قصف إسرائيلي لقطاع غزة مع اقتحامات باحات الأقصى

إسرائيل ترد على إطلاق صاروخ من القطاع بضربة جوية استهدفت موقعا لتصنيع الأسلحة، فيما تواصل قواتها اقتحام ساحات المسجد الأقصى لتأمين الحراسة للمستوطنين.
الثلاثاء 2022/04/19
التوتر في القدس يزيد من التصعيد على قطاع غزة

غزة (الأراضي الفلسطينية) - شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية في وقت مبكر الثلاثاء على قطاع غزة، ردا على إطلاق صاروخ من القطاع باتجاه إسرائيل، التي اقتحمت قواتها لليوم الثالث على التوالي ساحات المسجد الأقصى، من أجل تأمين الحراسة لاقتحامات المستوطنين لساحات الحرم القدسي الشريف، بمناسبة عيد الفصح اليهودي.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية مناطق في جنوب قطاع غزة، حيث دمرت ورشة لتصنيع وسائل قتالية تابعة لحماس، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.

وجاءت الغارات الإسرائيلية، والتي استهدفت موقعا أمنيا في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بعد ساعات على إعلان الجيش الإسرائيلي أن منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي اعترضت صاروخا أُطلق مساء الاثنين من قطاع غزة باتجاه الدولة العبرية.

وأعلنت كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحماس أن دفاعاتها الجوية تصدت للطائرات الإسرائيلية. وقالت في بيان صحافي إن "دفاعاتها الجوية تصدت في تمام الساعة 01:35 من فجر اليوم (الثلاثاء) للطيران الحربي الصهيوني المعادي في سماء قطاع غزة بصواريخ أرض - جو".

واعتبر المتحدث باسم حركة حماس في غزة حازم قاسم في بيان صحافي أن "القصف الصهيوني لبعض المواقع الفارغة محاولة فاشلة لمنع شعبنا الفلسطيني من الدفاع عن مدينة القدس والمسجد الأقصى".

وتابع "تستمر المواجهة التي هي حق طبيعي لشعبنا ومقاومته مع الاحتلال الغاصب على كل محاور الاشتباك في القدس وغزة والضفة والداخل المحتل".

وخاض قطاع غزة منذ عام 2008 أربع حروب دامية مع إسرائيل، كان آخرها في مايو 2021 حين أشعلت توترات حول المسجد الأقصى نزاعا مسلحا بين الجانبين استمر 11 يوما، وأسفر عن مقتل نحو 266 فلسطينيا بينهم 66 طفلا، بينما قُتل في الجانب الإسرائيلي 14 شخصا بينهم طفل وفتاة وجندي.

وتوصلت إسرائيل وحماس في العشرين من مايو بوساطة مصرية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد تلك المواجهة العسكرية العنيفة.  

ويأتي هذا القصف مع تواصل التوتر في القدس، بعد أن اقتحمت قوات إسرائيلية صباح الثلاثاء المسجد الأقصى لتأمين زيارات جماعية لإسرائيليين، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وذكرت الوكالة أن "قوات الاحتلال اقتحمت بأعداد كبيرة المسجد الأقصى، في محاولة لإخراج المصلين من باحاته تهيئة لاقتحامات المستوطنين الاستفزازية".

وتتزامن اقتحامات الأسبوع الجاري مع عيد الفصح اليهودي الذي بدأ مساء الجمعة الماضي ويستمر حتى الخميس، ودعت جماعات استيطانية إلى تكثيف الاقتحامات خلال فترة هذا العيد.

ويدافع الجانب الإسرائيلي عن مثل هذه الزيارات، ويقول إنه يُسمح منذ سنوات "لليهود بزيارة جبل الهيكل خلال عيد الفصح بساعات محددة وبمجموعات صغيرة. وإلى جانب هذه الزيارات، يتمتع المصلون المسلمون بحرية عبادة كاملة في الحرم الشريف وفي المسجد الأقصى، كما كان دائما".

ويشهد الموقع منذ الجمعة مواجهات بين فلسطينيين يرشقون الحجارة والشرطة الإسرائيلية، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان حوادث العنف التي تسببت في إشعال حرب غزة قبل نحو عام.

ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بالتعدي على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان. وتقول إسرائيل إن محتجين فلسطينيين يسعون إلى تعطيل صلاة المسلمين من أجل أهداف سياسية، ولمنع زيارات اليهود الذين يحتفلون حاليا بعيد الفصح.

وتعقّد التوترات علاقات إسرائيل الأمنية مع المملكة الأردنية التي تتولى الوصاية على المسجد الأقصى ويمثل الفلسطينيون غالبية سكانها.

وقالت عمان إن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن سياسة إسرائيل في المسجد الأقصى من شأنها تقويض فرص تحقيق السلام مع الفلسطينيين. واستدعى الأردن أيضا القائم بأعمال سفير إسرائيل لتقديم "رسالة احتجاج وتحذير ومطالبة فورية بوقف الانتهاكات للمسجد الأقصى".

وفي تصعيد للخطاب قال رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة أمام البرلمان "لا بد لي أن أحيي كل فلسطيني وكلا من موظفي الأوقاف الإسلامية الأردنية الواقفين بشموخ مثل المآذن طولى، والمطلقين حجارة وابلا سجيلا على كل المتصهينين المدنسين بحماية حكومة الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى".

وقالت الشرطة الإسرائيلية إن عدة ركاب أصيبوا بجروح عندما رشق فلسطينيون بالحجارة حافلات إسرائيلية، كانت في طريقها إلى البلدة القديمة بالقدس. وأضافت أن متظاهري الأقصى يكدسون الحجارة لمهاجمة الزائرين اليهود والشرطة.

وذكر مسعفون أن 152 فلسطينيا على الأقل وثمانية من رجال الشرطة أصيبوا في محيط المسجد الأقصى خلال مواجهات الجمعة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في بيان مصور صدر بعد تصريحات الخصاونة التلفزيونية "أنظر بخطورة إلى التصريحات التي تتهمنا بالعنف الذي يوجه ضدنا، وهناك من يشجع على رشق الحجارة وممارسة العنف ضدنا. لا نقبل بهذا".

وأضاف "هذا يشكل جائزة بالنسبة للمحرضين، وعلى رأسهم حماس، الذين يحاولون إشعال فتيل العنف في القدس".

وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن المسؤولين الأميركيين أجروا اتصالات هاتفية مع الإسرائيليين والفلسطينيين وممثلين عرب في مطلع الأسبوع، في مسعى للحيلولة دون تصعيد التوتر في القدس.