قصف إسرائيلي يستهدف منازل قيادات بارزة بحماس

غزة/القدس - صادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية (الكابينت) الإسرائيلي، الأحد، على استمرار الهجمات العسكرية على قطاع غزة.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن “الكابنيت”، الذي يضم 16 وزيرا إسرائيليا بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، صادق في ختام اجتماع استمر لأكثر من 4 ساعات على استمرار الهجمات في القطاع وفق خطة الجيش الإسرائيلي.
وأضافت أن الوزراء لم يناقشوا خلال الجلسة وقف إطلاق النار "لكن قيل لهم إنه سيتم إبلاغهم حال طرح اقتراح بالهدنة”.
والأحد، ارتفع عدد القتلى في الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 188، بينهم 55 طفلا، و33 سيدة، وإصابة 1230 بجراح مختلفة من بينهم خطيرة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وشن الطيران الإسرائيلي الأحد العشرات من الغارات على غزة وخان يونس، استهدفت عدة مبان ومنازل بينها منزلان لقيادات بحركة حماس.
وذكر بيان للجيش الإسرائيلي أنه "تم قصف منزلي يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة وشقيقه محمد السنوار رئيس الخدمات اللوجستية والقوى العاملة في الحركة، كونهما من بين الأهداف التي تعتبر بنية تحتية عسكرية لمنظمة حماس الإرهابية". ونشر الجيش عبر تويتر مقطع فيديو يظهر مبنى محطما تعلوه سحابة من الغبار.
وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عبر حسابه على موقع تويتر، إن طائرات شنت غارات على مواقع إنتاج وتخزين أسلحة، بعضها تم تخزينها في منازل نشطاء ينتمون إلى القوة البحرية والجوية لحماس. كما جرى استهداف خلايا لمطلقي القذائف المضادة للدروع والوحدات الهجومية لأنظمة السايبر.
ومن منازل ومقار كبار القادة التي استهدفت مكتب سماح سراجي رئيس التخطيط والتطوير في المكتب السياسي لحماس، ومنزل يوسف عبدالوهاب قائد كتيبة الزيتون في مدينة غزة، ومنزل أحمد عبدالعال في رفح المسؤول عن التهريب وعن الملف الاستخباراتي العسكري.
وأوضح أدرعي أنه في إطار الغارة التي استهدفت "المترو" التابع لحماس في المرحلة الثانية، "تم استهداف ثلاثة أهداف بواسطة أكثر من 100 ذخيرة موجهة بدقة".
وأضاف "خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، تم استهداف والقضاء على حوالي 40 من منصات الصواريخ الموجهة مباشرة إلى إسرائيل، وأيضا العشرات من الخلايا من مطلقيها".
وقال مسؤولو صحة إن ما لا يقل عن أربعة فلسطينيين لقوا حتفهم في غارات جوية إسرائيلية عبر القطاع الساحلي، وأُصيب كثيرون مع هدير أصوات القصف العنيف طوال الليل.
وهرع الإسرائيليون إلى الملاجئ لدى انطلاق صفارات الإنذار من إطلاق صواريخ قادمة في اتجاه تل أبيب وضواحيها. وقال مسعفون إن نحو عشرة أشخاص أُصيبوا أثناء اندفاعهم نحو الملاجئ.
ويعمل مبعوثون من الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومصر على إعادة الهدوء، لكن لم تظهر بعد أي بوادر لإحراز تقدم. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق الأحد لبحث أسوأ اندلاع للعنف الإسرائيلي الفلسطيني منذ سنوات.
وأصرت إسرائيل وحماس على أنهما ستواصلان القصف عبر الحدود، وذلك بعد يوم واحد على تدمير إسرائيل مبنى مؤلفا من 12 طابقا في مدينة غزة، يضم مكاتب وكالة أسوشيتد برس الأميركية وقناة الجزيرة القطرية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مبنى الجلاء هدف عسكري مشروع لأنه يضم مكاتب عسكرية لحركة حماس، وإنه وجه تحذيرات للمدنيين للخروج من المبنى قبل الهجوم.
وأدانت أسوشيتد برس الهجوم وطلبت من الإسرائيليين تقديم أدلة.
وقالت الوكالة إن "مكتب أسوشيتد برس موجود في هذا المبنى منذ 15 عاما. وليس لدينا أي مؤشر على أن حماس كانت في المبنى أو أنها نشطة فيه".
وأطلقت حماس صواريخ على تل أبيب وبلدات في جنوب إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح الأحد، فيما وصفته بأنه رد على تدمير إسرائيل لمبنى الجلاء.
وقال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في ساعة متأخرة من مساء السبت، "ما زلنا في وسط هذه العملية ولم تنته بعد وستستمر هذه العملية ما دامت تقتضي الضرورة".
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن السبت خلال محادثة هاتفية مع نتنياهو عن "قلقه البالغ" إزاء تصاعد أعمال العنف في إسرائيل وقطاع غزة، كما أكّد خلال محادثة مماثلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ضرورة أن توقف حركة حماس إطلاق الصواريخ على الدولة العبرية.
وطالت الغارات "محيط شركة جوال الجلاء ومحيط منطقة أنصار ومحيط ملعب فلسطين وشارع بالميرا، إضافة إلى استهداف منازل دون إنذار، ما تسبب في وقوع ضحايا".
وكانت إسرائيل نشرت قائمة بأسماء قادة حماس الذين قتلوا في الغارات على قطاع غزة، ومن بينهم قائد لواء مدينة غزة وقائد منظومة السايبر وتدقيق الصواريخ التابعة لحماس، بالإضافة إلى قائد منظومة الإنتاج في الحركة.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية السبت شارعا به مبان دبلوماسية بغزة، ومنزل في رفح ما أسفر عن سقوط إصابات، كما تم استهداف منزلين دون سابق إنذار في منطقة الشيخ عجلين.
وأشارت مصادر إعلامية إلى "استهداف شقتين بشكل مباشر في شارع 10 جنوب حي الزيتون وسقوط عدد من الإصابات، واستهداف منزلين بشكل مباشر في شارع الوحدة مقابل مخبز الشنطي وسط مدينة غزة وسقوط قتلى وإصابات".
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، فقد دار اشتباك مسلح بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية قرب مخيم قلنديا شمال القدس.
وفي أعقاب ذلك، قصف الطيران الإسرائيلي مجددا مواقع متفرقة في قطاع غزة.
وبدأت العملية الإسرائيلية، وهي الأكبر منذ 2014، ردا على صواريخ أطلقتها حركة حماس على إسرائيل "تضامنا" مع المئات من الفلسطينيين الذين أصيبوا في صدامات مع الشرطة الإسرائيلية في القدس الشرقية وداخل المسجد الأقصى.