قصف إسرائيلي على قلب بيروت يستهدف هيئة صحية لحزب الله

الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على خمسة عشر من مقاتلي حزب الله الذي يؤكد التصدي إلى محاولة تقدمه عند منطقة بوابة فاطمة الحدودية.
الخميس 2024/10/03
غارات إسرائيلية بطائرات وبوارج حربية من البحر

القدس - أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل 15 من مقاتلي جماعة حزب الله في جنوب لبنان اليوم الخميس وقصف بيروت بعد أن تكبدت قواته أكبر خسارة في يوم واحد على جبهة لبنان خلال عام من الاشتباكات مع الجماعة المدعومة من إيران.

وقالت إسرائيل إنها قتلت عناصر حزب الله في ضربة على مبنى بلدية بيت جبيل في جنوب لبنان حيث كانوا يديرون عمليات.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الخميس بأن الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، تعرّضت ليل الأربعاء الخميس لـ"17 غارة" إسرائيلية طالت أحياء مختلفة فيها، موضحة أنها تمّت "بطائرات حربية" و"بوارج حربية من البحر".

وقالت الوكالة إن الغارة التي استهدفت "مركزا للهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله" في محلة الباشورة في غرب بيروت أسفرت عن ستة قتلى وسبعة جرحى، بحسب وزارة الصحة. لكن الهيئة الصحية الإسلامية نعت في وقت لاحق سبعة من مسعفيها قالت إنهم قتلوا في الغارة الإسرائيلية.

وقالت إسرائيل إنها نفذت ضربة جوية دقيقة على بيروت. وذكر شهود من رويترز أنهم سمعوا دوي انفجار هائل. وقال مصدر أمني إن الانفجار استهدف مبنى في منطقة الباشورة بوسط بيروت قرب البرلمان مما يجعل منه الهجوم الإسرائيلي الأقرب لقلب العاصمة اللبنانية.

وذكر مسؤولو صحة لبنانيون أن ستة أشخاص على الأقل قُتلوا وأُصيب سبعة آخرون. وأظهرت صورة متداولة على مجموعات بتطبيق واتساب، لم يتسن لرويترز التحقق منها، مبنى وقد لحقت به أضرار شديدة فيما تشتعل النيران بطابقه الأول.

وقالت جماعة حزب الله في بيان إنها تصدت اليوم الخميس لمحاولة تقدم للقوات الإسرائيلية عند منطقة بوابة فاطمة الحدودية.

وجاء في البيان "تصدى مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة (10:15) من صباح يوم الخميس 3-10-2024 لمحاولة تقدم لقوات العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة بقذائف المدفعية".

وقالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت على منصة إكس اليوم الخميس "ليلة أخرى بلا نوم في بيروت. أحصي الانفجارات التي تهز المدينة. لا توجد صفارات إنذار. لا نعرف ما يخبئه المستقبل. كل ما ينتظرنا هو حالة من الغموض. القلق والخوف حاضران في كل مكان".

وبعد يوم من الهجوم الذي شنته إيران بأكثر من 180 صاروخا على إسرائيل، قالت إسرائيل الأربعاء إن ثمانية جنود قُتلوا في معارك برية في جنوب لبنان.

وقالت إيران الأربعاء إن وابل الصواريخ، وهو أكبر هجوم لها على إسرائيل، انتهى إلا إذا وقعت المزيد من الاستفزازات لكن إسرائيل والولايات المتحدة توعدتا برد قاس.

ودعا الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى بذل جهود حثيثة لوقف "العدوان" الإسرائيلي على لبنان، وقال إن السلام لن يحل في الشرق الأوسط إلا بإقامة دولة فلسطينية.

وأضاف في قمة حوار التعاون الآسيوي أن ما يحدث في المنطقة هو "إبادة جماعية"، وأن قطر حذرت دائما من "إفلات إسرائيل من العقاب".

وفي كلمة خلال القمة، حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من مغبة "الصمت" في مواجهة "الحروب التي تشعلها" إسرائيل.

وقال "أي نوع من الهجوم العسكري أو العمل الإرهابي أو تجاوز خطوطنا الحمراء سيقابل برد حاسم من قواتنا المسلحة".

ودعا بزشكيان، خلال لقائه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى وحدة الدول الإسلامية ضد العدوان الإسرائيلي في الشرق الأوسط.

وذكر مسؤولون أمنيون لبنانيون أن ثلاثة صواريخ أصابت أيضا الضاحية الجنوبية لبيروت حيث قُتل أمين عام جماعة حزب الله حسن نصر الله الأسبوع الماضي، وسُمع دوي انفجارات قوية.

وجه مقتل نصرالله ضربة قوية لجماعة حزب الله، التي أصبحت في عهده أكثر جماعة تتمتع بنفوذ عسكري وسياسي في لبنان، كما قضى على أهم حليف لإيران في المنطقة.

وشن حزب الله وحلفاء إيران الآخرون في المنطقة، وهم جماعة الحوثي في اليمن وفصائل مسلحة في العراق، هجمات في المنطقة دعما لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في حربها مع إسرائيل في قطاع غزة.

ويطلق الحوثيون صواريخ وطائرات مسيرة ملغومة وزوارق مفخخة على سفن تجارية لها صلة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا منذ العام الماضي مما تسبب في تعطيل حركة التجارة العالمية.

وقالوا اليوم الخميس إنهم هاجموا تل أبيب العاصمة التجارية لإسرائيل بطائرات مسيرة.

وقال يحيى سريع المتحدث العسكري للجماعة إن "العملية... حققت أهدافها بنجاح بوصول المسيرات دون أن يرصدها العدو أو يسقطها".

وقالت إسرائيل إنها اعترضت هدفا جويا مريبا في منطقة وسط إسرائيل في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس.

ودعت القوات الإسرائيلية سكان القرى اللبنانية الذين أخلوا منازلهم لعدم العودة حتى إشعار آخر.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي اليوم الخميس على منصة إكس "غارات الجيش الإسرائيلي مستمرة".

وتشير إحصاءات للحكومة اللبنانية إلى أن نحو 1900 قتلوا وأصيب أكثر من تسعة آلاف آخرين في لبنان خلال عام تقريبا من تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود بالتوازي مع حرب غزة. وسقط معظمهم خلال الأسبوعين الماضيين.

وقال نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان إن نحو 1.2 مليون لبناني نزحوا بسبب هجمات إسرائيل.

ولجأ أكثر من 300 من النازحين إلى ملهى ليلي في بيروت، كان معروفا باستضافة الحفلات الصاخبة، واستخدم الموظفون قوائم الضيوف لتسجيل أسماء النازحين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن وحدات مشاة ومدرعات انضمت إلى عملياته البرية في لبنان أمس الأربعاء، وسط تصاعد المخاوف من اندلاع صراع أوسع في منطقة الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني وتوعد إسرائيل بالرد عليه.

ويشير انضمام وحدات من المشاة والمدرعات من الفرقة 36، بما في ذلك لواء جولاني واللواء المدرع 188 ولواء المشاة السادس، إلى أن العملية ربما تتجاوز التحركات المحدودة للقوات الخاصة.

وأعلنت دول غربية خطط طوارئ لإجلاء مواطنيها من لبنان بعد التصعيد الكبير يوم الثلاثاء، لكن لم تبدأ أي منها عملية إجلاء عسكري واسعة النطاق حتى الآن، واستأجرت بعضها طائرات مع بقاء مطار بيروت مفتوحا.