قصص النساء على رف الكتب

الكاتب اليمني وجدي الأهدل يواصل مشروعه السردي المميز في روايته الجديدة "السماء تدخن السجائر".
الأحد 2023/11/05
لوحة للفنان زهير حسيب

تضم مجموعة “شجرة الكينا تخون أيضا” للقاصة الكردية السورية ماريا عباس خمس عشرة قصة قصيرة، وهي تأتي كصرخة فنية تلامس واقع المرأة في وطنها، حيث يتجلى فيها صدى أصوات نسائية خافتة، تراودنا بقوة وجبروت في هامش حياة تتخللها التناقضات والمآسي.

تحمل مجموعة قصص ماريا عباس قصائد من الألم والصمود، حيث تسعى الكاتبة لمداواة جروح الحرب في الأرواح، وجروح العنف والقمع والاضطهاد في بلادها التي لا تزال تعيش في ظل صراعات مستمرة. تنقلنا الكاتبة في رحلة استكشاف مؤثرة لمعاناة النساء والفتيات، سواء في ميدان الحب والزواج، أو التعليم والعمل، وحتى في ظروف النزوح واللجوء.

تكتب عباس بصدق وعمق عن قضايا تهم بنات جلدتها، وتراها تعكس في قصصها حساسيتها للتحولات الاجتماعية والثقافية الحاصلة، وتسلط الضوء على تأثيرات ه

f

ذه التحولات على حياة النساء.

تشكل هذه المجموعة، الصادرة حديثا عن منشورات رامينا في لندن، خطوة فنية مهمة من قبل الكاتبة لفهم أعماق المرأة ومشاكلها، وتعكس التزام الكاتبة بإثراء المشهد الأدبي بقصص تحمل رسائل اجتماعية قوية.

التواطؤ مع الموت

يواصل الكاتب اليمني وجدي الأهدل مشروعه السردي المميز في روايته الجديدة “السماء تدخن السجائر” الصادرة عن دار هاشيت أنطوان/ نوفل.

لا تحدث الحرب شيئا سوى أنها تنكأ ما كان متصدعا قبل حصولها. وتبعث ندوبا متجذرة. ظافر، بطل الرواية، هو أقرب إلى شخصية رمزية معاصرة تتقاطع يومياتها مع تحولات اليمن، ما قبل الحرب وخلالها، والهجرات الجغرافية والأبدية التي تفرضها على الناس. نتابعه في يومياته وفي تنقلاته التي تشبه جولات متواصلة في البحث عما هو غائب. عما لا نعرف له وجها أو شكلا.

مع هذا لا نجاة إلا بالحب، أو هكذا يخيل إلى شخوص الرواية. عبير ونبات وناجية وكفاية وسلمى وأشجان… وغيرهن من النساء اللواتي يظهرن في حياة ظافر ويعبرن بها، لسن نساء فحسب، بقدر ما يحفزن ويشحن محاولاته لشق كوة في هذا الغياب.

أثناء ذلك، تتفرج السماء. تنظر ولا ترسل المعجزات، بل تنفث سجائرها على الأحياء في الأسفل، حيث الحرب والمعارك لا تتوقف، وحيث التواطؤ الاضطراري مع الموت يصبح السبيل الوحيد للنجاة.

d

قصة لكل صورة

قصص مجموعة “الواو” للكاتب والناقد المغربي محمد اشويكة مستوحاة من صور فوتوغرافية قام بالتقاطها عدد من الفنانين. ثمان وعشرون قصة مستوحاة من ثمان وعشرين صورة لثمانية وعشرين فنانا، ذكرهم الكاتب جميعهم في فهرس كتابه.

فكرة مبهرة أن يتم بناء قول أدبي وعوالم أدبية على صورة، وكأنه نوع من استنطاقها، وفي الوقت نفسه تقديم انطباع، أو مقترح لما يمكن أن تكون هذه الصورة أو تلك خلفته في وعي المتفرج، وفي كلتا الحالتين فالأمر محفوف بصعوبة ما.

قد أفاد اشويكة من أنه باحث سينمائي في قصه، إذ ساعدته خبرته في الاشتغال على الصورة واللون وما يتركه ذلك من أثر في المشاهد، وهذا ما جعله يتمكن من كتابة هذا العدد الكبير من القصص المستوحاة من صور التقطتها عيون فنانين آخرين.

المجموعة الصادرة حديثا عن “منشورات المتوسط  – إيطاليا”، ليست قصصا تتناسب مع تعريف القصة الذي يتبادر إلى الذهن فورا لدى سماع الكلمة، إنما يمكن القول إنها اقتفاء الأثر الذي تركته صورة ما في وعي الكاتب

11