قسد تعلن التهدئة في دير الزور: لا خلاف مع العشائر

دير الزور(سوريا) - أعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يشكّل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري الأربعاء "انتهاء العمليات العسكرية" في ذيبان في شرق سوريا، بعد أسبوع من اشتباكات قتل فيها العشرات، بينما لا زالت تركيا تحذر من تصاعدها.
وذكرت مصادر محلية، أن هذا الإعلان جاء بعد تدخل التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، ودعوة العشائر العربية وقوات "قسد" للتهدئة.
وتخشى واشنطن أن يتسبب استمرار الصراع بين الطرفين في تهديد مصالحها في الشمال السوري، ويفسح المجال لتنظيم الدولة الاسلامية لشن هجمات ضد جنودها.
واندلعت الأسبوع الماضي اشتباكات في بضع القرى في ريف محافظة دير الزور الشرقي بعد قيام "قسد"، وهي تحالف فصائل كردية وعربية مدعومة من الولايات المتحدة، بعزل واعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها أحمد الخبيل، متهمة إياه بالفساد.
ودفع ذلك مقاتلين عرب محليين إلى تنفيذ هجمات سرعان ما تطوّرت إلى اشتباكات مع "قسد" التي أعلنت حظراً للتجول في المنطقة يومي السبت والأحد. وأفادت هذه القوات بحسم الوضع في معظم القرى، واستقدمت قوات إلى ذيبان الثلاثاء.
وصرح المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية فرهاد شامي لوكالة فرانس برس عن "انتهاء العمليات العسكرية في ذيبان والبدء في تفتيش المنازل والأحياء بحثا عن مسلحين مختبئين".
وأضاف أن قسد تبحث عن "مجموعات مسلحة قادمة من الضفة الغربية لنهر الفرات".
ويقطع نهر الفرات محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وهي ذات غالبية عربية وتوجد فيها عشرات العشائر العربية. وتتقاسم السيطرة عليها قوات "قسد" على الضفة الشرقية للفرات، وقوات النظام السوري التي تساندها فصائل موالية لطهران على الضفة الغربية.
وأسفرت المواجهات خلال أسبوع عن مقتل تسعين شخصاً غالبيتهم من المقاتلين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وشدّدت "قسد" التي خاضت مع مقاتلين عرب في صفوفها، معركة طويلة ودامية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، على أن لا خلاف مع العشائر العربية.
واتهمت مقاتلين "مستفيدين" من القيادي الموقوف أحمد الخبيل و"مسلحين مرتزقة مرتبطين بالنظام" بمحاولة خلق "فتنة" بينها وبين العشائر العربية.
وأفادت مصادر مقربة من العشائر في ريف دير الزور، أن بلدات ذيبان والحوايج والطيانة في ريف دير الزور الشرقي، تشهد هدوءا حذرا مع تراجع حدة الاشتباكات بين قوات "قسد" وعناصر "مجلس دير الزور العسكري" التابع لها مع أبناء العشائر من طرف آخر، مساء الثلاثاء.
وبيّنت المصادر أن الهدوء الحذر جاء بعد معلومات عن قبول الطرفين للتفاوض برعاية من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لإنهاء الاشتباكات وإيجاد صيغة مشتركة للأوضاع التي تشهدها دير الزور منذ عشرة أيام متواصلة على خلفية الانشقاقات والخلافات في صفوف "قسد".
وكشفت أن مدن وبلدات دير الزور سجلت حالة نزوح كبيرة من قبل الأهالي من محيط مناطق الاشتباك في بلدات (الشحيل وذيبان والطيانة والحوايج)، باتجاه مناطق سيطرة النظام السوري، هربًا من المعارك الدائرة في بلداتهم.
وذكرت أن وفدا كبيرا من قوات التحالف الدولي دخل مساء الثلاثاء، إلى قاعدة حقل العمر النفطي وطالب بوقف عاجل لإطلاق الرصاص بين الطرفين والبدء في مفاوضات لإنهاء حالة الاقتتال، وذلك بعد ساعات من إعلان الشيخ مصعب الهفل شقيق الشيخ إبراهيم الهفل شيخ مشايخ العكيدات، والمقيم في قطر عن لقائه لمسؤولين عسكريين ومدنيين في الجيش الأميركي في سفارة الولايات المتحدة في الدوحة، ونقل لهم مطالب العشائر وأبنائه بضرورة وقف إطلاق الرصاص وأن يتمكنوا من أخذ حقوقهم المشروعة على أرضهم.
وتتولّى الإدارة الذاتية الكردية وقوات "قسد" التي تشكّل جناحها العسكري، إدارة المناطق التي تسيطر عليها في شمال وشمال شرق سوريا، عبر مجالس محلية مدنية وعسكرية.
وشكّلت قوات "قسد" رأس حربة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلنت القضاء عليه في 2019. ولا تزال خلايا من التنظيم المتطرف تنشط في المنطقة الصحراوية في شرق سوريا، منفذة هجمات ضد قوات النظام والقوات الكردية.
من جهتها، وجدت تركيا الفرصة ملائمة لتصويب السهام باتجاه أعدائها الأكراد في سوريا،
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إنه ينبغي على الولايات المتحدة إنهاء سياسة القمع التي يتبعها تنظيم "واي بي جي" الإرهابي شمال سوريا، وخاصة ضد العرب.
وتنظيم "واي بي جي" يعدّ امتدادا لتنظيم حزب العمال الكردستاني في سوريا أحد مكونات "قسد".
وجاء حديث فيدان في مؤتمر صحفي مشترك عقده الأربعاء، مع مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع والجوار أوليفر فارهيلي، بالعاصمة أنقرة.
وأضاف مخاطبا واشنطن: "يجب التوقف عن تصوير تنظيم واي بي جي الإرهابي أنه قوة شرعية، وإلا فإن الاشتباكات التي نراها (في دير الزور السورية) مجرد بداية".