مليشيات تحملُ جنسيات مختلفة غير سورية.

كما أصيب 18 آخرون جراء غارات جوية شنتها طائرات حربية على مواقع للمليشيات الإيرانية في مدينة دير الزور وريف مدينة البوكمال قرب الحدود السورية-العراقية.

وتخضع أراضي محافظة دير الزور الواقعة شرق نهر الفرات لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة فيما يقع مركز المحافظة والمناطق الريفية الأخرى تحت سيطرة نظام بشار الأسد والفصائل المدعومة من إيران.

ودخلت تلك الفصائل المتعاونة مع الجيش السوري وكذلك العشائر العربية في قتال عنيف مع القوى الكردية المدعومة من الغرب في عدد من المناطق شرق البلاد قبل حدوث تهدئة.

وتشير خريطة انتشار القوات المدعومة إيرانياً إلى وجود ما بين 28 و30 موقعاً في جنوب سوريا مع انتشار لواء عسكري يحمي المخازن الاستراتيجية الحساسة.

ونقل موقع "تجمع أحرار حوران" عن مصادر محلية جنوبي سوريا قولها إن قوة إسرائيلية مصحوبة بعربات مصفحة توغلت الجمعة، إلى داخل الأراضي السورية، وجرّفت بعض الأراضي الزراعية فيها

ووفق الموقع فإن مجموعة من عناصر جيش الإسرائيلي، برفقة عربات مصفحة مزودة برشاشات، دخلت الأراضي الزراعية قرب بلدة كودنة، بجانب تل الأحمر الغربي في ريف القنيطرة الجنوبي.

وعملت المجموعة على تجريف الأراضي الزراعية، بما فيها أشجار الزيتون، على امتداد 500 متر طولاً و1000 متر عرضاً، ثم قامت بضمها إلى الجانب الإسرائيلي عبر وضع شريط شائك.

وتمت عملية التجريف وضم الأراضي وسط صمت من قبل ضباط وعناصر قوات النظام السوري المتواجدين في المنطقة، الذين لا يبعدون سوى بعض الأمتار، دون أن يبادروا بأي تحرك يُذكر.

وذكر موقع "تلفزيون سوريا" أنه رصد في وقت سابق توغل دبابات إسرائيلية مصحوبة بآليات شرعت بشق طريق ترابي عسكري في منطقة الجولان داخل الأراضي السورية، وأفاد بأن عمليات تجريف أراض وحفر خنادق في المنطقة المحاذية للسياج الحدودي، جاءت بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان.

ووفق الموقع فإن الآليات مصحوبة بقوة عسكرية مؤلفة من ست دبابات من نوع "ميركافا" وجرافتين عسكريتين برفقة عدد من الجنود الإسرائيليين دخلوا الأراضي السورية.

وأشار إلى أن الصور الملتقطة من هناك تظهر عمل آليات الإسرائيلية على شق طريق "سوفا 53"، بحسبِ التسميةِ الإسرائيليةِ، بالإضافة إلى حفر الخنادق على طول الطريق المنشأ حديثاً.

ويبلغ عمق الخندق بين 5 أمتار إلى 7 أمتار، ووضعت عليه نقاط مراقبة بحيث تتوزع كل نقطة بمسافة تقدر بكيلومتر واحد على كامل الحدود مع وجود جنود وطرق إمداد وإخلاء عسكري. بحسب المصدر ذاته.

ويمتد الطريق بدءاً من الشمال، مقابل بلدة عين التينة وينحدر جنوباً إذ وصل العمل غربي بلدة أوفانيا في القنيطرة.

وتظهر المسافة المتوقع العمل عليها من الشمال إلى الحدود السورية الأردنية أكثر من 70 كيلومتراً بطريق متعرج كان في البداية يبعد عن حدود الأراضي المحتلة 200 متر تقريباً في حين توسّع مقابل بلدتي أوفانيا والحرية ليصل إلى أكثر من ألف متر داخل الأراضي السوريةَ.

وتعد هذه الخطوة خرقاً لاتفاق "فض الاشتباك" الموقع في 1974 بين سوريا وإسرائيل، في أعقاب "حرب تشرين/أكتوبر"، خاصة أن الطريق الجديد يقع شرقي "خط برافو" الذي حدده الاتفاق.