قصص أميركا اللاتينية كما ترويها نساؤها

الروائية الإكوادورية ماريا فيرناندا أمبويرو تعتبر أن مواضيع العنف والخوف والضحايا هي مواضيع مشتركة بين النساء في أميركا اللاتينية.
الثلاثاء 2021/11/30
روائيات أميركا اللاتينية يخرجن من شرنقتهنّ

غوادالاخارا (المكسيك) – تخرج النساء في المكسيك والأرجنتين والبيرو وتشيلي من الظل في عالم الأدب الذي يهيمن عليه الكتّاب الرجال، من خلال فعاليات المعرض الدولي للكتاب في غوادالاخارا اعتبارا من السبت.

ويُتوقّع حضور المئات من العاملين في قطاع الكتابة إلى المعرض المستمرّ حتى الخامس من ديسمبر، والأهمّ في مجال بيع وشراء حقوق النشر، بعد معرض الكتاب في فرانكفورت. وتكرّم هذه النسخة من المعرض دولة البيرو.

تقول مديرة المعرض ماريسول شولز “لدينا دور نشر من 48 بلدا مختلفا، من أميركا اللاتينية وأوروبا وتايوان وكوريا الجنوبية”، مضيفة أن غوادالاخارا تتوقع 225 ألف زائر للمعرض طوال تسعة أيام، مقابل 828 ألف زائر عام 2019، بسبب القيود الصحية التي منعت قيام المعرض عام 2020.

وسيكرّم المعرض الكاتبة من الأوروغواي فيرناندا ترياس بجائزة “سور خوانان إينيس دي لا كروز” لروايتها “موغري روسا”.

لطالما كتبت النساء تاريخ المنطقة ولم تبرز مؤلفاتهنّ أمام تلك العائدة إلى كتّاب معروفين من قارة أميركا اللاتينية

وتعيد ترياس رسم مدينة بوينس آيرس من ذكرياتها، دامجة الخيال بالسيرة الذاتية، ملتقية بـ”أناس انتُزعوا من جذورهم ويشكّل لهم اجتياح أرض جديدة ومجموعة أصدقاء، شرطين للعيش”.

وتجسّد فيرناندا ترياس حضور الكاتبات النساء تدريجيا في أدب أميركا اللاتينية، إلى جانب ستّ كاتبات أخريات هنّ كلاوديا بينيرو (الأرجنتين) وأليخاندرا كوستماغنا (تشيلي) وماريا فيرناندا أمبويرو (الإكوادور) وكارينا باشيكو (البيرو) وجميلة ريبيرو (البرازيل) وغودالوبي نيتيل (المكسيك).

ولطالما كتبت النساء ولم تبرز مؤلفاتهنّ أمام تلك العائدة إلى كتّاب معروفين من قارة أميركا اللاتينية مثل غابرييل غارسيا ماركيز وماريو فارغاس يوسا وأوكتافيو باث وبابلو نيرودا.

ويكرّم عرض ضمن معرض الكتاب الدولي في غوادالاخارا الروائيات البيروفيات اللواتي نشرن كتبا في ليما خلال أحداث تسعينات القرن العشرين، بما عانينه من إرهاب، حيث أمر فوجيموري بارتكاب مجزرتين على يد فرقة موت في 1991 – 1992 وعملية خطف في سفارة اليابان عام 1997. ولم تنل هؤلاء الكاتبات شهرة فارغاس يوسا الذي انتُخب قبل أيام عضوا في الأكاديمية الفرنسية.

وقالت وزيرة الثقافة البيروفية جيزيلا أورتيز بيريا إن النساء في الأدب “كنّ طويلا غير معروفات” مثلما هي الحال في العديد من أنشطة التعبير الثقافي، ورحّبت ببدء اعتماد “سردية نسوية”، مضيفة “إنها مساحة بدأت بالتفتّح”.

وتلجأ كلّ من نيتيل وترياس وكوستماغنا وباشيكو إلى خدمات وكالة “ايدينت ليتراري”، وهي وكالة أدبية في نيويورك تمثل كتّابا ناطقين بالإسبانية والإنجليزية والبرتغالية في العالم أجمع.

ومن حيث المحتوى، قد يفسّر نجاح الكاتبات حاليا بأن القرّاء يهتمّون أكثر “بالأقليات والقصص الأكثر حميمية”، بحسب الكاتبة المكسيكية غودالوبي نيتيل.

المعرض سيكرم الكاتبة من الأوروغواي فيرناندا ترياس بجائزة "سور خوانان إينيس دي لا كروز" لروايتها "موغري روسا"

ولفتت إلى أن “النساء لطالما كنّ راويات الحياة اليومية، والحياة الداخلية”، علما أن روايتها “الجسد الذي ولدت فيه” تغوص في تفاصيل الحياة في كنف عائلة.

وتعتبر الروائية الإكوادورية ماريا فيرناندا أمبويرو، التي تسكن مدريد حاليا، أن مواضيع العنف والخوف والضحايا هي مواضيع مشتركة بين النساء في أميركا اللاتينية.

وتؤكّد ترياس أن إزالة الغموض عن موضوع الأمومة ومواجهة “أشكال العنف المختلفة التي تعاني منها أجساد النساء” هو موضوع “لا مفر منه لأنه بصمة منذ الولادة”.

أمّا الفيلسوفة البرازيلية جميلة ريبيرو، فكتاباتها تندرج ضمن “الكفاحات التقاطعية”. وترفض بعض الكاتبات وصف الإعلام نجاح الروائيات من أميركا اللاتينية حاليا بالـ”طفرة”، لأنه مفهوم “تجاري”، حسبما تعتقد الروائية الأرجنتينية كلاوديا بينيرو.

وتفضّل الكاتبة التشيلية أليخاندرا كوستماغنا وصف الوضع الحالي بـ”لحظة تاريخية”، بعد كفاح طويل من أجل الاعتراف بأصوات النساء.

وتشيد الكاتبة البيروفية كارينا باشيكو “بالتحرير الرائع لأصوات” النساء، ما يلغي الحكم المسبق على النساء بأنّهنّ “لا يستطعن أن يكتبن جيدا كالرجل”. وتضيف “أنا متأكّدة من أن للنساء قصصا مثيرة للاهتمام ليقلنها بعد قرون من إسكاتهنّ، وأنا أريد أن أصغي لهنّ”.

13