قراءة غاضبة لرواية "ميرا" تحولها إلى ترند أردني

أثارت رواية “ميرا” للكاتب قاسم توفيق سخط ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الأردنية واستياءهم لتضمنها محتوى جنسيا جريئا اعتبره مغردون أنه يمس من قيمهم وتقاليدهم ولا يتناسب مع مشروع الأسرة الذي أعلنته وزارة الثقافة الأردنية.
عمان - شغلت رواية “ميرا” للكاتب قاسم توفيق الشارع الأردني خلال اليومين الماضيين، وأثارت غضبا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ما اعتبره ناشطون تضمنها “عبارات خادشة للحياء، ومحتوى ينافي قيم المجتمع”.
ونشرت الرواية قبل ثلاث سنوات، لكن الجدل الذي رافقها حاليا جاء بسبب وجودها في مهرجان القراءة للجميع ضمن مشروع مكتبة الأسرة التابع لوزارة الثقافة الأردنية، الذي يهدف إلى وجود مواد أدبية في متناول الأسرة الأردنية.
ودشن ناشطون هاشتاغ #رواية_ميرا على مواقع التواصل، وتناقل كثيرون صورا من صفحات الرواية عبر تطبيق واتساب فيها وصف لتصرفات وحركات جنسية بالتفصيل، ولأجساد عارية.
وتجري أحداث رواية ميرا للكاتب الأردني قاسم توفيق في تسعينات القرن الماضي بين العاصمة الأردنية عمان ومدينة نوفي ساد في يوغسلافيا السابقة حين سافر الشاب الأردني المسلم رعد من أجل الدراسة ليتعرّف هناك على الممرضة ميرا. وتروي القصة علاقة حب قوية قبل أن يتزوجا وينجبا شادي ورجاء. مع اندلاع الحرب الأهلية في يوغوسلافيا في يونيو 1992، يقرّر الزوجان التوجّه إلى عمان. لكن بعد سنوات، يقدم شادي الذي كان تطوّع مع جيش صربيا ضد البوسنة، قبل انتقاله الى منزل والديه في عمان بدوره، على طعن أمه بسكين المطبخ بعد أن سمع رجالا يصفونها بالمومس.
وكتب ناشط:
وأضاف آخر:
ووصل الأمر إلى أروقة مجلس النواب الأردني، إذ طالب عدد من أعضاء مجلس النواب الأردني بمحاسبة وزيرة الثقافة الأردنية للسماح بوجود هذه الرواية في الأسواق الأردنية منذ سنوات.
وطالب النائب عماد العدوان وزيرة الثقافة بتقديم الاعتذار للشعب الأردني، بينما وصف النائب ينال فريحات محتوى الرواية بـ”الهابط” و”البذيء” وبأنه بعيد كل البعد عن القيم الإسلامية وأخلاق الشعب الأردني بكافة أطيافه. وأيد عدد من النواب مقترح النائب فريحات في محاسبة كل من له صلة في نشر الكتاب.
وأحال مجلس النواب، قضية رواية “ميرا” إلى لجنة التوجيه الوطني لمتابعة “إجازة الرواية”. وكلف المجلس بالإجماع لجنة التوجيه الوطني بالتحقيق وتقديم التوصيات حول ما جاء في رواية “ميرا”، وما اعتبر مصطلحات خادشة للحياء العام.
واستمرت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت دعوات مغردين لسحب الرواية من الأسواق الأردنية ومحاسبة المسؤولين في وزارة الثقافة لما قيل إنه “تقاعس” عن القيام بدورهم الرقابي على المحتوى الأدبي المعروض في المكتبات الأردنية. وجاء في تغريدة:
ورأى مغرد:
وبعد الضجّة الكبيرة التي أثارتها رواية “ميرا”، أصدرت وزارة الثقافة الأردنية بيانًا رسميًا أعلنت فيه سحب الرواية من كافة معارض “القراءة للجميع” في مختلف مراكز التوزيع في الأردن.
وذكر بيان الوزارة أن قرار سحب رواية “ميرا” من الأسواق الأردنية نظرًا إلى ما تضمنته من محتوى لا يتوافق مع قيم الأسرية الأردنية وتقاليدها.
وقال الأمين العام لوزارة الثقافة الأردنية بالوكالة ومدير برنامج مكتبة الأسرة أحمد راشد إن الوزارة قررت سحب رواية “ميرا” من الأسواق الأردنية بعد ملاحظات وردت من بعض زوّار مراكز البيع عن وجود محتوى إباحي جريء في الرواية المذكورة. ولفت راشد إلى أن وزارة الثقافة الأردنية لا تمارس دور الوصاية على القارئ الأردني لكنها تحرص على مراعاة السياق الثقافي والاجتماعي في الأردن، مؤكدًا أن الوزارة بصدد إعادة تقييم رواية “ميرا” للوقوف على المسوغات النقدية التي وجهت لها.
وأضاف راشد أن “الرواية تنطلق من الفكرة الأدبية للنص في بعدها الدرامي الذي يشتمل على تناقضات الواقع في بعديه السلبي والإيجابي، لإبراز الصور الإيجابية، والذي يعرف بتيار الوعي، وإن اختيار أعمال الكاتب قاسم توفيق تمثل قيمة إبداعية مهمة من وجه نظر نقاد كبار”.
يذكر أن الروائي قاسم توفيق (68 عاما) من أبرز القامات الروائية العربية.
لكن هذا البيان لم يرض قراء غاضبين لم يتسامحوا مع مضمون الرواية معتبرين أنها تجاوزت جميع الخطوط الحمراء للمجتمع الأردني المحافظ.
واعتبرت ناشطة:
كما ذهب بعض رواد مواقع التواصل في الأردن إلى اعتبار ما جاء في الرواية تخلّف وانعدام حضارة، مهاجمين المثقفين الذين يدافعون عن الرواية على قلتهم.
وبرز رأي آخر حول الرواية، يدافع عن الكاتب وحرية التعبير، فقد كتب الصحافي وليد حسني في حسابه على فيسبوك “ميرا.. رواية لقاسم توفيق لم تفعل شيئا، ولم ترتكب جناية مخلة بالشرف، وكل ما فعلته أنها لم تقل شيئا..، المترهبون، والأخلاقيون، والعفيفون جدا ثاروا ضدها وطالبوا برجمها على رؤوس الأشهاد… توقفوا قليلا ..لو عدتم إلى تراثكم لوجدتم فيه ما هو أسوأ بكثير مما قالته الفاضلة ميرا”.
واعتبر حسني أنه “ما دامت وزارة الثقافة قررت سحب الرواية لإعادة تقييمها، فعليها أن تسحب عشرات الآلاف من الكتب الأخرى من الأسواق ومن المكتبات ففيها ما هو أشنع مما قالته السيدة الفاضلة ميرا”. وسخر ناشط:
ودعا رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة الأربعاء وزيرة الثقافة هيفاء النجار إلى “سحب جميع الأعمال التي لا تتوافق مع قيم المجتمع الأردني وعاداته وتقاليده، ومبادئ الأمَّة وقيمها”.