قسد تتهم "جهة ثالثة" بالدفع لصدام بينها وبين دمشق

تركيا تطالب علنا الإدارة السورية الجديدة باتخاذ موقف حازم حيال قسد وإلا فإنها ستتدخل بنفسها لطردها.
الأربعاء 2025/01/29
أكراد تركيا يتضامنون مع أقرانهم في سوريا

الحسكة (سوريا) - ذكرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الثلاثاء، أن أطرافا تدفع باتجاه خلق صدام عسكري بينها وبين إدارة العمليات العسكرية التي تقود الحكومة في دمشق، ولفتت إلى وجود تنسيق لتفادي الوقوع في المحظور.

وتطالب تركيا بشكل علني الإدارة السورية الجديدة التي تقودها هيئة تحرير الشام باتخاذ موقف حازم حيال قسد وإلا فإنها ستتدخل بنفسها، لـ”طردها”. وأطلقت فصائل سورية موالية بشكل مباشر لتركيا في نوفمبر الماضي عملية ضد قوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب، بالتوازي مع تحرك هيئة تحرير الشام صوب دمشق للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.

ولا تزال المعارك مستمرة إلى اليوم، فيما تواصل تركيا قصفها الجوي لمواقع تمركز قوات سوريا الديمقراطية، وقد أعلن المتحدث باسم قسد فرهاد الشامي، في وقت لاحق الثلاثاء، عن مقتل 12 مدنيا آخرهم ستة مدنيين قضوا في قصف بطائرات مسيرة استهدف سوقا شعبيا في بلدة صرين بمحافظة حلب.

◙ الإدارة الجديدة في سوريا لا تريد الدخول في صدام مع قسد حيث تدرك أن ذلك قد يجعلها في مواجهة مع المجتمع الدولي ولاسيما مع الولايات المتحدة

وقال قائد قسد مظلوم عبدي، في مقابلة مع وكالة “هاوار” المقربة من الإدارة الذاتية الكردية، إن “جهة ثالثة”، وجهات محلية، وبعض الدول، تحاول جاهدة إحداث اقتتال بين قواته وبين “إدارة العمليات”، وهذا يجري بشكل علني وليس في الخفاء. وأضاف عبدي أن الجميع يعي ذلك، وأن “قسد” و”هيئة تحرير الشام” والقوى الدولية يفضلون أن يكون هناك حوار ومشروع وطني، ولا يجب أن يعود الاقتتال.

ولفت عبدي إلى أن قواته لم تصطدم بـ”إدارة العمليات” منذ إطلاق “ردع العدوان” ودخول فصائل المعارضة حلب في نوفمبر 2024، وقال “عندما بدأت عملية (ردع العدوان)، اتصلوا بي، وأوضحوا بأن هدفهم هو النظام السوري، وأنهم لا يستهدفون مناطق قسد، ولا يسعون إلى أن تظهر اشتباكات أو تصادم بيننا وبينهم.” وأضاف أن هناك تنسيقًا قائمًا من الناحية العسكرية بمحافظات الرقة ودير الزور وحتى في مدينة حلب.

ومضى قائلا “الكثير يروجون بأننا نعمل على بناء جيشين في سوريا وإنشاء دولة ضمن دولة. ليس لدينا نية في هذا الاتجاه الذي يتم الترويج له. هدفنا ومخططنا السياسي واضح. في الخطوط الأساسية ليس هناك أيّ خلاف بين الطرفين.” ولفت قائد قسد إلى أن نقطة الخلاف مع دمشق هو حول طريقة انضمام قواته إلى الجيش السوري الجديد.

ونفت قسد مرارا ما يروّج على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسابيع الماضية عن وقوع مواجهات عسكرية مع “إدارة العمليات العسكرية” في دير الزور والرقة.

ويرى مراقبون أن الإدارة الجديدة في سوريا لا تريد الدخول في صدام مع قسد حيث تدرك أن ذلك قد يجعلها في مواجهة مع المجتمع الدولي ولاسيما مع الولايات المتحدة، فيما هي في وضع حساس وما تزال تواجه تعقيدات كثيرة في ترتيب البيت الداخلي، في المقابل فإنها لا تستطيع الصمود في وجه الضغوط التركية، التي تعتبر الداعم الرئيسي لها.

2