قراء نيويورك تايمز يعيشون القصص الصحافية بتقنية الواقع المعزز

نيويورك - تستعين “نيويورك تايمز” بتقنيات الواقع المعزز في البعض من مقالاتها من خلال تطبيق طورته فرقها التقنية وأطلقته الصحيفة الاثنين عبر تقديم الرياضيين الأميركيين الذين سيشاركون في الألعاب الأولمبية الشتوية.
وتقتصر إمكانية الاطلاع على هذه المقالات حتى اللحظة، على مشتركي “نيويورك تايمز” الذين يستخدمون النسخة 11 من نظام تشغيل “أي أو إس” من “أبل”.
ومن المقرر توسيع نطاق هذه الخدمة لتشمل مستخدمي “أندرويد” فور انتهاء شركة “غوغل” من تطوير برمجيتها “أركور” التي لا تزال في مراحلها التجريبية.
وفي البداية، كما الحال مع أكثرية المضامين التحريرية الموجهة للهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية، يتصفح القارئ المقالة من خلال استعراض النص.
ويصل القارئ إلى حيز خال من أي نص يشغل تلقائيا كاميرا الهاتف ويقترح وضع غرض أو شخصية افتراضية في موضع محدد بالحقل البصري للمستخدم.
ويتناول أول مقال نشر الاثنين على هذا النسق، الرياضيّ الأميركي الذي يشارك في منافسات التزحلق الفني على الجليد ناثان تشن (18 عاما) مع عرض شامل لقفزته الرباعية بنسق بانورامي 360 درجة.
وقد طور التطبيق الذي لم يُكشف عن قيمته، بالكامل من جانب “نيويورك تايمز” بالاستعانة خصوصا بوكالة “فايك لوف” المتخصصة في التصاميم التجريبية بالصحيفة، على ما أوضحت متحدثة باسم الصحيفة.
وفي يناير، طرحت مجلة “تايم” نسخة خاصة تستعين بتقنيات الواقع الافتراضي.
|
كما بدأت صحيفة الغارديان البريطانية، العام الماضي، باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي في نشر مواد صحافية لمحرريها. ويتطلب الأمر استخدام تطبيق معيّن على أجهزة الهاتف الذكية والتزوّد بسماعات الأذن وارتداء نظارات الواقع الافتراضي، حيث عاش المستخدمون تجارب حقيقية مع طالبي اللجوء في بريطانيا، ومع الأشهر الستة الأولى في حياة الطفل وغيرها من المواضيع.
وأشار أحد محرري الغارديان، إلى الآفاق الواعدة التي تطرحها التقنيات العلمية الجديدة لابتكار نوع من الواقع الافتراضي في الصحافة أيضا.
وقام الصحافيون على مدى قرون، بتكييف التكنولوجيات الجديدة، وقاموا، جنبا إلى جنب مع جمهورهم، بتطوير المفردات لمساعدة الأشكال الجديدة على إنجاز مهمة قديمة؛ بأن ينقلوا أكبر قدر ممكن من الحقائق عن جوانب الحياة بطرق تشارك فيها الجماهير وتسهم إسهاما مفيدا برؤيتها العالمية.
ومنذ ست سنوات يتقدم رئيس تحرير نيويورك تايمز مارك تومبسون بثبات في طريقه الرقمي، بعد أن أدار بوصلة هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” في اتجاه الرقمية بنجاح عندما كان مديرا لإدارتها، ويدخل اليوم “نيويورك تايمز” بوصفه المدير التنفيذي لإدارتها، في عصرها الرقمي وبسرعة كافية لاستبدال تقلّص الإيرادات في الصحافة الورقية.
ويطمح تومبسون إلى جمع 800 مليون دولار كإيرادات رقمية في صحيفة “نيويورك تايمز” بحلول عام 2020، حيث وضع لافتة ورقية في مكتبه تشير إلى الإيرادات الحالية لأعمال الصحيفة “الصحافة المطبوعة مليار دولار، الصحافة الرقمية 0.5 مليار دولار”.
ويقرأ تومبسون المستقبل بطريقة الرؤيوي، ويثق بالعصر الرقمي للصحافة، من دون أن يهمش المطبوع منها، فهو دافع إلى الصعود وليس عبئا عليها.
ويرى ان القراء كالمستخدمين الرقميين سيبقون جزءا من الحل لاستخراج المزيد من المال من الجمهور الأميركي الأساسي لصحيفة “نيويورك تايمز”، عبر طرح منتجات جديدة أو العثور على قرّاء جُدد.
وسبق أن وعد مارك تومبسون باستثمار خمسين مليون دولار في التوسع الدولي على أمل الاستيلاء على الملايين من المشتركين الجدد الذين يُناسبون التركيبة السكانية لقرّاء الصحيفة.
ومن بين الخطط المقترحة طبعات بلغات أخرى قد تكون العربية من بينها.
وتحدّث بحماس عن الفرص مع التصوير الفوتوغرافي، واستجابة الآلة لمهام كان يقوم بها المحررون، والروبوتات والذكاء الاصطناعي كجزء من تصوّر أوسع لصناعة الأخبار.
وجعلت التجربة من تومبسون يثق بما يمكن أن يجنيه من واردات رقمية، ويركّز اليوم ليس على خطاب التغيير فحسب، بل أيضا على الأمور التي تُحقق المال في الواقع.
وتومبسون خريج جامعة أكسفورد وقد دخل عقده السادس العام الماضي، حريص على الحفاظ على تراث نيويورك تايمز وصحافتها المطبوعة، التي يقول إنها ستتم طباعتها “لفترة طويلة مقبلة؛ عشرة أعوام أو أكثر”.
ويرفض أي فكرة يُمكن أن تخوض في تغيير الاسم في محاولة لإنعاش الأعمال الكاسدة. فالصحف لا تخرج من السوق المريضة بتغيير أسمائها، لأنها ستغادر ذاكرة قرائها الأوفياء.