قصف كثيف على بيروت وسط أنباء عن استهداف قيادي في حزب الله

مقتل إحدى عشر شخصا وإصابة 63 في ضربة استهدفت مبنى سكنيا مؤلفا من ثماني طوابق بخمسة صواريخ بمنطقة البسطة.
السبت 2024/11/23
رابع هجوم في أيام

بيروت - شنت إسرائيل سلسلة غارات منذ فجر السبت على بيروت وضاحيتها الجنوبية، ما أدى إلى تدمير مبنى سكني بصورة تامة ومقتل ما لا يقل عن 11 شخصا بحسب السلطات اللبنانية، فيما تتواصل الحرب بين الدولة العبرية وحزب الله رغم الجهود الدولية المبذولة بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار.

وأفاد مصدر أمني لبناني وكالة فرانس برس بأن "قياديا كبيرا" في حزب الله الموالي لإيران تم استهدافه في الغارة الإسرائيلية التي طاولت فجر السبت حيا مكتظا في منطقة البسطة في بيروت.

وقال المصدر الذي لم يشأ كشف هويته إن "الضربة الإسرائيلية في البسطة كانت تستهدف شخصية قيادية في حزب الله"، من دون أن يؤكد إن كان المستهدف قتل أم لا.

وبدورها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن "العملية التي وقعت في وقت مبكر من صباح السبت، كان الهدف منها اغتيال محمد حيدر، القيادي البارز بحزب الله".

ونقلت عن مصدر أمني إسرائيلي -لم تسمه- قوله إن "الهدف من الهجوم على ببيروت فجر اليوم، كان محمد حيدر"، دون تأكيد مقتله.

واعتبرت تقديرات إسرائيلية بأن استهداف حيدر، يشكل "ضربة قاصمة" لعقول الحزب العسكرية والأمنية. وتمت الإشارة إليه على أنه أحد "آخر جنرالات حزب الله"، بعد تصفية قيادات الصف الأول في القيادة العسكرية والسياسية.

وتحول حيدر إلى منصب رئيس الأركان الفعلي لجماعة حزب الله بعد اغتيال رئيس الأركان السابق فؤاد شكر في يوليو الماضي.

واكتسب دور حيدر أهمية أكبر بعد اعتماد نعيم قاسم الذي تولى منصب الأمين العام للحزب عليه، حيث يعتبر قليل الخبرة في العمل العسكري.

وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، فإن حيدر هو واحد من آخر أربعة أشخاص تبقوا من هيئة الأركان العامة لحزب الله أو ما يُعرف بـ"مجلس الجهاد" بعد تصفية غالبية أعضاء المجلس خلال عمليات الاغتيال المتلاحقة التي نفذتها إسرائيل ضد قيادات ميليشيا "حزب الله".

وأشارت إلى أنه كان من الدائرة القريبة من الأمين العام السابق للحزب حسن نصرالله، لافتًة إلى أن اغتياله سيؤثر على أداء العمليات العسكرية لحزب الله، وكذلك على التواصل ما بين القيادة السياسية والقيادة العسكرية الميدانية في مناطق العمليات.

وقالت إنه "كان مسؤولاً عن جميع المشاريع العسكرية السرية التي يديرها حزب الله من خلال فيلق القدس الإيراني، وتحديدًا الوحدة 8000 المكلفة بنقل الأسلحة وتخزينها، وإنتاج قطع الصواريخ والطائرات بدون طيار، ونقل المستشارين من وإلى إيران ولبنان وسوريا".

ولحساسية منصبه، حاولت إسرائيل استهدافه في حادث استهداف طائرتين مسيرتين لمبنى مركز حزب الله الإعلامي في الضاحية الجنوبية لبيروت عام 2019، إذ كان يعمل على تطوير برنامج الدقة الصاروخية، وفق القناة الإسرائيلية.

واستيقظ سكان العاصمة اللبنانية على وقع ثلاثة انفجارات ضخمة عند الفجر، وأدت الضربات إلى تدمير مبنى سكني بالكامل في منطقة البسطة المكتظة في قلب بيروت.

وألحقت الضربة أضرارا بعدد من المباني المجاورة وهرعت سيارات إسعاف إلى موقع المبنى المستهدف الذي استحال كومة من الأنقاض في منطقة البسطة المكتظة.

وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة سقوط 11 قتيلا وإصابة 63 آخرين بجروح في أحدث حصيلة للغارة.

ويمكن رؤية حفرة ضخمة في مقاطع فيديو انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، من غير أن تتمكن فرانس برس من التثبت من صحتها.

ويواصل المسعفون رفع الانقاض بحثا عن ناجين محتملين.

وروى سمير (ستون عاما) الذي يقيم قبالة المبنى المستهدف "كنا نائمين وفجأة سمعنا دوي ثلاثة أو أربعة صواريخ. كانت الضربة قوية الى درجة اعتقدنا أن المبنى سيسقط فوق رؤوسنا".

واضاف سمير الذي لم يشأ كشف هويته الكاملة أنه "شاهد جثتين على الأرض" حين خرج من منزله مع زوجته وابنيه (ثلاثة أعوام و14 عاما)، لافتا الى أن "زوجتي وولدي بدأوا بالبكاء".

وردا على سؤال عن الضربة على منطقة البسطة، رفض الجيش الإسرائيلي الادلاء بتعليق في الوقت الحاضر.

وهذا هو رابع هجوم جوي إسرائيلي خلال أيام يستهدف منطقة في وسط بيروت، فيما شنت إسرائيل معظم هجماتها على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله. وأسفر هجوم جوي إسرائيلي اليوم الأحد على حي رأس النبع عن مقتل مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله.

وكان الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم حذر في كلمة ألقاها الأربعاء بأن الحزب سيرد على الضربات الإسرائيلية على بيروت باستهداف "وسط تل أبيب".

وكانت الوكالة أفادت في وقت سابق الجمعة وليل الجمعة السبت عن سلسلة من الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية عدة مبانٍ، اثنان منها يقعان على مشارف الضاحية الجنوبية لبيروت في منطقة الشياح التي لا تزال مكتظة بالسكان وتضم الكثير من مراكز التسوق، بعد إنذارات إخلاء إسرائيلية.

وفي جنوب لبنان، حيث تنفذ إسرائيل منذ 30 سبتمبر عمليات توغل، قتل خمسة مسعفين من الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله جراء غارتين، على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية.

كذلك استهدفت إسرائيل شرق لبنان حيث قتل مدير مستشفى دار الأمل وستة من العاملين في المؤسسة الطبية الواقعة قرب بعلبك في قصف جوي إسرائيلي على مقر إقامة المدير الواقع إلى جوار المستشفى، بحسب الوزارة.

يأتي ذلك بعد إعلان منظمة الصحة العالمية في وقت سابق الجمعة مقتل 226 عاملا صحيا في لبنان منذ 7 أكتوبر 2023، في حصيلة "مقلقة للغاية" بحسبها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أن مقاتلاته "أتمّت سلسلة من الضربات على مراكز قيادة" تابعة لحزب الله في معقله في ضاحية بيروت الجنوبية.

كما أفاد أنه أصاب "أهدافا إرهابية لحزب الله في منطقة صور" بجنوب لبنان من ضمنها "مراكز قيادة" و"منشآت لتخزين الأسلحة".

وللمرة الأولى منذ بدء عملياتها البرية، توغّلت القوات الإسرائيلية في بلدة دير ميماس على مسافة 2.5 كلم من أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل.

وتقول إسرائيل إنها تريد إبعاد حزب الله عن حدودها للسماح بعودة حوالى 60 ألف شخص نزحوا من شمال الدولة العبرية هربا من تبادل إطلاق النار اليومي الجاري مع الحزب منذ إعلانه فتح جبهة "إسناد" لغزة في الثامن من أكتوبر 2023 غداة هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل الذي شكل شرارة الحرب في القطاع.

وبعد حوالي عام من تبادل إطلاق النار عبر الحدود، دخلت إسرائيل حربا مفتوحة مع حزب الله في سبتمبر بشنها حملة غارات عنيفة على لبنان تستهدف خصوصا معاقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها، أسفرت عن مقتل أكثر من 3640 شخصا، وفق وزارة الصحة اللبنانية.

وارتفعت وتيرة الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في لبنان منذ إنهاء المبعوث الأميركي آموس هوكستين زيارته بيروت الأربعاء.

وتحدث هوكستين عن إحراز تقدم بعد اجتماعاته يومي الثلاثاء والأربعاء في بيروت قبل أن يتوجه إلى إسرائيل للاجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.