قرداحي ينتظر عودة ميقاتي لتحديد مصيره في الحكومة اللبنانية

بيروت - أكد وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي الثلاثاء أنه ينتظر عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من الخارج "لوضع جميع الأوراق على الطاولة" في ما يخص الأزمة اللبنانية ـ الخليجية، في وقت لوح عدد من الوزراء بالاستقالة في حال إحجام قرداحي عن اتخاذ القرار المنتظر منه.
ونقلت صحيفة "الديار" المحلية الثلاثاء عن قرداحي قوله إنه "يدرك تماما ويشعر بمعاناة اللبنانيين في الخارج وخوفهم من أي إجراء قد يطولهم، لكن المسألة تحوّلت إلى مسألة كرامة وطنية".
وأضاف "لست متمسكا بمنصب ولا بوظيفة، لكن المسألة تعدت ذلك إلى الكرامات". ولفت إلى أن "كل الموضوع قيد الدرس وأنا بانتظار عودة ميقاتي من قمة غلاسكو لوضع جميع الأوراق على الطاولة والخروج بعدها بقرار متفق عليه بيني وبينه".
وقال قرداحي أيضا "عندما يعود رئيس الحكومة الذي قد تكون لديه معطيات جديدة بعد اللقاءات التي يعقدها نجتمع سويا، ونتخذ القرار في ضوء المعطيات التي قد تكون تكونت لديه".
ويشارك ميقاتي في مؤتمر الأمم المتحدة 26 للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي بمدينة غلاسكو في أسكتلندا، حيث يلتقي مع مختلف قادة العالم.
ولم يفصح قرداحي عن أي قرارات من الممكن أن يتخذها جراء تلك الأزمة، لكنه أعلن قبل يومين أن استقالته من الحكومة "غير واردة".
ويرى مراقبون أن تصريحات قرداحي ربما تكون مقدمة لتأمين خروج لائق من الحكومة اللبنانية في ظل تتالي الدعوات إلى تقديم استقالته، لكن ذلك يتطلب إقناع وزير الإعلام اللبناني بالاستقالة بالتعاون مع الفرقاء، لاسيما الثنائي الشيعي الذي تكثفت معه الاتصالات لكي يسهم في الحل المنشود.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية نقلا عن مصادر مقربة من حزب الله المدعوم من إيران قولها إنه أكد أنه لن يتخلى عن قرداحي، مشددا على أنه متمسك بالحكومة بكامل أعضائها.
إلى ذلك، ألمح وزراء بالحكومة إلى أن استقالاتهم أمر وارد جدا في حال لم يقدم قرداحي استقالته، محملين إياه مسؤولية إثارة أزمة مع السعودية ودول الخليج.
ونقلت صحيفة "الجمهورية" في عددها الصادر الثلاثاء عن مصادر وزارية لبنانية قولها إنّ "على قرداحي أن يقدّر حجم الأزمة التي تسّبب فيها، ويبادر إلى اتخاذ قراره بالخروج من الحكومة بما قد يسهّل من حركة الوساطات مع السعودية لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه".
وأضافت أنّه "في حال إحجام قرداحي عن اتخاذ القرار المنتظر منه، فإنّ مبادرة بعض الوزراء إلى الاستقالة من الحكومة أمر وارد جدا".
ودخلت قطر على خط التوتر بين السعودية ولبنان كوسيط يسعى لتخفيف التصعيد بين الطرفين، وذلك وفق ما أعلن ميقاتي بعد لقاء جمعه بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على هامش قمة المناخ بغلاسكو (أسكتلندا).
والاثنين قال أمير قطر عقب لقائه ميقاتي إنه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى بيروت "للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان، ولاسيما معالجة الأزمة اللبنانية ـ الخليجية"، وفق بيان لميقاتي، دون تحديد موعد.
واستدعت السعودية الجمعة سفيرها لدى بيروت وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض، وقرّرت وقف كل الواردات اللبنانية إليها. واعتبر وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان الأحد أن بلاده وجدت أنه "ليس هناك جدوى" في التعامل مع لبنان في ظلّ ما تراه استمرارا لهيمنة حزب الله على المشهد السياسي اللبناني.
وتضامنا مع الرياض، قامت البحرين بالمثل، ثم لحقت بهما الكويت السبت قبل أن تقرّر الإمارات سحب دبلوماسييها ومنع مواطنيها من السفر إلى لبنان.
وقبل تعيينه وزيرا في سبتمبر الماضي، قال قرداحي في مقابلة متلفزة سُجلت في أغسطس الماضي وبُثت في الخامس والعشرين من أكتوبر، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".
وتشهد العلاقة بين لبنان والسعودية فتورا منذ سنوات على خلفية تزايد دور حزب الله الذي تعتبره الرياض منظمة إرهابية تنفذ سياسة إيران - خصمها الإقليمي الأبرز - وتؤاخذ المسؤولين اللبنانيين على عدم تصديهم للحزب. وكانت السعودية قبل تراجع دورها من أبرز داعمي لبنان سياسيا وماليا.