قرية الحيوانات الأسطورية بين رفّ الكتب

الكاتبة صفاء بيدس تتناول في كتابها "رواية حياة" قصة فتى وقع نتيجة ظروف خارجة عن إرادته في متاعب كادت تتسبب في هلاكه.
الأحد 2021/06/13
حسن عبدالموجود يقدم وجبة ممتعة للعشاق في كتابه "البشر والسحالي"

يعدّ كتاب “البشر والسحالي” للكاتب حسن عبدالموجود وجبة ممتعة لعشاق الكتب التي لا تخضع للتصنيف الأدبي، إذ يجمع بين الحكاية والمعلومة ويتتبع العلاقة بين البشر والحيوانات في قرية مسحورة خارجة من رحم الأساطير رغم غرقها في الوحل والفقر، قرية تحاول فيها الخنازير الحصول على حريتها، وتحمل فيها السحالي المقدسة مفاتيح الجنة، وتمرح فيها أرواح الأطفال في القطط، ويأخذ البشر ملامحهم من التيوس والديوك وغيرها من العجائب.

لا تمنح الحكاية الكبيرة في الكتاب الصادر عن الدار المصرية اللبنانية نفسها من الوهلة الأولى، فهي مكونة من حكايات أصغر، وكل حكاية تصب في الأخرى أو تأخذ منها، والكتاب بهذا المعنى دوائر لا تنتهي من القصص التي تصور الصراع بين البشر والحيوانات بشكل ساخر ومشوق.

الحكايات لا تسعى وراء الحكمة بقدر ما تجمع بين القصة والسيرة والفكرة، وتعرِّي كثيراً مما تخفيه الحضارة الإنسانية وراء أقنعة الدين أو الأسطورة أو التقاليد.

قصص تقرأ ليلا

عالم الماورائيات

 يأخذنا غي دو موباسان من خلال مجموعته القصصية التي ترجمها إسكندر حمدان بعنوان “الخَوْف قصصٌ تُقْرأ ليلًا”، إلى عالم الماورائيات بهدوء وبوصف متقن، دون أن يقصد أو يتعمّد إخافة القارئ، فالسّرد المقتصد تحليلي، ويسعى لفهم ذلك الشعور الجارف.

تأخذنا القصص بين قرى ومدن فرنسا في القرن التّاسع عشر، من الأشلاء المنتقمة إلى غموض ليلة قمرية تبدو هادئة وتخفي في أغوارها الأهوال، إلى الانتقام الشّنيع، مرورًا بأجواء قصر مهجور تتجلّى فيه محبوبةٌ ترتدي الأبيض، من الجنون إلى عزلة الشّك، إلى انعدام اليقين في الحواسّ التي تخون، نسافر ونحن لا ندري، ولم نقرّر بعد هل نصدّق أم لا.

ابتعد دو موباسان في كتاباته عن الخيال والغرائبية مع تفاقم أعراض مرضه في سنواته الأخيرة. فرغم أنّه استكشف كثيرًا في بداياته الماورائيات ورعبها، إلّا أنّه تشبّث في آخر أعماله بالواقع، ليفرّق بين الحقيقة وبين ما كان يمليه عليه مرضه من خيال.

رواية لليافعين

 تتناول الكاتبة صفاء بيدس في كتابها “رواية حياة” قصة فتى وقع نتيجة ظروف خارجة عن إرادته في متاعب كادت تتسبب في هلاكه، حيث يكتشف البطل أن أباه وأمه اللذين ربّياه ليسا والديه الحقيقيين؛ فبعد وفاتهما يتضح أن له أصلاً يعود إلى إحدى القبائل التي تقطن منطقة بعيدة عن مكان نشأته، وأن مجموعة من الصراعات والمؤامرات في تلك القبيلة كانت السبب في إخراجه منها وهو لا يزال رضيعا.

تصف الرواية الصادرة عن الآن ناشرون وموزعون، المصاعب التي واجهها البطل بعد وفاة أبيه وأمه اللذين ربياه، واستمرت المصاعب حتى كاد البطل يوسَم على ظهره بقطعة حديد محماة كما يوسم المجرمون والعبيد.

وفي تقديم مختصر للرواية المخصصة لليافعين وصفت غدير فائق شقير المديرة الأكاديمية لمبادرة بصمة أمل هذه الرواية بأنها “تحمل بين صفحاتها وأحداثها كل ما يحتاجه أولادنا من قيم أخلاقية ومعرفة وتسلية في آن واحد، لاسيما أنها كُتبت بأسلوب خيالي جذاب”.

12