"قديمك نديمك".. معرض توثيقي لشخصيات السويداء وتراثها وآثارها

المعرض الجديد يرصد الكثير من المواقع التاريخية علاوة على الوجوه الوطنية البارزة ما يعتبر توثيقا لتاريخ المنطقة.
الجمعة 2023/06/02
توثيق لحكاية مدينة

السويداء (سوريا) - يضم معرض “قديمك نديمك”، الذي افتتح الخميس في مقر رابطة الشهيد كمال نصر الغربية لاتحاد شبيبة الثورة بالسويداء، أكثر من 100 وثيقة مصورة تجمع بين شخصيات رسمت التاريخ الوطني والثقافي والتعليمي لمحافظة السويداء خلال القرن الماضي، والزي الشعبي التقليدي والآثار القديمة للمحافظة.

المعرض المتواصل إلى غاية الخامس من يونيو الحالي يضم العديد من الصور القديمة والنادرة التي توثق جوانب من تاريخ محافظة السويداء، والأحداث التاريخية فيها ورجالاتها وقاماتها الوطنية والعلمية والأدبية. ولفت عضو قيادة فرع اتحاد شبيبة الثورة بالسويداء رئيس مكتب الأنشطة التربوية حمد كيوان في تصريح إعلامي له إلى أهمية المعرض ودوره في ترسيخ القيم الحضارية والتاريخية لدى جيل الشباب، وإبراز الموروث المميز لمحافظة السويداء.

من جانبه أشار أمين رابطة الشهيد كمال نصر الغربية لاتحاد شبيبة الثورة بالسويداء كريم حمزة في تصريح مماثل إلى أن الهدف من المعرض "تسليط الضوء على تاريخنا وتذكير الأجيال الحالية بتراثنا وأهميته والعادات والتقاليد الأصيلة، واستذكار القيم التي تربى عليها أجدادنا".

◙ المعرض يضم العديد من الصور القديمة والنادرة التي توثق جوانب من تاريخ محافظة السويداء القريب والبعيد

ولفتت الشابة صابرين مرشد إلى مساهمتها بجمع صور متنوعة عن شخصيات وطنية مثل سلطان باشا الأطرش ورجالات الثورة السورية الكبرى، إضافة إلى العادات والتقاليد المتعلقة بضيافة القهوة وتصنيع الخبز العربي ونقل المياه بما يسمى بـ"المنشل"، في محاولة منها لإبراز الماضي الجميل.

بدورها قدمت الشابة مادلين عزام صوراً متعلقة بالزي الشعبي التقليدي لإعادة الروح إلى الأشياء القديمة، ما يعكس التمسك بالبلد وتراثه المحلي. وتخلل افتتاح المعرض تقديم مقطوعة موسيقية وتكريم وحدة الشبيبة في قرية تعارة، تقديراً لجهودها ونشاطاتها. وتعتبر السويداء من أبرز المحافظات السورية لما تزخر به من إرث ثقافي عريق. وينتمي معظم سكانها إلى طائفة الدروز وهناك أقلية مسيحية كبيرة.

ومن هذه المحافظة انطلقت ثورات عديدة ضد الحكم العثماني والثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي بقيادة سلطان باشا الأطرش عام 1925. وقد تعاقبت على المدينة الكثير من الحضارات ومازالت إلى اليوم تحافظ على آثار متنوعة من المباني ذات الطراز النبطي والروماني والبيزنطي، وقد أطلق عليها خلال العصور القديمة اسم "سؤادا" أي المدينة السوداء وذلك نتيجة طبيعتها البركانية وحجارتها البازلتية السوداء.

وبحسب الباحث في آثار المنطقة ورئيس دائرة آثار السويداء الأسبق حسن حاطوم، فقد اشتهرت السويداء بهذا الاسم منذ العصور الكنعانية والآرامية والنبطية، مشيراً إلى أنه بدءا من عهد الإمبراطور الروماني أنطونان التقي أطلق عليها اسم ديونيسياس نسبة إلى إله الخمر ديونيسيوس الذي كان يقابله "ذو الشراه" عند العرب الأنباط، حيث يروى أنه كانت تقام أعياد سنوية خلال شهر أغسطس لهذا الإله وتستمر عدة أيام. ويرصد المعرض الجديد الكثير من المواقع التاريخية علاوة على الوجوه الوطنية البارزة، ما يعتبر توثيقا لتاريخ المنطقة.

◙ تاريخ ومكان في ذاكرة محبيه
◙ تاريخ ومكان في ذاكرة محبيه 

13