قرار الحكومة تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي يثير جدلاً في لبنان

الخلاف يتصاعد في لبنان حول قرار تمديد العمل بالتوقيت الشتوي.
الاثنين 2023/03/27
المزيد من الانقسام

بيروت - أثار قرار الحكومة اللبنانية تأجيل اعتماد التوقيت الصيفي إلى حين انتهاء شهر رمضان جدلا واسعا وموجة اعتراضات من البطريركية المارونية وأحزاب مسيحية.

واستيقظ لبنان الأحد على توقيتين مختلفين وسط خلاف متصاعد بين السلطات السياسية والدينية حول قرار تمديد العمل بالتوقيت الشتوي لمدة شهر.

وأصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قرارا يوم الخميس بتقديم التوقيت ساعة اعتبارا من 20 أبريل بدلا من بدء العمل بالتوقيت الصيفي في عطلة نهاية الأسبوع الأخير من مارس كما جرت العادة في لبنان وأوروبا ومناطق أخرى.

وضاح صادق: القرار تم اتخاذه دون أي رادع للعواقب العملانية
وضاح صادق: القرار تم اتخاذه دون أي رادع للعواقب العملانية

وأعلن ميقاتي، وهو مسلم سني، القرار بعد اجتماع مع رئيس مجلس النواب الشيعي نبيه بري الذي أصر مرارا على تمديد العمل بالتوقيت الشتوي وفقا لمقطع فيديو للاجتماع نشره موقع “ميغافون” اللبناني على الإنترنت.

وقال بري، وفقا للمقطع المصور “بدل ما يكون الساعة 7 يظل الساعة 6 من هلق لآخر رمضان”.

وقال النائب عن كتلة حزب الكتائب في البرلمان اللبناني سليم الصايغ إنه “لا يمكن لرئيس مجلس النواب مصادرة صلاحيات رئاسة الجمهورية أو الحكومة مجتمعة وأخذ هكذا قرار”.

وعلى الرغم من عدم ذكر سبب للقرار، اعتبره البعض محاولة لخطب ود المسلمين بإتاحة الفرصة للصائمين في رمضان للإفطار مبكرا وفقا للتوقيت الشتوي عند حوالي الساعة السادسة مساء بدلا من السابعة حال تطبيق العمل بالتوقيت الصيفي في موعده المعتاد.

لكن الكنيسة المارونية ذات النفوذ في لبنان أعلنت السبت أنها ستخالف القرار الذي وصفته بأنه “مفاجئ”، وقالت إنه لم تجر أي مشاورات مع الجهات المعنية الأخرى ولم تؤخذ المعايير الدولية في الاعتبار.

وقالت إنها ستقدم التوقيت ساعة مساء السبت، وأعلنت مؤسسات وأحزاب ومدارس مسيحية خططا مماثلة.

وفي الوقت نفسه بدا أن المؤسسات والأحزاب الإسلامية ستسمر في العمل وفقا للتوقيت الشتوي، مما يعمق الانقسامات في بلد عاش حربا أهلية من عام 1975 إلى 1990 بين فصائل مسيحية وإسلامية ويقسم مقاعد البرلمان على أسس طائفية.

وأعلنت شركات ومؤسسات إعلامية أنها ستبدأ أيضا العمل بالتوقيت الصيفي مساء السبت مع تزايد الدعوات إلى العصيان. ومن بين هذه المؤسسات الإعلامية تلفزيونا “إل.بي.سي.آي” و”إم.تي.في”، وهما من أبرز القنوات الإخبارية في لبنان. وقال تلفزيون “إل.بي.سي.آي” في بيان إنه لن يمتثل لقرار ميقاتي لأنه يؤثر على أعماله، مضيفا أن “لبنان ليس جزيرة معزولة”.

سليم الصايغ: لا يمكن لرئيس مجلس النواب مصادرة الصلاحيات
سليم الصايغ: لا يمكن لرئيس مجلس النواب مصادرة الصلاحيات

وحاول آخرون التكيف. وقالت شركة الخطوط الجوية اللبنانية (طيران الشرق الأوسط) إن ساعاتها وأجهزتها الأخرى ستبقى على التوقيت الشتوي تماشيا مع قرار ميقاتي، لكنها ستعدل أوقات رحلاتها لتتماشى مع التوقيتات الدولية.

وأرسلت شركة الاتصالات التي تديرها الدولة رسائل إلى العملاء تنصحهم بضبط الوقت على هواتفهم يدويا الأحد في حالة تقدم الساعة على هواتفهم تلقائيا.

وقال كثيرون إن الفوضى المحتملة ترمز إلى عقود من الحكم الفاشل لمسؤولين قادوا لبنان إلى أزمة مالية في عام 2019، وهي الأزمة التي قال البنك الدولي إن النخبة مسؤولة عنها.

وقال النائب المستقل وضاح صادق على تويتر إن القرار تم اتخاذه “دون أي رادع أو اعتبار للعواقب العملانية والإرباك الذي يتسببون به للمواطن”.

ويأتي ذلك فيما يشهد لبنان أزمة سياسية حادة حيث فشل البرلمان في 11 جولة منذ سبتمبر الماضي في انتخاب رئيس للبلاد خلفًا لميشال عون الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر 2022.

ويعدّ التوافق على شخصية الرئيس مفتاحًا لانتخابه، لكن الأمر يرتبط بتوافقات إقليمية ودولية، بحسب مراقبين.

كما يمر لبنان منذ عام 2019 بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه أدت إلى انهيار مالي ومعيشي، وجعلت 80 في المئة من مواطنيه تحت خط الفقر، فضلا عن تراجع كبير بخدمات المؤسسات الحكومية، وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة في اليوم.

 

• اقرأ أيضا:

          هل يقف لبنان على أبواب شهابية جديدة تنتظر جوزيف عون؟

          أبعد من توقيت صيفي في لبنان!

2