قصص وأحداث واقعية في مهرجان سينما فلسطيني بالإمارات

أبوظبي – بينما تنوع المهرجانات السينمائية في مختلف بقاع العالم اختياراتها للأفلام المعروضة بين الوثائقية والروائية وغير ذلك، يمضي مهرجان سينمائي فلسطيني -مقره الإمارات العربية المتحدة- في عرض أفلام عن قصص وحكايات واقعية، ليرسم لنفسه هوية فنية تتضح معالمها عاما تلو آخر.
وسيحيي مهرجان “ريل فلسطين” (Reel Palestine)، دورته الثامنة من الثامن والعشرين من يناير الجاري إلى السادس من فبراير القادم، بعرض مجموعة من الأفلام التي تركز على القصص الفلسطينية، والتي تعرض في سينما عقيل.
ومن بين الأفلام الطويلة المشاركة في المهرجان: فيلم “الغريب” للمخرج أمير فخرالدين من الجولان، وفيلم “يافا أم الغريب” للمخرج الفلسطيني رائد دذدار، وفيلم “في انتظار غزة” للمخرج غيوم كوزاكويز، وفيلم “كما أريد” للمخرجة الفلسطينية سماهر القاضي، وفيلم “فرحة” للأردنية دارين سلام، وفيلم “فلسطين الصغرى” للفلسطيني عبدالله الخطيب.
كما سيخصص المهرجان مساحة لعرض عدد من الأفلام القصيرة من بينها فيلم “القفزة” للمخرجة الفلسطينية شروق حرب، وفيلم “سري مري” للفلسطيني لؤي عواد، وفيلم “غزة: مسرحية قبل القصف” للمخرج الأميركي روجر هيل.
☚ مهرجان "ريل فلسطين" يسعى عبر أفلامه لتقديم رواية "سينمائية واقعية"، وبعيدة عن السياسة، عما يحصل في فلسطين
وسيعتمد المهرجان في دورته الثامنة كما في دوراته السابقة على تيمة واحدة؛ إذ يسعى عبر أفلامه لتقديم رواية “سينمائية واقعية” عما يحصل في فلسطين، وهي رواية بعيدة عن السياسة تبرز القصص الإنسانية والاجتماعية، في محاولة لدعم القوة الناعمة المدافعة عن القضية الفلسطينية.
وتجمع قائمة الأفلام المشاركة بين أفلام صوّرت داخل فلسطين وأخرى أنجزت خارجها، بهدف توضيح كيف يمكن للأشخاص الذين تمركزوا بعيدًا عن أرض أجدادهم أن يحلموا بهوية من خلال بناء مشهد عقلي لمتابعة الشعور بالانتماء من خلال تقاليد الفن والأفلام والتراث؟
وتركز أفلام الفلسطينيين في الشتات على “تجربة الهوية المجزأة التي يتم اكتشافها وسط معركة معقدة هي تجربة سريالية يمكن أن يخوضها العديد من الناس، فلسطينيين أو غير فلسطينيين”.
ومن المقرر أن يفتتح المهرجان بعرض الفيلم الروائي “صالون هدى” للمخرج الفلسطيني هاني أبوأسعد، كما سيعرض الفيلم ثلاث مرات.
وكان الفيلم مؤخرًا قد عرض لأول مرة عربيا في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي.
فيلم “صالون هدى” مأخوذ عن أحداث حقيقية، ويتعمق في مفاهيم الولاء والخيانة والحرية، من خلال أحداث تدور في محل لتصفيف الشعر في “بيت لحم”، تمتلكه سيدة تدعى هدى، وتتردد أم شابة تدعى ريم على المحل بصورة دورية لتغيير قَصة شعرها؛ تنقلب الأمور رأسًا على عقب حين يتم تصويرها في مواضع مخلة بسبب هدى التي تحاول ابتزازها لتقوم بما هو ضد مبادئها، فيتعين على ريم أن تختار بين شرفها وخيانة بلدها.
ونال الفيلم خلال عرضه العالمي الأول في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي العديد من الإشادات النقدية إذ كتب دان ميكا عبر موقع “ذا فيلم ستايج” أن “صالون هدى يُعيد أفلام غموض هوليوود من الأربعينات إلى الحياة، إذ تذكرنا الوتيرة السريعة والأسلوب البسيط بأفلام هيتشكوك”.
وهاني أبوأسعد هو سيناريست ومخرج فلسطيني، من أشهر وأهم المخرجين المعاصرين، تضم قائمة أعماله أفلاما حقّقت نجاحا دوليا استثنائيا، حيث رشّح فيلم “الجنة الآن” (2005) لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي وفاز في العام ذاته بالغولدن غلوب، كما رشّح فيلم “عمر” (2013) أيضا للأوسكار كأفضل فيلم أجنبي، وفي 2017 أخرج أول أفلامه في هوليوود وهو “الجبل بيننا” من بطولة النجمة كيت ونسليت وإدريس ألبا، ويُعد فيلم “صالون هدى” أحدث أعماله.
يذكر أن مهرجان “ريل فلسطين” السينمائي الإماراتي هو مهرجان سنوي يعرض سلسلة من أحدث الأفلام الفلسطينية المستقلة وغير التجارية بالإمارات في معرض 421 بأبوظبي وسينما عقيل وهي منصة سينمائية مستقلة تهدف إلى أن تزيد المعرفة والاهتمام بفن السينما. وبالإضافة إلى السينما يقيم المهرجان سوقا للترويج للحرف التقليدية الفلسطينية ومختلف الفنون والحرف اليدوية.