قصف صاروخي يستهدف مطار بغداد

بغداد – قال الجيش العراقي إن ثلاثة صواريخ من طراز كاتيوشا سقطت في محيط مطار بغداد الدولي، الأربعاء، دون أن يسفر ذلك عن وقوع أضرار أو إصابات.
وأكدت مصادر أمنية، أن مطار بغداد الدولي، تعرض بوقت مبكر من صباح الأربعاء، لقصف بثلاثة صواريخ كاتيوشا، وقعت على الجزء العسكري للمطار وليس المدني، فيما أطلقت صافرات الإنذار عقب القصف.
وبينت نفس المصادر أن سماء بغداد شهدت بعد عملية القصف تحليقا للطيران الأميركي بشكل مكثف لرصد مكان انطلاق الصواريخ ورصد أي تحرك للجماعات المسلحة.
وهذا الاستهداف هو الأول في محيط مطار بغداد، منذ الغارة التي شنها الأميركيون بطائرة من دون طيار في يناير وقتل فيها الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.
وقال مصدر أمني في الشرطة إن الهجوم وقع قرابة الساعة الرابعة (01.00 ت غ)ً و"استهدف مقر قوات مكافحة الإرهاب حيث تتواجد قوات أميركية".
وأكدت خلية الإعلام الأمني الرسمي في بيانها أن الهجوم لم يؤد إلى وقوع ضحايا أو أضرار مادية.
وأضافت في بيانها أنها عثرت على منصة الإطلاق مع جهاز توقيت في منطقة البكرية (تبعد حوالي سبعة كيلومترات عن الموقع) بغرب العاصمة، من دون تحديد جهة مسؤولة.
وتتهم الولايات المتحدة فصائل مسلحة متحالفة مع إيران بالمسؤولية عن سلسلة هجمات صاروخية استهدفت القواعد التي تستضيف القوات الأميركية أو وقعت بالقرب من هذه القواعد هذا العام، مع أن هذه الفصائل لم تتبن الهجمات.
وتزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران خلال العام الماضي وبلغت ذروته بقتل واشنطن للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني وأيضا أبو مهدي المهندس القيادي في فصيل عراقي شبه مسلح في ضربة بطائرة مسيرة في مطار بغداد في يناير الماضي.
وتعهدت الفصائل المسلحة المدعومة من إيران بالانتقام لمقتلهما وتكرر شن هجمات صاروخية على قواعد تستضيف القوات الأميركية. كما وقعت هجمات صاروخية بالقرب من السفارة الأميركية في بغداد وتلقى مجمع السفارة إصابة مباشرة واحدة على الأقل.
غير أن خبراء حذروا من أن يكون الهدف من هذا الهدوء هو إعادة رص صفوف المعسكرين تحضيرا لجولة جديدة من المواجهات.
وبدأت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في مارس الماضي، وضع خطة شاملة ترمي إلى تنفيذ ضربات ضد أكثر من مئة موقع بتوقيت متزامن ضد فصائل مسلحة عراقية، وخصوصاً كتائب حزب الله، الفصيل الذي تتهمه واشنطن بشن الهجمات ضد قواتها وقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وكان البرلمان العراق صوت عقب اغتيال سليماني والمهندس على انسحاب 5200 جندي أميركي من البلاد.
ومع تفشي جائحة كوفيد-19، تغيّر شكل التحالف مع مغادرة 2500 مدرب عسكري من مختلف الجنسيات العراق، من دون أجل للعودة، فيما تجمع الجنود الباقون، وغالبيتهم من الأميركيين، في عدد محدود من القواعد، اثنتان منها محميتان الآن بمنظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي التي نشرتها واشنطن مؤخرا.
وبعد هجوم الأربعاء، قال الجيش إنه عثر على قاذفة صواريخ مزودة بمؤقت في منطقة ريفية بغرب بغداد وإنه لم ترد تقارير عن وقوع أضرار أو إصابات.
يواجه العراق وباء فيروس كورونا وأزمة اقتصادية تلوح في الأفق وتهديدات أمنية متزايدة تشمل المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران وعودة تنظيم الدولة الإسلامية للظهور، بينما لا توجد حكومة في السلطة.
وكثّف تنظيم الدولة الإسلامية هذا الشهر هجماته التي شملت هجوما أدى لمقتل ما لا يقل عن عشرة من القوات شبه العسكرية في محافظة صلاح الدين بشمال البلاد، وذلك وفقا لبيانات من قوات أمنية وقوات شبه عسكرية.
ومن المقرر أن يصوت النواب العراقيون على حكومة جديدة يقدمها رئيس الوزراء المكلف مصطفى الكاظمي في وقت لاحق اليوم الأربعاء. والعراق من دون رئيس للوزراء منذ استقالة عادل عبد المهدي، الذي لا يزال يتولى مهام تصريف الأعمال، وسط احتجاجات مناهضة للحكومة في نوفمبر.