قذائف هاون تتساقط قرب القنصلية التركية في الموصل

الموصل (العراق) - استهدف هجوم بأربعة صواريخ محيط القنصلية التركية في مدينة الموصل في شمال العراق، ليل الثلاثاء - الأربعاء، بعد حوالي أسبوع على اتهام بغداد لأنقرة بقصف منتجع سياحي في إقليم كردستان أودى بحياة 9 مدنيين وأصاب 23 آخرين.
وقالت مصادر أمنية إن أربع قذائف هاون سقطت في محيط القنصلية التركية في الموصل في حي الحدباء، مسفرا عن أضرار مادية في الحي من دون أن يوقع قتلى أو جرحى.
وتقع القنصلية التركية في منطقة سكنية يقطنها مدنيون. وظهرت أضرار على سيارة مدنية متوقفة في المكان على بعد حوالي مئة متر من مقر القنصلية، بحسب وكالة فرانس برس، فيما كانت نوافذ أحد المنازل محطمة.
وأكّد النائب عن محافظة نينوى شيروان دوبرداني من جهته، "سقوط أربعة صواريخ على محيط القنصلية في منطقة شقق الحدباء شمال الموصل"، مضيفا أن القصف أسفر "عن أضرار مادية أصابت عددا من سيارات المواطنين".
وذكرت مصادر عسكرية أن القذائف التي سقطت في محيط القنصلية انطلقت من منطقة خاضعة للسيطرة الأمنية لأحد ألوية الحشد الشعبي.
وعلى إثر القصف الدامي الذي وقع في المنتجع السياحي الواقع قرب مدينة زاخو بمحافظة دهوك التابعة لإقليم كردستان، طالب العراق تركيا بسحب قواتها من أراضيه، واستدعى القائم بأعماله من أنقرة، معتبرا ما حصل "انتهاكا صارخا" لسيادته.
ونفت أنقرة من جهتها مسؤوليتها عن هجوم دهوك متهمة مقاتلي حزب العمال الكردستاني بالمسؤولية عنه، وهو تنظيم تصنّفه تركيا وحلفاؤها الغربيون "إرهابيا"، ويشنّ تمردا ضدّها منذ العام 1984.
وقالت الخارجية التركية في بيان الأربعاء حول مهاجمة القنصلية في الموصل "ندين بشدة الهجوم. ونتطلع إلى تقديم المسؤولين عنه إلى العدالة في أقرب وقت". وأضافت "ندعو السلطات العراقية إلى الوفاء بمسؤولياتها في حماية الممثليات الدبلوماسية والقنصلية".
وأشار بيان الخارجية التركية إلى أن الهجوم وقع بالتزامن مع انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك بطلب من العراق.
وأوضح أن "من الخطير والمثير للتفكير أن يقع الهجوم أثناء اجتماع مجلس الأمن الدولي بدعوة من العراق، في اتهام جائر ومستهدف لبلدنا".
وجدّد العراق الثلاثاء تنديده خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت لمناقشة "العدوان على محافظة دهوك"، وفق بيان صادر عن الخارجية العراقية، "بالتواجد غير الشرعي للقوات العسكرية التركية في الأراضي العراقية".
وشجب العراق على لسان وزير خارجيته فؤاد حسين "قرار البرلمان التركي الذي اتخذه في أكتوبر 2021 لتمديد تخويل وجود قواته في العراق لمدة سنتين".
ودعا العراق المجلس "بموجب المادة 35 من ميثاق الأمم المتحدة إلى ممارسة مسؤولياته في صيانة السلم والأمن الدوليين، من خلال إصدار قرار عاجل يُلزم تركيا بسحب قواتها العسكرية المحتلة من كامل الأراضي العراقية".
وفي نفس الجلسة، شدد القائم بالأعمال في الممثلية الدائمة لتركيا بالأمم المتحدة أونجو كتشلي، على أن "سيادة العراق ووحدة أراضيه تنتهكهما المنظمات الإرهابية وليست تركيا".
وقال الدبلوماسي التركي إن بلاده "حرصت دائما على دعمها القوي لسيادة العراق وسلامته الإقليمية"، مشيرا إلى أن أنقرة تواصلت مع بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق مباشرة بعد الهجوم، وأعربت عن "استعدادها لاتخاذ خطوات لكشف الحقيقة".
وأضاف أن "تركيا تحافظ دائما على دعمها القوي لسيادة العراق ووحدة أراضيه واستقراره وازدهاره".
وتشنّ أنقرة التي تقيم منذ 25 عاما قواعد عسكرية في شمال العراق، هجمات ضدّ متمردي حزب العمال المتمركز في مخيمات تدريب وقواعد خلفية له في المنطقة.
وتفاقم العمليات العسكرية التركية في شمال العراق الضغط على العلاقات بين أنقرة وحكومة العراق المركزية في بغداد، رغم أنّ البلدين شريكان تجاريان هامّان.