قصة بيت هندي قديم وبطل منتقم

أبوظبي - ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب تم إطلاق الترجمة العربية لرواية “نالوكيت”، وهي رواية كلاسيكية نشرت عام 1958 في اللغة الملبارية الهندية من تأليف الكاتب الهندي إم تي فاسوديفان ناير.
وحضر حفل إطلاق الرواية، التي ترجمها كل من مصطفى محمد الوافي وأنس الوافي، جمع من الكتاب والأدباء الخليجيين، حيث قام الأديب الإماراتي ناصر الظاهري بإطلاق الكتاب بتسليم نسخة منه إلى الكاتب الهندي شاه جهان مادمبات.
كلمة “نالوكيت” تعني ذاك البيت القديم الهندي العريق الذي يخفي في طياته حكايات طويلة عريضة عن الحياة الاجتماعية والدينية والحضارية في ولاية كيرالا الهندية لفترة طويلة، والرواية بالإضافة إلى ما فيها من تاريخ للحياة الاجتماعية، فيها لغة وخيال محبوكان بعناية، فيما تخوض أحداثها حول الحبّ والبطولة والمغامرة. وقد تمت ترجمتها إلى معظم اللغات الهندية وإلى اللغة الإنكليزية أيضا.
ومن خصائص أعمال إم تي فاسوديفان ناير الأدبية أن جميعها تأخذ محورها من تاريخ منطقة مليبار وتعبّر عن تراثها العريق وعن عاداتها وتقاليدها المختلفة والمثيرة للدهشة والإعجاب، وأن معظم الشخصيات الماثلة في رواياته وقصصه نابعة من حياته الشخصية وممن عاشوا حوله، الأمر الذي يبعث في ذهن القارئ الإحساس بلمسة ذاتية عن مشاعر عاشها الكاتب نفسه.
والرواية بمعنى أعم قصة حياة بطلها “أبوني” وانتظاره الطويل الحافل بمواقف صعبة ومنعطفات حرجة ليكبر ويرد على جميع من مسه في عرضه ويأخذ ثأره ممن ظلموه وحتى من ذاك النظام الجائر.
كان أبوني يعيش مع أمه الأرملة في ظروف يُرثى لها بعد وفاة والده كفريسة لغدر من أحد أصدقائه، وعلى الرغم من أن الوالدة كانت من عائلة ذات منصب عال في المجتمع إلا أنها بعد وفاة زوجها اضطرت للعمل في أحد البيوت كخادمة كي تكسب لقمة عيشها وتتحمل مصاريف دراسة ولدها الوحيد.
هذه الأم “باروكوتي” خرجت عن النظام الجائر أولا حين اضطرّت إلى الزواج من رجل رفضه أهلها، فلاذت بالفرار من ذاك النظام وخرجت مع رجل أحلامها وهو كونتوني ناير والد البطل أبوني في ليلة زفافها على حين غفلة من أهلها إلا أن تلك الحياة السعيدة لم يكتب لها البقاء إلا لفترة قصيرة إذ توفي كونتوني ناير مسموما، ومن هناك صارت الحياة بالنسبة لأبوني ولوالدته وابلا من المصائب والنكبات.