قرار الميركاتو يضاعف الضغوط على زيدان

مدريد - عندما يقرر أي فريق عدم دخول سوق الانتقالات لجلب لاعبين جدد، فذلك يعني حتما أن لديه رصيدا كافيا يعكس عدم حاجته للقيام بتعاقدات، لكن هذه المقاربة تكاد تنتفي في فريق مثل ريال مدريد الإسباني الذي توج الموسم الماضي بطلا لمسابقة الدوري وقبلها بموسم بطلا لدوري أبطال أوروبا على مدى ثلاث سنوات متعاقبة.
ويسعى الريال بقيادة مدربه زين الدين زيدان إلى محو تلك الصورة المخيبة التي لاح عليها الفريق منذ ترك مهمة تدريبه في 2017 ليعود في 2019 على أمل إعادة بناء فريق جديد قادر على المنافسة محليا وأوروبيا.
وقام ريال مدريد بالتفويت في عدة عناصر بارزة خلال فترة الانتقالات الصيفية التي أغلقت الاثنين الماضي، لكنه في المقابل قرر عدم إبرام أي صفقة ليدخل الفريق الموسم بنفس المجموعة.
ولأول مرة منذ 40 عاما يدخل ريال مدريد الموسم دون صفقات جديدة، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية الضاغطة وخزينة النادي التي باتت مهددة نظرا لتفشي فايروس كورونا وغياب الجماهير.
لا للوجوه الجديدة
لم يتعاقد ريال مدريد مع أي لاعب جديد، لكنه باع لاعبين مثل أشرف حكيمي إلى إنتر ميلان الإيطالي وسيرجيو ريجيلون لتوتنهام الإنجليزي وأوسكار رودريغيز لإشبيلية، وغيرهم من اللاعبين بخلاف الإعارات ليحصد 98.5 مليون يورو.
ومن المتوقع أن تصل إيرادات ريال مدريد إلى 200 مليون يورو، بعد إضافة قيمة التخفيضات في رواتب اللاعبين ما يضمن قدرة النادي على مواجهة الموسم الصعب المنتظر.
ويأمل الميرنغي في الصمود ماديا دون تسجيل خسائر ضخمة حتى عودة الجماهير المرتقبة في يناير المقبل وبدء ضخ الأموال مرة أخرى في خزائن النادي.
إلا أنّ هناك عاملا مهما ربما لم يتفطن له مسؤولو النادي، وهو غياب العناصر البديلة في الفريق، فهل ناقش زيدان مع إدارة الملكي هذه النقطة؟
ريال مدريد فوت في عدة عناصر بارزة خلال فترة الانتقالات الصيفية لكنه قرر عدم إبرام أي صفقة
وضربت الإصابات مؤخرا النادي المدريدي بقوة مخلفة قرابة سبعة لاعبين بات يتهددهم الغياب لفترات طويلة أولهم البلجيكي ونجم الفريق إيدن هازارد، مما خلف استياء كبيرا لدى المدرب زيدان ومثل عنصر ضغط عليه خصوصا في ظل روزنامة المباريات المزدحمة.
لكن في المقابل يمكن اعتبار عودة النرويجي مارتن أوديغارد لاعب خط الوسط، بعد إعارته لصفوف ريال سوسيداد الذي تألق معه الموسم الماضي، من أبرز صفقات الريال هذا الصيف.
وظهرت ثقة زيدان في أوديغارد الذي ينتظره دور كبير حاليا وفي المستقبل، لاسيما مع اقتراب نهاية مسيرة مودريتش.
وبالمثل سيكون الحارس أندري لونين، وهو من أفضل المواهب الشابة في أوروبا في مركز حراسة المرمى، والذي خاض عدة تجارب إعارة في الموسم الماضي، خير إضافة للفريق كونه الحارس الثاني خلف كورتوا.
آمال معقودة
على الجانب الآخر مازال زيدان وجماهير الميرنغي يعلقون آمالا كبيرة على هازارد الذي فشل في موسمه الأول في أن يكون رهانا رابحا هذا الموسم رغم أن الإصابة ضربته قبل انطلاق الموسم.
وتذكر المصادر أنه قبل 40 عاما وبالتحديد في موسم 1980 – 1981 خلال عهد الرئيس لويس دي كارلوس، لم يبرم ريال مدريد صفقات صيفية حيث واجه النادي مشاكل مادية طاحنة.
وقرر المدير الفني الصربي بوسكوف آنذاك تصعيد عدد من لاعبي الرديف وناشئين من النادي مثل ريكاردو غاليغو وبييندا غارسيا والحارس أوجستين رودريغيز، بالإضافة إلى قطع إعارة المدافع رافائيل كورتيس مع نادي بورجوس.
وفي ذلك الموسم، احتل ريال مدريد المركز الثاني في جدول ترتيب الليغا، حيث خسر اللقب أمام ريال سوسيداد رغم تساوي كلاهما في عدد النقاط (45 نقطة)، لكن المواجهات المباشرة كانت لصالح سوسيداد.
كما ودع الميرنغي بطولة كأس الملك من الدور ربع النهائي ضد سبورتنغ خيخون، لكنه نجح في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، قبل أن يخسر اللقب أمام ليفربول الإنجليزي بهدف دون رد، ليخرج خالي الوفاض بموسم صفري.
فهل سيسعى زيدان الآن للقيام بنفس الأمر لحل معضلة النقص العددي في ظل الإصابات التي تضرب الفريق، وهل أن لديه رصيدا كافيا للقيام بذلك؟