قرى الأطفال فاقدي السند بتونس تتجاوز أزمتها المالية

تونس ـ عكست التصريحات الإيجابية لمديرة تطوير الموارد والاتصال بالمكتب الدولي الإقليمي للفيدرالية الدولية لقرى الأطفال "س.و.س" سافرين تراغيس تحسنا لوضعية قرى الأطفال بتونس التي كانت قد مرت بأزمة مالية كبيرة خلال السنوات الأخيرة بسبب تراجع المساعدات المقدمة من الجمعية العالمية لقرى الأطفال، ما شكل تهديدا بإغلاقها.
واعتبرت تراغيس أن ما تحققه الجمعية التونسية لقرى الأطفال “س.و.س” خلال السنوات القليلة الماضية من نتائج في مجالات التصرف والاتصال وتطوير الموارد يعد نموذجا يحتذى به على صعيد القارة الأفريقية.
وأشادت تراغيس خلال حضورها في اجتماع انعقد الاثنين، على هامش الورشة النهائية لإعداد وتبني الإستراتيجية الخماسية للجمعية الوطنية لقرى الأطفال “س.و.س” تونس (الحمامات 16 ـ 19 أفريل 2024)، بعمل الجمعية التونسية لقرى الأطفال على تطوير الخدمات المسداة للأطفال الفاقدين للسند ومستوى الرعاية والإحاطة، مثمنة وصولها إلى مرحلة الاستقلالية المالية عن المساعدة الدولية وتعويلها بشكل كلي على مواردها الذاتية والمحلية.
وسجلت الجلسة، التي افتتحها رئيس الجمعية التونسية لقرى الأطفال محمد مقديش مشاركة كوادر الجمعية وأعضاء قسم الاتصال بالمكتب الوطني وعدد من كوادر المكتب الوطني لقرى الأطفال والمكلفين بتنمية الموارد على المستوى الوطني وبالقرى الأربع: قمرت، سليانة، المحرس وأكودة، وفق بلاغ للجمعية.
وقدم المدير الوطني لقرى الأطفال “س.و.س” تونس أشرف السعيدي عرضا لأهم أنشطة الجمعية التونسية لقرى الأطفال خلال الثلاثي الأول لسنة 2024، مبرزا أهمية اتفاقيات الشراكة الممضاة مع عدد من المنظمات الوطنية والهياكل المهنية مثل الهيئة الوطنية للمحامين وهيئة الخبراء المحاسبين وبورصة تونس للأوراق المالية وغيرها من المؤسسات، وانعكاس ذلك الإيجابي على صورة الجمعية وتطوير الخدمات المسداة لفائدة الأطفال الفاقدين للسند وتوسيع دائرة المستفيدين.
كما استعرض المنسق الوطني للاتصال بالمكتب الوطني لقرى الأطفال “س.و.س” تونس، سامي الكشو أهم ملامح وتحديات الإستراتيجية الاتصالية للجمعية في الوقت الحاضر والمستقبل، وتناولت المنسقة الوطنية للتسويق ضحى العروسي الخطة المزمع اتباعها في المجال بالنسبة إلى الفترة القادمة.
وفي العام 2017، واجهت القرى أزمات مالية متتالية بسبب تراجع المساعدات المقدمة مما هددها بالإغلاق. فالصعوبات المالية التي مرت بها الجمعية العالمية لقرى الأطفال أدت إلى وقف مساعداتها المالية لفروعها حول العالم بحلول عام 2020.
وعرفت بعض القرى أزمات مالية متتالية آخرها قرية الأطفال في سليانة، إذ أشار النائب عن ولاية سليانة والقيادي بالجبهة الشعبية الجيلاني الهمامي، حينها، إلى قرب إغلاق “قرية س.و.س سليانة”، وقد عارض المجتمع المدني بشكل كبير قرار الإغلاق، كما عارضه ممثلو الأحزاب في الجهة. في المقابل، نظم الأهالي تحركات احتجاجية أمام القرية ومقر الولاية رفضا للقرار، كما عبروا عن استعدادهم للتكفل بمصاريف القرية من خلال التبرعات. وبنتيجة التحركات الرافضة للقرار، أعلنت الجمعية التونسية لقرى الأطفال أنّها أوجدت إستراتيجية تهدف إلى تحقيق الاستقلالية المالية للقرى.
وتستقبل قرى الأطفال الأربع في تونس الأطفال فاقدي السند العائلي والأيتام باختلاف أنواعهم، والأطفال المهددين بالخطر. ويعهد بهؤلاء الأطفال إلى إحدى القرى الأربع إذا تبين أنّ في ذلك مصلحة للطفل.