قتلى وجرحى لحزب العمال الكردستاني بقصف تركي شمالي العراق

بغداد - أعلن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق أن ضربة نفذتها تركيا بطائرة مسيرة قتلت عضوا في حزب العمال الكردستاني وأصابت اثنين في شمال العراق اليوم الاثنين.
وقال الجهاز في بيان "استهدف القصف اجتماعا لأعضاء حزب العمال الكردستاني بمخيم مخمور مما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة اثنين... (أحدهما) مسؤول كبير في حزب العمال الكردستاني".
ويُعتبر الهجوم التركي الجديد الثاني من نوعه في غضون أقل من أسبوع واحد، حيث استهدفت طائرة مسيّرة المخيم ذاته، ما أدى إلى مقتل عنصرين وإصابة آخرين من حزب العمال.
ويؤشر القصف المتكرر على المخيم الواقع بين محافظة نينوى وأربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، إلى عدم قناعة القوات التركية بصحة إعلان الحزب في أكتوبر من العام الماضي انسحابه من المخيم. وقال الحزب في بيان له وقتها، أنه أمر بـ"سحب جميع عناصره المسلحة من مخيم مخمور للاجئين"، مؤكداً "نقل العناصر إلى جبال قنديل ومناطق أخرى في إقليم كردستان".
وقال مصدران أمنيان لرويترز إن عضوين آخرين في حزب العمال الكردستاني قتلا في اشتباكات مع قوات تركية شمالي دهوك التي تبعد نحو 40 كيلومترا عن الحدود مع تركيا.
وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية. وحمل الحزب السلاح في مواجهة أنقرة منذ 1984 وكان هدفه في البداية إقامة دولة كردية مستقلة.
لكنه عدل أهدافه فيما بعد لتكون السعي للحصول على حقوق الأكراد وانتزاع حكم شبه ذاتي في جنوب شرق تركيا.
وقالت أنقرة إن المخيم الذي ضربته الطائرة المسيرة يضم آلافا من الأكراد اللاجئين من تركيا وإنها تعتبره ملاذا آمنا للمسلحين الأكراد.
ويضم المخيم أكثر من 12 ألف شخص، وهم من عائلات وأفراد مسلحي حزب العمال الكردستاني اللاجئين في العراق، ويقع في مركز قضاء مخمور الواقع شرق محافظة نينوى، على مقربة من حدود المحافظة مع أربيل، ويخضع المخيم لسيطرة مسلحي حزب العمال الكردستاني.
وقال المصدران الأمنيان إن الاشتباكات وقعت اليوم الاثنين في منطقة جبال غارا التي تعد مقرا لحزب العمال الكردستاني وتعرضت لهجمات تركية على مدى الشهرين المنصرمين.
ووقع العراق وتركيا منتصف الشهر الماضي اتفاقية في مجال التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، تتويجا لمباحثات بين البلدين بعد ضغوط مارستها أنقرة على بغداد لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني.
وتنص الاتفاقية على إنشاء مراكز سيطرة مشتركة بين قيادة العمليات العراقية والجيش التركي بتمويل عراقي سيقام أحدها في قضاء بعشيقة والآخر في موقع آخر، في خطوة من شأنها أن تمهد لتثبيت وجود القوات التركية في الإقليم.
وينفذ الجيش التركي بانتظام عمليات عسكرية برية وجوية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ومواقعهم في شمال العراق، سواء في إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي أو في منطقة سنجار الجبلية.
على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية، أقامت تركيا عشرات القواعد العسكرية في كردستان العراق لمحاربة التنظيم الذي لديه أيضا قواعد خلفية في هذه المنطقة.
ولا يصنف العراق حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية لكن السلطات العراقية حظرت عليه شن عمليات انطلاقا من أراضيها على تركيا.
ويحمّل عديد النشطاء العراقيين والشخصيات السياسية الحكومة الاتحادية مسؤولية إقحام البلاد في حرب ضد المتمردين الأكراد بذريعة مكافحة الإرهاب، منتقدين الاتفاقية الأخيرة باعتبارها تعطي حصانة للقوات التركية وتنسف اتفاقا سابقا ينص على انسحابها من الأراضي العراقية.
وكان القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث سورجي قد أكد في تصريح سابق لموقع "شفق نيوز" أن "الانتهاكات التركية المستمرة على البلد تمس السيادة الوطنية وتكشف عن أطماع أنقرة في ولاية الموصل".
واعتبر أن "توغل الجيش التركي في بعض المدن والنواحي في محافظة دهوك بات أمرا مألوفا ويتكرر بشكل شبه يومي"، داعيا إلى "الحد من هذه الضربات والتجاوزات التي تهدف إلى احتلال شمال العراق والموصل".